الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجيل الثاني من ثورات الربيع

صلاح بدرالدين

2019 / 12 / 3
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


يطلق البعض على الانتفاضات أو الثورات الشعبية المندلعة منذ أشهر في الجزائر ولبنان والعراق وايران وقبلها في السودان الموجة الجديدة أو الجيل الثاني من ثورات الربيع التي قامت منذ نحو عقد من الزمن في تونس ومصر وسوريا واليمن وليبيا والتي نجحت جزئيا في بعضها وأخفقت في بعضها الآخر .
مازالت ثورات الربيع الأولى السابقة تنتظر من يؤرخ لها ويقيمها بصورة علمية نقدية موضوعية شاملة واستخلاص الدروس والعبر منها بعد كل التضحيات والخراب والتطورات التي مازالت مستمرة على الأقل في سوريا وليبيا واليمن وذلك ليتسنى لنشطاء الجيل الثاني أخذ الدروس المفيدة وتجنب ماكان سببا في اخفاقها وانحراف القسم الأكبر عن نهجها الوطني الديموقراطي السلمي التي قامت على أساسه .
تتميز الموجة الجديدة من الانتفاضات أو مشاريع الثورات الراهنة بصفات لم تكن متوفرة لسابقاتها ومن أبزها :
أولا – المنحى السلمي المطلق من دون عنف أو استخدام السلاح كما يتجلى في التظاهرات الاحتجاجية ومحاولة تحييد قوى الأمن من جيش وشرطة بالتعامل الودي مع حواجزها بل الاحتماء بحمايتها من شبيحة الأحزاب وجماعات الردة المضادة في بعض الحالات ( لبنان والسودان ) ومعاتبتها والحذر منها في حالات أخرى ( العراق والجزائر ) ومواجهتها سلميا في حالة ( ايران ) .
ثانيا – الانطلاق من الشعارات المطلبية الاجتماعية أولا وأساسا وضد الفساد وتحسين الحالة المعيشية وتوفير فرص العمل الى جانب ادانة ( الطبقة السياسية الحاكمة ) جمعاء ( كلن يعني كلن ) .
ثالثا – يتصدر الشباب من النساء والرجال وخصوصا الطلاب والمهنييون والصحافييون والوطنييون المستقلون والمحامون والمهندسون من كل الاقوام والأديان والمذاهب صفوف هذه الموجة الثانية وبعكس ثورات الربيع الأولى فان الأحزاب التقليدية ( الدينية والقومية ) على وجه الخصوص لادور لها بتاتا في الموجة الثانية .
رابعا – هناك شبه اجماع لدى معظم نماذج الموجة الثانية من ثورات الربيع ( باستِناء الحالة السودانية نسبيا ) على مواجهة الأحزاب التقليدية بكل تياراتها بل ادانتها بالفساد والطائفية والعنصرية واختلاس أموال الشعب والاخفاق في حين كانت تلك الأحزاب قد تسللت وسيطرت على مقاليد ثورات الربيع الأولى وأدت الى حرفها واجهاضها .
خامسا – انتصرت الموجة الثانية أم أخفقت فانها بمجرد قيامها حققت جزء من الانتصار وقوضت أسس الفئات السياسية الحاكمة وبنيتها وفتحت الطريق لامكانية اجراء التغييرات الجذرية ان لم يكن اليوم فغدا وبالمستقبل القريب كما ألحقت الرعب بنظم الاستبداد التي مازالت تعيش على أشلاء الشعوب مثل نظام الأسد ولاشك أن هناك خيط رفيع يجمع مراكز هذه الموجة باتجاه استهداف نظام ايران فكل مايجري في لبنان والعر اق موجه ضد نظام طهران وميليشياته وتوابعه وحشوده الشعبية الذي يهيمن على مقاليد الحكم في البلدين .
سادسا – أهداف وشعارات وانجازات هذه الموجة الثانية من ثورات الربيع ستشكل انتقاما لاخفاقات ثورات الربيع وعدم انجاز مهامها لأسباب متعددة وفي مقدمتها خيانة جماعات الإسلام السياسي وخذلان المجتمع الدولي وتآمر النظام الإقليمي والعربي ودعما لكل المقهورين بالمنطقة وسندا لنضالات الشعوب المناضلة من أجل الحرية وخصوصا الشعب الكردي في مختلف بلدان المنطقة .
ماذا عن أقدم أحزاب التحرر الوطني في البلدان الثائرة ؟
١ – الحزب الديمقراطي الكردستاني – العراق – ١٩٤٦ واجه انقسامات بالستينات – قاده البارزاني الخالد كشخصية كارزمية وزعيم قومي .
٢ – جبهة التحرير الوطني الجزائرية عام ١٩٥٤ وتعرض للانقسامات بالستينات أيضا ترأسه زعماء – بن بلة – بومدين – بوتفليقة .
٣ – حركة التحرر الوطني الفلسطيني – فتح – ١٩٦٥ وتعرض للهزات الانقسامية في فترات متتالية – قادها الزعيم ياسر عرفات ثم محمود عباس .
في الحالتين الأولى والثالثة لم تتحقق الأهداف النهائية في إقامة الدولة الوطنية المستقلة آي أن كل من فتح والبارتي مازالا في مرحلة انتقالية بين التحرر الوطني وقيام الكيان ويقودان كل من السلطتين الفلسطينية ( شبه حكم ذاتي ) وإقليم كردستان الفدرالي وفي الحالة الثانية تقود الحركة دولة مستقلة حتى قبل أشهر .
جبهة التحرير الوطني بالجزائر تتراجع الى درجة الاضمحلال بعد اشتداد الانتفاضة الشعبية وإدانتها كحزب حاكم مسؤول عن كل أوجه الفساد وتقديم قادتها الى القضاء وحبس البعض الآخر .
حركة فتح وبالرغم من عدم اندلاع اية انتفاضة في الأراضي الفلسطينية فانها تعاني الأزمات وتتعرض للانقسامات وخف بريقها التاريخي بعد استلام السلطة – المنقوصة – وهي آيلة الى الذوبان اذا لم يتم تجديدها وإعادة بنائها عبر القنوات الشرعية المؤسساتية .
في الحالات الثلاث وبدرجات متفاوتة هناك صعوبات وأزمات داخلية تستدعي المعالجة والإصلاح الى درجة أن هناك من يطرح التغيير الجذري ويعتقد بعجز ماهو قائم ذاتيا وموضوعيا من انجاز المهام المطلوبة مما يتطلب إعادة البناء أي اعفاء القيادات التاريخية العاجزة عن تلبية مطالب شعوبها وتحميل الأجيال الشابة الجديدة المسؤولية وتفكيك الهياكل الحزبية التنظيمية التي شاخت ولم تعد تستجيب لمتطلبات التطورات الهائلة الاقتصادية والتكنية على المستوى العالمي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي