الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب هو الكتلة الأكبر

وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)

2019 / 12 / 4
حقوق الانسان


لعل من اشد العجب ان ساحات التظاهرات لا زالت تغص بالمتظاهرين. وبعد ان قدم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي استقالته تحت ضغط هذه التظاهرات وبعد استشهاد اكثر من 300 متظاهر وجرح 15000 ، هنالك من يشكل تحالفات في البرلمان لتشكيل الكتلة الأكبر التي تريد ان ترشح رئيس الوزراء الجديد من بينهم وكأنما هذه التظاهرات لا تعنيهم وهذه الدماء لا تحرك شيء في انفسهم .واخرون ينتظرون دورهم، وبعض ممثلي الاقليات يريد حصتهم في التمثيل بالحكومة الجديدة (الكعكة الجديدة) .فاتهم ان دماء الشهداء لن تجف حتى الان وان جروح المصابين لم تشفى بعد، وان أصوات المتظاهرين لم تهدأ بعد .
هنالك من يريد ان يرقص على دماء الشهداء وجراح المصابين ، لقد كتبنا اكثر من مرة بأن رئاسة الحكومة العراقية اليوم أصبحت مهمة جسيمة ، وكانت محط اختبار منذ عام 2003 حتى الان ، وفشلت كل الحكومات في مكافحة الفساد ، او تدوير عجلة التنمية ، نواب في البرلمان يصرحون بأنفسهم بانهم لصوص ومرتشون ، من المعلوم ان المسؤولية هي تكليف وليست تشريف ، واليوم بالذات تكون مسؤولية رئاسة الوزراء من اصعب ما تكون ، وبالتأكيد فأن الكتل والتوافقات تبحث عن المناصب والمكاسب ولا يمكنها اطلاقا ان تأتي بحكومة قادرة على تلبية حاجات وطموحات الشعب ، والا مضى اكثر من 16 عام ماذا قدمت الكتل السياسية للعراق غير الخراب والدمار والفساد . ومن عجب ان اعلنت الحكومة المستقيلة انها ستوظف اكثر من 100 الف على ملاك الجيش او الشرطة ، في محاولة للتخفيف من البطالة وتشغيل الايدي العاملة وهذا باب من أبواب الفساد ليس الا ، والا فأين هي التنمية لماذا لا نفتح معامل ومصانع فنزيد الدخل وننمي الخزينة ،العسكري ورجل الشرطة لدينا منهم ما يفوق المليون ، المطلوب عقلية قادرة على النهوض في العراق كما نهضت ما ليزيا او رواندا تلك الدولة الافريقية التي كانت تشكو من المجاعة ، تحولت الى سابع بلد في النمو الاقتصادي على العالم.لدينا في العراق كل شيء ، المال ، الموارد الطبيعية ، القوى العاملة المثقفة ،والسوق الاستهلاكية ، وبالمقابل ليس هنالك معامل ولا مصانع، نستورد الكهرباء ووقود تشغيل محطات الكهرباء ونحرق الغاز ، ونستورد البانزين المحسن ، والعراق رابع اكبر بلد منتج للنفط في العالم .ولازالت الكتل تبحث عن ترشيح رئيس وزراء من بينها والشعب المتظاهر يرفض ، نريد من يحول العراق الى ماليزيا او الى رواندا ، فهل عقمت النساء ان تلدا قائدا يأخذ بيد العراق .
المهمة صعبة ، والظروف معقدة ، الشباب والخريجون معتصمون في الشوارع ،وخزينة الدولة تنوء تحت أعباء ملايين من مستحقي الرواتب الرواتب استحقاقا قانونيا واستحقاقا باطلا وفاسد، فهي الأخرى غزاها الفساد .والفاسدون لهم مراكز قوية بحيث لم تقدر اية حكومة على محاكمتهم .والعراق على ابوب مستقبل مجهول وهنالك من يتربص الفرصة لتمزيق وحدة العراق عجلة العلم متوفقة المدارس والكليات انقطعت عن الدوام ، الكثير من الشوارع مغلقة لا يمر يوم دون دماء تنزف .
المتظاهرون يريدون رئيس وزراء من الشعب ، اليس هم الكتلة الأكبر ، نعم انهم الكتلة الأكبر فلا يكاد يخلو بيت عراقي من علم العراق الذي اتخذوه رمزا لتظاهراتهم في مهمة البحث عن هوية وطن، فالشيوخ والشباب والنساء وحتى الأطفال تو شحوا بالعلم دعما للمتظاهرين ،لقد عانى الشباب والشعب كثيرا فالذي يعيش في وطن لا يملك فيه دار سكن ولا راتب ولا يستطيع الزواج وتكوين اسرة حتى ولو حصل عل الشهادة وبالكاد يحصل على لقمة العيش ، شاب متظاهر استشهد في ساحة التحرير وجدو في جيبه نصف دينار.......ترى ما هو طموح هذا الشاب ، لوكان لاجئا في بلد اوربي لمنحوه سكن ومصروف ، فلم لا يمنح سكن ولا راتب في بلده ولم المسؤولين ابناءهم يسوقون احدث موديلات السيارات ووقد توظفوا في سفارات العراق في العالم ملحقين وموظفين ، وقصورهم تعانق السماء من اين لهم هذا .وعلى هذا قام المتظاهرون وبذلو ا ارواحهم رخيصة من اجل ان يحاربوا الفساد ويرجعوا وطنا سرق في عز النهار .
الشعب يريد ،عراق جديد ، تسوده العدالة والتنمية والرفاه الاقتصادي والحرية والمساواة والتأخي والسلام والمحبة بعيدا عن الفقر و الفساد والخطف والقتل والطائفية والتهديد والعنصرية والتعصب والجهل والتخلف والامراض والامية .
والمشكلة انه لا احد يستطيع ان يلبي في يوم وليلة تلك الحاجات ،لكن ممثل حقيقي عن الشعب حريص على ابناءه ،امين على ثرواته ،ذو عقل جوال قادر على الخلق والابداع يتوكل على الله وخبراء مهنيون يستطيعون ان يبنوا البلد وما اكثرهم في العراق بلد (الأنبياء وال بيت محمد عليهم صلوات الله عليهم وسلامه) ، يقول الله تبارك وتعالى في سورة الكهف " نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)"صدق الله العظيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا