الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تتحول الانتفاضات العفوية الحالية الى ثورات لقلب النظام الرأسمالي؟

عبد السلام أديب

2019 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


1 - تشهد الكثير من بلدان العالم انفجار انتفاضات جماهيرية ضد الحكومات والأحزاب والنقابات قد نقول عنها انها عفوية، لأن الشعوب لم تعد تطيق السياسات البرجوازية التقشفية ولا التواطؤ الفج للقوى السياسية والنقابية في دعم هذه السياسات بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، أو بالاكتفاء باقتراح برامج إصلاحية شكلية مع الإبقاء على نفس نمط الإنتاج الرأسمالي قائما.

2 - وتتفاوت حدة هذه الانتفاضات في ما بين الاكتفاء بالوقفات الاحتجاجية والمسيرات الجماهيرية مع رفع شعارات لا تزعزع الوضع السياسي والاقتصادي القائم، أو تلك التي تستهدف مباشرة التأثير على سيرورة الإنتاج الرأسمالي وبذلك توجه ضربات قاتلة لنمط الإنتاج الرأسمالي كمحاصرة الموانئ والمعامل واحداث شلل كامل في الإنتاج كإضراب وسائل النقل ومحاصرة المراكز الإنتاجية أو التجارية الكبرى...

3 - فيما يلي عدد من البلدان التي تعيش على وقع احتجاجات جماهيرية عنيفة خارج هيمنة الأحزاب والنقابات الإصلاحية: السترات الصفراء في فرنسا انطلاقا من 17 نوفمبر 2018، الثورة السودانية انطلاقا من 19 دجنبر 2018، الاحتجاجات الجماهيرية في تاهيتي انطلاقا من 7 فبراير 2018، انتفاضات الشعب الجزائري انطلاقا من 6 فبراير 2019، تمرد شباب هونج كونج انطلاقا من مارس 2019 والذي تحول إلى ثورة جماهيرية انطلاقا من يوم 9 يونيو 2019، انتفاضة الكادحين العراقيين، انطلاقا من شتنبر 2019، انتفاضة الكادحين في بورتو ريكو، انطلاقا من 8 يوليوز 2019، احتجاجات الاكوادور انطلاقا من 3 أكتوبر 2019، احتجاجات كاتالونيا انطلاقا من 14 أكتوبر 2019، احتجاجات الشيلي انطلاقا من 14 أكتوبر 2019، احتجاجات لبنان انطلاقا من 7 أكتوبر 2019... بالإضافة حركات احتجاجية جماهيرية في أوروغواي والبيرو وكوستا ريكا، واحتجاجات طلاب المدارس ضد التغيرات المناخية.

4 – فمنذ احتجاجات 1968، وانتفاضات ما يسمى بالربيع العربي وحركة لنحتل الميادين في الولايات المتحدة الامريكية واسبانيا، تعتبر الحركة الجماهيرية الأخيرة أعمق وأوسع نطاقا وأكثر مواجهة للأنظمة والأحزاب السياسية والمركزيات النقابية وللنظام الرأسمالي ككل.

5 - فالحراك الجماهيري (الذي يتخذ شكل شن الصراع الطبقي العفوى ضد الظلم الاجتماعي) يدمج بالضرورة الطبقة البروليتارية ويقوي وعيها الطبقي؛ فبدون مثل هذا الحراك العفوي لن تتشكل طبقة ثورية. وبدون تشكل الطبقة الثورية لن يوجد وعي ثوري. وبدون وعي ثوري، لن توجد نظرية ثورية. وبدون نظرية ثورية لن توجد منظمات ثورية. وبدون منظمات ثورية لن تبنى قوة بروليتارية. وبدون قيادة بروليتارية لن تحدث ثورة بروليتارية. وأخيرا بدون ثورة بروليتارية لن يوجد نمط شيوعي جديد للإنتاج.


6 - كما أن ظروف الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الموضوعية هي من يستفز حركة التمرد العفوية. فليست الطبقة هي التي تخلق حركة التمرد، بل حركة التمرد العفوية هي التي توحّد الطبقة، وتنطلق على أيدي أكثر عناصر الحركة نشاطًا. ويقوم بالتالي النشطاء الواعون بتطوير الوعي الثوري بصياغة نظرية ثورية مفصلية (أي، مشروع اجتماعي ثوري، يختلف تمامًا عن الأجندة السياسية الإصلاحية)، والذي ينطلق من القاعدة نحو المنجزات الثورية متعددة الابعاد فتتشكل المنظمة الثورية الفدرالية. وذاك على النقيض تماما من الحزب الطائفي، العقائدي، الديكتاتوري، البغيض، المغلق، الحصري الذي تفرضه فوقيا الأجهزة اليسراوية البرجوازية الصغرى على الطبقة البروليتارية لعدة عقود، مع النتائج المظلمة التي يعرفها الجميع.

7 - إن دكتاتورية البروليتاريا ليست قانونًا نحاسيًا تفرضه منظمة مركزية على الطبقة الثورية العفوية وعلى المجتمع بأسره فيتحول إلى نظام اجتماعي طبقي مغلق وجامد جديد مقنع. دكتاتورية البروليتاريا هي المبدأ العام الذي تلتف حوله الطبقة البروليتارية الثورية والمجتمع بأسره: فلا عودة إلى نمط الإنتاج وعلاقات الإنتاج الرأسمالية المنهكة المتعفنة. فبناء النمط الشيوعي الجديد للإنتاج والعلاقات الاجتماعية الجديدة للإنتاج البروليتاري الشيوعي لب الثورة البروليتارية. والجميع مدعوا للمشاركة وللانخراط وفقًا لمبدأ: "لكل فرد وفقًا لقدراته ولكل فرد حسب احتياجاته".

8 - في المرحلة الثورية للحركة، تختفي العفوية، ينضج مستوى وعي الطبقة وتصبح أقوى في العملية الثورية وعبرها، وبالتالي تعزيز توطيد المشروع الثوري العالمي. ويترتب على ذلك أن الانتفاضة الشعبية ليست هي الثورة البروليتارية، إنها الفرضية اللازمة سواء الموضوعية أو الذاتية. على مر التاريخ، تم إحباط التمردات الشعبية التلقائية أو تم الالتفاف عليها بواسطة طبقة اجتماعية لخدمة أهدافها ومصالحها الطبقية.

9 – ونكاد أن نجزم هنا بأن كل ثورة شعبية، أيا كان البلد الذي وقعت فيه، هي موجة تم شنها ضد القوة البرجوازية. فهي موجة غالبا ما تأتي لتنكسر وتموت عند سفح قلعة الدولة الكبيرة. فقد شكلت كومونة باريس المثال الرمزي الساطع بامتياز. فقد كانت الكومونة صاعقة -تحد ومواجهة مفتوحة مع السماء- أطلقتها الطبقة البروليتارية في باريس، حينما كانت لا تزال جنينية، في مواجهة قوة الدولة البرجوازية التي كانت في مطلق توسعها. في ذلك الوقت، أدى عدم نضج واضح للظروف الموضوعية والذاتية للثورة البروليتارية العالمية (عدم نضج الطبقة الثورية) إلى هزيمة لا مفر منها لتلك الانتفاضة الشعبية. على نفس الإيقاع حدثت ثورة شعبية قوية بعد خمسين سنة أسست لجمهورية الاتحاد السوفياتي في كامل أراضي روسيا الإقطاعية. وبالمثل قامت حركات التحرر الوطني في موجات ما يسمى "بإنهاء الاستعمار"، والتي انتكست تحت هيمنة المافيات المحلية وتحولت الى مجرد "استعمار جديد". نفس الشيء شاهدناه بالأمس فيما عرف خطأ، بموجات "الربيع العربي"، وفي غيرها من الانتفاضات الشعبية التي اشتركت جميعها في التطلع نحو ضمان بقاء الجنس البشري في مواجهة نمط الإنتاج القائم والذي يقع مركزه الزلزالي في المواجهة بين العمل ورأس المال، بين البروليتاريا المأجورة ورأس المال المالي.

10 - يقول الرفيق لينين، في كتابه، حصيلة مناقشات حول تقرير المصير الصادر سنة 1916، بخصوص تجربة ثورة 1905، ما يلي:
"إن الثورة الاشتراكية في أوروبا لا يمكنها أن تكون سوى انفجار للنضال الجماهيري من جانب كل العناصر المقهورة والساخطة، وسيشترك فيها لا محالة قطاعات من البرجوازية الصغيرة والعمال المتخلفين، فالنضال الجماهيري مستحيل بدون مثل هذه المشاركة كما أن أي ثورة غير ممكنة بدون هذه المشاركة أيضا، ولا محالة أيضا من أن هذه القطاعات ستفرض تحيزاتها وخيالاتها الرجعية وضعفها وأخطاءها، ولكنهم موضوعيا سيهاجمون رأس المال، كما أن طليعة الثورة الواعية بدورها الطبقي وهي البروليتاريا التقدمية والتي تدرك هذه الحقيقة الموضوعية عن النضال الجماهيري بكل ما فيه من تنافر وتباين ستكون قادرة على أن توحد كل هذا وتوجهه وتستولي على السلطة وتسيطر على البنوك، وتنتزع ملكية المؤسسات الصناعية التي يكرهها الجميع على اختلاف شاكلتهم (رغم أن كراهيتهم ترجع لأسباب مختلفة!) وتتخذ إجراءات ديكتاتورية أخرى ستؤدي في مجموعها إلى الإطاحة بالبرجوازية وضمان انتصار الاشتراكية، والتي ستؤدي فورا وبالضرورة رغم كل هذا إلى تنقية نفسها من كل شوائب البرجوازية الصغيرة."

11 – لكن ماذا عن دور اليسار واليمين في ظل مواجهة البروليتاريا لنمط الإنتاج الرأسمالي؟

12 - انبثق مفهوم اليسار انطلاقا من البرلمان المنبثق عن الثورة الفرنسية "البرجوازية طبعا"، وكان الخلاف القائم بين من كان يجلس في اليمين ومن يجلس في يسار البرلمان، وموضوع الخلاف تمثل في كون من يجلس في اليمين يرغب في المحافظة على البنيات الاقتصادية والاجتماعية الفيودالية التي كانت سائدة قبل الثورة الى جانب البنيات الاقتصادية والاجتماعية البرجوازية المنتصرة في ثورة 1789. أما من كانوا يجلسون على اليسار فكانوا يرغبون في القضاء تماما على البنيات الاقتصادية والاجتماعية الاقطاعية والمحافظة فقط على نمط الإنتاج الرأسمالي الجديد.

13 - هذا الخلاف بين اليمين واليسار سيستمر الى غاية الحرب العالمية الأولى سنة 1914، نظرا لأن الرأسمالية كانت تتعيش مع البنيات الإنتاجية السابقة، ولذلك ظل منبع الخلاف السياسي بين اليمين واليسار ينبع من هذا التناقض ولأن القوى الاقطاعية كانت لا تزال تحتفظ لها بمكانة اقتصادية واجتماعية وبالتالي سياسية، فكانت حاضرة سياسيا داخل البرلمانات تدافع داخله عن مصالحها. وكانت هيمنة الرأسمالية على العمل شكلية وليست فعلية لأنها مضطرة للتكيف مع هيمنة باقي الأنماط الاقتصادية القائمة. فحتى فكرة "الإصلاح" كانت تخضع للتوافق بين أطراف التحالف الطبقي السائد، فتميل تارة لتفضيل المصالح الاقطاعية وتارة أخرة نحو تفضيل المصالح البرجوازية.

14 - لكن مرحلة الاستعمار والامبريالية أدت في نفس الوقت الى انتشار نمط الإنتاج عالميا، والى هيمنة فعلية للرأس المال على العمل وتراجع هيمنة المصالح الاقطاعية، ومن هنا يمكن القول ان التناقض بين اليمين واليسار اختفى تماما انطلاقا من سنة 1914، فرغم استمرار التفرقة بين الأحزاب اليمينية واليسارية، الا ان التناقض منعدم بينهما، فهما معا يدافعان عن نمط الإنتاج الرأسمالي بوجهة نظر غير متباعدة، ولا يتجاوز اختلاف البرامج السياسية بين اليمين واليسار حول مفهوم الإصلاح، حول من يقود الإدارة الاقتصادية الرأسمالية القائمة. ففي حالة صعود اليمين للسلطة، يتم تقليص الهيمنة الحكومية على القطاعات الاقتصادية الرأسمالية وتخفيف الضرائب عليها وتقليص حجم الإدارة العمومية نتيجة لذلك، وتعويض النقص في الضرائب، نتيجة الإعفاءات المخولة لرأس المال عن طريق تشديد المعدلات الضريبية على مصادر دخل الطبقة العاملة والمهن الحرة. وبطبيعة الحال ان لهذه السياسات انعكاسات على شرائح واسعة من الطبقة العاملة وعلى البرجوازية الصغرى، لذلك تحدث ردود فعل سياسية واجتماعية قد تصل حد الانفجارات الثورية.

15 -تستغل الأحزاب اليسارية ازمة الأغلبية اليمينية السياسية والاقتصادية نتيجة المغالاة في خدمة رأس المال على حساب العمل، فتقترح برامج اقتصادية واجتماعية أكثر تفضيلا للعمل المأجور للطبقة العاملة ولمداخيل المهن الحرة للبرجوازية الصغرى. وعن طريق استغلال الأحزاب اليسارية لوسائل الدعاية الإعلامية والحملات السياسية في كل مكان تتمكن من الحصول على الأغلبية الحكومية، فتشرع في تطبيق سياسات لا تختلف الا شكلا عن سياسات الأغلبية اليمينية، بل سجل تاريخ وصول الاحزاب اليسارية الى الحكم في البلدان الأوربية ابداعا متفوقا في خدمة مصالح الرأسمال على حساب العمل، ويكفي الرجوع هنا الى تجارب اليسار الفرنسي مع الجبهة الشعبية سنة 1936 وتجربة فرانسوا متران منذ سنة 1981، فكل ما يحققه اليسار الحكومي هو التخفيف المؤقت للصراع الطبقي نتيجة الوعود التي لا تتحقق.

16 -وهناك الكثيرون ممن يخلطون اليوم بين مفهوم اليسار والماركسية في حين ان لا علاقة بينهما، فماركس والماركسية ترى ان نمط الإنتاج الرأسمالي مثله مثل باقي الأنماط الإنتاجية السابقة: العبودي والاقطاعي، حيث يستعبد الانسان في ظل نمط الإنتاج الرأسمالي أكثر، في ظل علاقة عبودية مأجورة، وفي ظل أوضاع أكثر كارثية من أوضاع العبيد وأقنان الأرض سابقا. فعلى الأقل كان السيد يضمن للعبد مصدر عيشه حتى يضمن استمرار خدمته له، كما كان أقنان الأرض أكثر حرية في تملك قطعة ارض للاستغلال الزراعي مقابل عمله في أراضي امراء الاقطاع. أما العمال فيشتغلون طيلة حياتهم بأجور زهيدة وفي حرمان كامل من التملك، ويلقى بالملايين الى جحيم البطالة. لذلك يرى كارل ماركس انه للخروج من أوضاع العبودية المأجورة والاستغلال الرأسمالي ستظل البروليتاريا الواعية تقود صراعها الطبقي المنظم الى حين اسقاط نمط الإنتاج الرأسمالي ومعه الملكية الخاصة والنظام الطبقي الناجم عنها وبالتالي العمل المأجور وجهاز الدولة الذي يستعمل في الاستغلال والهيمنة عبر استبدالها مؤقتا بديكتاتورية البروليتاريا. فديكتاتورية البروليتاريا المؤقتة لا تستهدف بناء دولة طبقية جديدة، بل تنحصر في القضاء على الطبقات وتحللها وإلغاء الملكية الخاصة والعمل المأجور.

17 -إذن فالتباعد واضح بين مفهوم اليسار والماركسية بعد الشمس عن الارض، فبينما يعتبر الأول خط إصلاحي لنمط الإنتاج الرأسمالي على شاكلة الأفكار السياسية التي كانت تدافع عنها الفوضوية بقيادة زعمائها الأوائل، جوزيف برودون وميخائيل باكونين، أو في ظل ما يسمى بالاشتراكية الطوباوية. حيث شكلت الاشتراكية الطوباوية محاولة فاشلة لأنسنه الرأسمالية، وهو نفس المنحى الإصلاحي الذي ظلت الأحزاب اليسارية تعتنقه وتسوقه الى اليوم، على أساس أنه سيغير من طبيعة ونتائج نمط الإنتاج الرأسمالي القائم، فلا تركز سوى على التغيير السياسي دون الاقتصادي. تظل الماركسية في المقابل مناقضة تماما لنمط الإنتاج الرأسمالي ومناهضة ومنتقدة للأحزاب اليسارية وللأحزاب الديموقراطية الاشتراكية التي تدعي الماركسية تغليطا للطبقة العاملة ومن أجل الوصاية عليها وتطبيع علاقاتها مع النظام السياسي والاقتصادي الرأسمالي القائم. وهذا التناقض هو نفسه الذي دفع كارل ماركس في أواخر حياته، عندما طلب منه ابداء موقفه من الأحزاب الاشتراكية الديموقراطية في فرنسا والتي تدعي الماركسية، الى القول "بأن كل ما يعرفه في مواجهة هذه الأحزاب انه ليس ماركسيا".

18 -إذن فالأحزاب اليسارية سواء توحدت أو تفرقت، لا علاقة لها بالماركسية ولن تكون أبدا أداة للتغيير السياسي والاجتماعي الجذري لنمط الإنتاج الرأسمالي، وجسرا للعبور نحو الاشتراكية الحقيقية والجماعات الشيوعية المتضامنة. وهذا ما نلمسه اليوم في الاتجاه الثوري العام لانتفاضات الكادحين ضد اليمين واليسار معا في كافة البلدان حاليا، ولا ننسى هنا التأكيد على ان أحزاب الإسلام السياسي مجرد قناع دخان، من انتاج وتطوير اليمين المتطرف الرأسمالي، والذي يستعمل الدين بكثافة للتغطية على ممارساته الفاشستية لقمع التمرد البروليتاري ضد النظام الرأسمالي في زمن هيمنته الفعلية على العمل.

19 – لكن ما هو المنطلق الاجتماعي والفلسفي لهذه الانتفاضات الجماهيرية المتفجرة في كل مكان؟

20 – الجواب على هذا السؤال يورده كارل ماركس في مقدمة كتابه مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي. فمارس يؤكد في مقدمته أن كافة أنماط الإنتاج التاريخية عندما تصل الى نقطة معينة يحدث فيها تناقض حاد بين قوى الإنتاج المتقدمة وعلاقات الإنتاج المتخلفة، تبدأ مرحلة من الثورات الاجتماعية. فالنظام الرأسمالي الذي وجد مرارا في مثل هذه الوضعية من التناقض الحاد، كان يلجأ دائما الى الخروج منها عن طريق الحروب وتدمير واسع لقوى الإنتاج من اجل إعادة الحيوية لعلاقات الإنتاج.

21 – ويؤكد كارل ماركس أيضا في فصله السادس من رأس المال، ان الرأسمالية تعيش مرحلتين، مرحلة الهيمنة الشكلية للرأس مال على العمل، ثم مرحلة ثانية من الهيمنة الفعلية لرأس المال على العمل، وفي هذه المرحلة الثانية التي تسود فيها مطلق تناقضات نمط الإنتاج الرأسمالي، تصل الرأسمالية الى أزمتها الختامية حيث لا يمكن للتناقض بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج الا ان تتفاقم، وهذا يعني انه لم يتبقى للرأسمالية ما تقدمه للبشرية سوى تدمير الحياة وإعادة انتاجه. فعلى هذه الخلفية تنطلق الثورات الاجتماعية العنيفة والتي تنتهي بإسقاط نمط الإنتاج الرأسمالي.

22 – إذن فحسب هذه النظرة الماركسية لمآل نمط الإنتاج الرأسمالي، يمكن اعتبار تفاقم الانتفاضات والاحتجاجات عبر العالم مقدمة للثورات الاجتماعية العالمية التي من شأنها اسقاط كامل صرح النظام الرأسمالي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد المحترم عبد السلام أديب
فؤاد النمري ( 2019 / 12 / 3 - 07:04 )
الماركسية يا عزيزي هي سيف الطبيعة القاطع البتار والتنظيرات حول فعل هذا السيف مثل تنظيراتك إنما هي الصدأ على حد هذا السيف
أقرؤك توافقني على أن أي كتابة في السياسة لا بد أن تنطلق من النظام الدولي القائم وإلا كانت قبض الريح
وهكذا افترضت حضرتك أن النظام الدولي القائم هو النظام الرأسمالي
أنت تعلم بأنني لا أوافقك على هذا الإفتراض
فإن كان النظام الرأسمالي قد مات واندثر في السبعينيات فذلك يعني أن تنظيراتك أعلاه إنما هي الصدأ الذي يعلو حد السيف
الربيع العربي انتشر في -الجملكيات- العربية فهل كان النظام في هذه الجملكيات رأسمالي؟
آخر حصون الرأسمالية كانت اميركا في الخمسينيات والستينيات لكنها في العام 71 أعلنت فقدانها الغطاء الشرعي لعملتها الدولار وهو ما يعني بالضرورة انهيار النظام الرأسمالي فيها إذ لم يعد نظام الإنتاج فيها قادراً على إنتاج البضاعة الكافية لتغطية نفقاتها من الدولار
هل أخطأ المؤتمر العام التاسع عشر للحزب الشيوعي السوفياتي بحضور ستالين في أكتوبر 52 عندما اتخذ قراراً يقول .. -بانهيار النظام الإمبريالي في وقت قريب- ؟
وكيف تكون أميركا دولة رأسمالية وهي أكبر مستورد للبضائع والأموال ؟


2 - أطروحات السيد النمري الخيالية
عبد السلام أديب ( 2019 / 12 / 3 - 07:48 )
تحية للمفكر الأردني الكبير السيد النمري، في البداية احيي فيك شجاعتك التي اكدت من خلالها اننا لسنا متفقان حول ما تدعيه من موت الرأسمالية سنة 1975 بقرار سياسي من مؤتمر رامبوييه، كما لا تمل من ترديد ذلك في جميع كتاباتك بل وتفتعل نقاشات كالشتيمة مع كتاب الحوار المتمدن لإصبات تلك الأطروحات التي لا يؤمن بها الا من وقع على رأسه مثلك. لقد سبق لي مرارا ان أجبتك على خطأ أطروحاتك، بأن أنماط الانتاج لا تنتهي بقرار سياسي هكذا فجأة، وأنها أكبر شتيمة في حق كارل ماركس الذي أكد في كتاباته وخاصة في مقدمة كتابه مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي، -في إنتاج الناس الاجتماعي لحياتهم يدخلون في علاقات محددة، ضرورية ومستقلة عن إرادتهم، وهي علاقات إنتاج تطابق درجة معينة من تطور قواهم الإنتاجية المادية. ويشكل مجموع علاقات الإنتاج هذه البنيان الاقتصادي للمجتمع، أي يشكل الأساس الحقيقي الذي يقوم فوقه صرح علوي قانوني وسياسي وتتمشى معه أشكال اجتماعية. فأسلوب إنتاج الحياة المادية هو شرط العملية الاجتماعية والسياسية والعقلية للحياة بوجه عام. ليس وعي الناس بالذي يحدد وجودهم، ولكن وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم.


3 - أطروحات السيد النمري الخيالية2
عبد السلام أديب ( 2019 / 12 / 3 - 07:55 )
فعندما تصل قوى المجتمع الإنتاجية المادية إلى درجة معينة من تطورها تدخل في صراع مع علاقات الإنتاج القائمة أو بالتعبير القانوني مع علاقات الملكية التي كانت تعمل في ظلها حتى ذلك الوقت. وتتغير هذه العلاقات التي هي قيد على الأشكال التطورية من القوى الإنتاجية. وفي هذه اللحظة تحل حقبة من الثورة الاجتماعية. فتعديل القاعدة الاقتصادية يجر في أذياله قلبا سريعا بدرجة أكثر أو أقل، لكل الصرح العلوي الهائل. وعند دراسة الانقلابات التي من هذا النوع يجب دائما أن نفرق بين القلب المادي الذي يحدث في علاقات الإنتاج الاقتصادية والتي يمكن تقريرها بدقة عالية، وبين الأشكال القانونية والسياسية والدينية والفنية والفلسفية أو بكلمة واحدة الأشكال الأيديولوجية التي يدرك الناس في ظلها هذا الصراع ويجاهدون في سبيل فضه-، فأنت السيد ، ، النمري تقلب أطروحات كارل ماركس حول المادية التاريخية رأسا على عقب، وتحاول أن تؤكد أن وعي الانسان هو الذي يحدد وجوده، وأنه بقرار ارادي يمكنه أن يغير الواقع المادي للعلاقات الاجتماعية القائمة، أي قبل ان تنضج الشروط المادية الضرورية لهذا التغيير. أنت تنكر على الرأسمالية بأنها تنتج بضائع


4 - أطروحات السيد النمري الخيالية3
عبد السلام أديب ( 2019 / 12 / 3 - 08:10 )
بينما الواقع يؤكد العكس تماما، وهو أن حجم الانتاج الرأسمالي هو أكثر بكثير مما تعتقد، فهو يقوق أربعة عشرة مرة حجم حاجيات البشرية اليوم التي يصل تعدادها اليوم حوالي 7 ملايير نسمة، وأن البضائع الرأسمالية غزت مختلف مناطق العالم ، فأنت لو فتحت دولابك المنزلي فستجد أن لديك أزيد من سبعة قمصان وأربعة أحدية وخمسة سراويل وهكذا دواليك، فما هي تلك الأشياء؟ انها بضائع رأسماليةـ اشتريتها من سوق محلي بالاردن. إن أطروحاتك الخيالية السيد النمري بالاضافة الى أنها تضعك على طرفي نقيض مع الماركسية فانها تبعدك بشكل كامل عن الواقع، نوع من السوليبسيزم الميتافيزيقي الذي يجعلك لا ترى في الواقع الا ما هو موجود في ذهنك. ونظرا لهذه العقدة التي تعاني منها السيد النمري كنت دائما اتفادى الدخول معك في نقاش عقيم لكي أؤكد لك أن الارض كروية الشكل وليست منبسطة، لكنك تصر عند نشر اي مقال لي أن تؤكد لي ان الارض نتبسطة بمعنى ان الرأسمالية انتهت بقرار ارادي واعي. لذلك اجيبك للمرة الألف كما قال غاليليو -ومع ذلك فهي تدور- أن الرأسمالية لا زالت قائمة وتعاني من تناقضات عميقة أبرزها الانتاج البضاعي الزائد الذي تحاول انكاره


5 - عزيزي أديب
فؤاد النمري ( 2019 / 12 / 3 - 08:25 )
أنا أعرف أنك تقرأ ماركس لكنك تنساه عندما تهم بمعالجة الواقع
ألم يقل ماركس أن دورة الإنتاج الرأسمالي هي تحديداً (نقد - بضاعة - نقد) والنقد في الحالة الثانية هو أكبر منه في الحالة الأولى
لكن ميزان التجارة الأمريكي يعجز سنوياً منذ 30 عاما بحوالي 700 مليار دولار
تفاخر الرئيس ترمب أن العجز في الميزان التجاري للعام 2018 لم يتعد 550 مليار دولار
في الخريف الماضي خطبت نانسي بيلوسي رئيسة الكزنجرس تصيح مولولة عما ستؤول إليه أمريكا وهي تستدين مليون دولار كل دقيقة
أنا لا أنظر كما تدعي بل أنت هو من ينظر بعيداً عن الواقع
فقط قل لي كيف تكون أميركا رأسمالية إمبريالية بينما هي اليوم أكبر مستورد في العالم للبضائع ورؤوس الأموال !؟
ذلك سيكفينا من النقاش

تحياتي


6 - أطروحات السيد النمري الخيالية4
عبد السلام أديب ( 2019 / 12 / 3 - 09:06 )
تدفعني عزيزي النمري أن أعيد على سماعك دروس التاريخ والجغرافية الامريكية فأنت تنسى بأن الولايات المتحدة الأمريكية هي من يمتلك أقوى اقتصاد رأسمال مالي في العالم ومن موقعه ذلك يهيمن فعليا على كافة البورصات والابناك العالمية من خلال اندماجه العضويا داخلها. وهي تعتمد على اقتصاد السوق والاستثمار الحر والمنافسة التجارية، أي أن مهمة الدولة الفدرالية تقتصر على مجرد رعاية مصالح رأس المال الأمريكي ومساعدته على تجاوز أزماته من خلال الاستدانة المتواصلة وعكس ذلك على كاهل دافعي الضرائب الأمريكيين وعلى كاهل باقي العالم المتعامل بالدولار. ويمتلك الرأسمال الأمريكي الخاص المستقل عن الدولة الفدرالية ثروات كبيرة من الموارد المنجمية والطاقوية داخل الولايات المتحدة وعبر العالم نتيجة الهيمنة الامبريالية: البترول، الغاز الطبيعي، الفحم، واليورانيوم وتمثل أهم منتجاته. ورغم هذه الثروة فإن الولايات المتحدة هي أكثر البلدان استيرادا للمحروقات.


7 - أطروحات السيد النمري الخيالية5
عبد السلام أديب ( 2019 / 12 / 3 - 09:08 )
- وتمثل الولايات المتحدة الأمريكية أول قوة فلاحية على المستوى العالمي سواء من حيث إنتاجها أو صادراتها. زيادة على ارتكاز الفلاحة الأمريكية على أراضي خصبة ومناخ مناسب فإنها تتميز بتصنيع كبير. ومن أهم قطاعات الزراعة: تربية الأبقار، زراعة الحبوب (الذرة، القمح، الشعير، السوجا...)، النباتات الصناعية (القطن، الفول السوداني، التبغ...). كما أن الصيد البحري من أهم القطاعات النشطة.
- كما تحظى الولايات المتحدة الأمريكية بأهم الإنتاجات الصناعية على المستوى العالمي. ويعود نجاح الصناعة الرأسمالية الأمريكية إلى قدرتها على التجديد وصدارتها التكنولوجية وتنوع المنتجات واستغلال اليد العاملة المؤهلة. وتحتل هيمنة الرأسمال الأمريكي الصدارة عالميا وليس محليا فقط في عدة ميادين : البترول، السيارات، صناعة الطيران والكهرباء، مواد الاستهلاك... وتتقدم الصناعة الرأسمالية الأمريكية أكثر فأكثر نحو التخصص في قطاعات التكنولوجيا الدقيقة المتطورة (الطيران، الفضاء، الإلكترونيك، التسلح، الكيمياء الدقيقة).


8 - أطروحات السيد النمري الخيالية6
عبد السلام أديب ( 2019 / 12 / 3 - 09:15 )
وتهيمن منتجات قطاع الخدمات الرأسمالية على الاقتصاد الرأسمالي الأمريكي حيث يوجد بها منتجعات سياحية وأماكن رفاهية مختلفة وأسواق كبيرة مثل أسواق وول مارت الشهيرة التي تحتل المركز الأول في تصنيف مجلة فورشن طبقا للمبيعات والأرباح. ومن بين أهم الخدمات الرأسمالية الخاصة نجد : الإدارة، السياحة، الترفيه، البنوك.
- يعتبر القطاع الخاص الرأسمالي الأمريكي الأكثر تصديرا واستيرادا على الصعيد العالمي ويعود ارتفاع حجم الديون الامريكية على المستوى العالمي الى القوة الاقتصادية للرأس المالي الأمريكي وحركيته الدائبة على الصعيد الدولي وليس دليلا على ضعف هذا الاقتصاد المدعم بالهيمنة الامبريالية العالمية المطلقة.
ان طريقة نظرتك الى الرأسمالية وأسلوب عمل نمط الانتاج الرأسمالي تنسى كلية كل ما اشتغل عليه كارل ماركس طيلة اربعين سنة ليقرب الى اذهاننا قدرة العملية التراكمية للانتاج الرأسمالي والذي تتفاعل فيه ديالكتيكيا كل عناصره بما فيها الديون والتسلح والحروب والامبريالية وبالتالي كيف تتبلور ازمته الختامية تدريجيا والتي تفجر الثورة العالمية لاسقاطه


9 - الطبيعة
عبد الحسين سلمان ( 2019 / 12 / 3 - 10:45 )
تحياتي للسيد عبد السلام أديب الحارة .
يقول السيد النمري :
الماركسية يا عزيزي هي سيف الطبيعة القاطع البتار.....الخ

هذا هو البلاغ و التحذير الديني السلفي المتزمت.
لم يتحدث ماركس ابدأ عن الطبيعة , لا في كتاباته المبكره ولا المتأخره ولا حتى في رسائله, ومن يقول عكس هذا , ويورد اثبات, اكون شاكراً له
أهتمام ماركس الاساسي هو : الإنسان , وليس الطبيعة.
أن ماركس لم يستخدمها , الأ و هي مرتبطة بالإنسان, واغترابه و تحرره من عبودية الرأسمال ومنها, اي الطبيعة human nature (Gattungswesen) , فقد ذكر في مخطوطات 1844:
Nature is man’s inorganic body, that is to say nature in so far as it is not the human body.
فالطبيعة هي جسم الإنسان غير العضوي – ونحن نشير هنا إلى الطبيعة من حيث أنها ليست هي الجسم الإنساني.

وذكر كذلك في الكتاب الثالث من رأس المال, في فصل : الإيرادات ومصادرها, حول الحرية والسيطرة على الطبيعة.
كتبت يما للسيد النمري
اخترْ ، يا صديقي ، ...... ، موضع قدميكَ كما تشاء .
لكنْ ، أرجوك ...
دعْ ماركس وشأنه ........الشاعر سعدي يوسف


10 - عبد السلام
فؤاد النمري ( 2019 / 12 / 3 - 10:48 )
أنت لا تنجح في الإختباء بعباءة ماركس
تهرب من الحقائق الصادمة على الأرض وتهرب إلى كتابة الإنشاء المفرغ من كل معنى
تشرح مطولا غنى أميركا وتنسى أن أميركا تدفع سنويا فائدة على دبونها 600 مليار دولار للدول الدائنة
وأنت لا تعلم أن الدولار في العام 70 كان يساوي 50 سنتغرام ذهبا وهو اليوم لا يساوي أكثر من 2 سنتغرام
وأخيرا تجيز لنفسك في التعليق الأخير القول ..-تهيمن منتجات قطاع الخدمات الرأسمالية على الإقتصاد الرأسمالي الأمريكي- ومع ذلك تدعي الماركسية
الخدمات ليست انتاجاً رأسماليا حيث قوى العمل لا تتجسد بشيء يمكن مبادلته في السوق
الجدمات بمختلف أصنافها تستوفي كلفة إنتاجها من فائض القيمة المتحقق في الدورة الرأسمالية
80% من مجمل الإقتصاد الأميركي هو من الخدمات التي لا تضيف نقيراً للثروة الأميركية
أميركا تنفق سنوياً 16 ترليون دولارا على إنتاج الخدمات عديمة القيمة التبادلية وتنتج من البضائع ما قيمته 4 ترليون دولار بينما الصين تنتج من البضائع ضعف ما تنتج أميركا
ولذلك تجد الأسواق الأميركية غارقة بالبضائع الصينية
لم تجب على السؤال .. كيف تكون أميركا رأسمالية وهي اليوم أكبر مستورد للبضائع ورؤوس الأموال


11 - ملاحظ لعامر سليم على الفيسبوك
فؤاد النمري ( 2019 / 12 / 3 - 10:59 )
بعد إذن الرفيق عبد السلام أديب
كيف يا عامر سليم تدين النمري بالإفلاس وهو من له الفضل على حضرتك بأن كشف لك بأن تروتسكي انتهى ليكون جاسوساً لحساب مكتب التحقبقات الفدرالي الأمريكي
يكفي النمري هذا الفضل عليك وعلى سائر التروتسكيين عملاء المخابرات الغربية


12 - أطروحات السيد النمري الخيالية7
عبد السلام أديب ( 2019 / 12 / 3 - 15:11 )
إن حالة السوليبسيزم التي تعاني منها العزيز النمري غير قابلة للعلاج، ومع ذلك احاول الاجابة على تراهاتك رغم كون ذلك مضيعة للوقت ولكنها مهمة بالنسبة للقراء المتتبعين، في تعليقك السيد النمري التسلسل 10 رجعت الى اسطوانتك المشروخة حول قضية ديون امريكا، وعن قيمة منتوجاتها الرأسمالية ، للتأكيد ان رأسمالية الولايات المتحدة اضعف من رأسمالية الصين، وهذا اعتراف غير مباشر من طرف سعادتك بأن الرأسمالية لا زالت حية ولم تمت سنة 1975 بقرار سياسي. أعلم ان حظرتك السيد النمري لم تقرأ كتاب رأس المال ولا تعرف ما يوجد فيه من جواهر فكرية حول موضوع المديونية والائتمان العمومي بالذات، ولو كانت لديك ادنى فكرة عنه لما كنت تتفوه بما تتفوه به الآن، أنا لا أريد ان انزل مع حضرتك الى مستوى الشتائم التي تتفوه بها طيلة الوقت، لا أريد ان انعتك بالامية السياسية والمعرفية، يكفي ان أذكرك بما كتبه كارل ماكس في الجزء السابع من كتابه رأس المال المخصص لعملية تراكم رأس المال، فماركس يؤكد ان نشأة الرأسمالية وتطورها قام على استغلال ونهب فائض القيمة من الطبقة العاملة طبعا ولكن أيضا على اساس الدين العمومي ويؤكد على انه كلما تزايدت


13 - أطروحات السيد النمري الخيالية8
عبد السلام أديب ( 2019 / 12 / 3 - 15:14 )
ديون الدولة فإن ذلك مؤشر على ثراء الدولة، فلتقرأ حضرتك كتابات مارك : -إن نظام الائتمان العمومي، أي ديون الدولة، الذي نجد براعمه في جنوه والبندقية مند القرون الوسطى، قد أستحوذ على أوروبا بأسرها، في المرحلة المانيفاکتورية، وكان النظام الاستعماري، بتجارته البحرية وحروبه التجارية، بمثابة دفيئة النظام الائتمان ذاك. وهكذا ضرب جذوره في هولندا بادىء الأمر، إن دين الدولة، أي استلاب الملكية في مصلحة الدولة - سواء كانت استبدادية، أم دستورية ، ام جمهورية - هو ما يسم الحقبة الرأسمالية بموسمه، والجزء الوحيد مما يسمى بالثروة الوطنية الذي يعتبر فعلا ملكا جماعية للشعوب المعاصرة هو ديون دولها . لذلك فإن المذهب الحديث القائل بأن شعبا من الشعوب يزداد ثراء بقدر ما يكون دينه أكبر - هو مذهب منطقي تماما. ويغدو الائتمان العمومي العقيدة التي يعتنقها رأس المال. وبنشوء مديونية الدولة، يغدو الإخلال بالثقة في دين الدولة، لا التجديف في الروح القدس، خطيئة لا تغتفتر.-


14 - أطروحات السيد النمري الخيالية9
عبد السلام أديب ( 2019 / 12 / 3 - 15:27 )
إذن فحسب أطروحاتك الخيالية السيد النمري تسير في عكس المسار العلمي المادي لكارل ماركس، وتسبح ضد التيار الماركسي الجارف، وتجعل من أصل الرأسمالية أي المديونية والتي شكلت اساس تطورها وازدهارها علامة من علامات موت الرأسمالية، اليس ذلك نوع من التحريفية لمذهب ماركس ولنمط التفكير البروليتاري الماركسي، وتغليطا للحركة الثورية العمالية والتقاء موضوعيا من طرفك مع اعداء الماركسية لعدم تسليط الضوء على المسؤول الرئيسي عن التدمير المتواصل لشروط انتاج الحياة على الأرض وهي الرأسمالية التي تهيمن اليوم هيمنة فعلية على الكوكب بكامله

اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير