الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طواف - قصيدة

عبد الفتاح المطلبي

2019 / 12 / 4
الادب والفن


حواليكَ في قلبي أطوفُ طوافيهْ
بيقظانةٌ حيَــْـرى وعينُك غافيَةْ

وما أنا إلا عاشــــــقٌ قد أراعَهُ
صدودَ حبيـبٍ دونَ ذنبٍ يُجافِيَةْ

يسومُ فؤادي وهــو يدري بحالهِ
عذاباً ويُخفي نارَهُ فـــي شُغافِيَة

كأنّ بقلبي ســيلَ نارٍ من الجوى
أبـــاحَ لآذيِّ الهُيــــــامِ ضِـفافِيَةْ

عُقابُ النَوى قد حامَ فوقَ أضالعي
فكيفَ لعصـــــفورالفــؤاد تلافِيَةْ؟

إذا لم تكنْ يا صـــاحِ بَرءاً لعلّتي
فمَنْ لعميدٍ مـن غــــرامٍ يُعافيَهْ؟

وإنْ شئتَ أنْ لا يُنشِزَ القلبُ لحنَهُ
فمَهِّلْهُ حتى تســـــــــــتبدَّ قوافيَهْ

وهَبْ للأماني فُسـحةً في مجالِها
فقد طالَ ما ترجـو ونفسُكَ هافيةْ

حماماتُ قلبي البيض طارتْ ولم تعدْ
وضجّ بأنحـــــــــائي نعيقُ غُدافية

صحيحٌ بأنّ المُثــــمراتِ شـــواهِقٌ
وأنّ عناقيـــــــــــدَ العرائشِ وافيةْ

وأني أراها لا أطيــــــــقُ بلوغَها
وما خشيَتْ نفسي صريحَ اعترافيةْ

فما أنا إلاّ راغبٌ فـــــــي سُلافِها
وهل رغبَاتُ الصبِّ للوصلِ كافية

لها المجدُ أياً كان طــــعمُ مزاجها
كأنّ لها كأســـينِ رَنـقَى وصافيةْ

وربّةَ قد تهفو نفــــــــوسٍ يطالُها
شديدُ مِراسٍ مـن تباريــحَ خافيةْ

ولكنّ قلبَ الصــــبِّ طيرُ خُرافةٍ
قوادمُهُ سلوى وشـــــوقٌ خوافيهْ

فلا تخشَ شيئاً والريــاحُ جنودُها
نيامٌ إذا جاءَتْ إليــــــــك موافيةْ

ولكنها يا صــــــــاحِ ذاتُ مآربٍ
نسيميةً حيــــــــناً و حيناً مُسافيةْ

وثابرْ إذا بعضُ الخُطى قد تعثرتْ
مسيراً بأقــــــــدامٍ وإنْ تكُ حافيةْ

وواصلْ إذا تكبــــو فغيرُكَ قد كبا
وقامَ وما كانت خُطـــــــاهُ جُزافية

أعاصيرُها تترى كما كــانَ شأنُها
كأنّ بها روحاً مـــــن الجنِّ جافيةْ

عَنودٌ و فيها مــــــن سجايا قديمةٍ
تمرّ على الآثارِ مرّةَ عــافية (2)


فلا شيءَ يبقى فــي زمانك خالداً
خُطى الناسِ تترى للنهايةِ قافيةْ

إذا رُمتَ أن تُشــفى الجراح فداوِها
بنارٍ غدت بيــــن الأضالعِ ضافيةْ

ودعْ نائمَ الأشـــــواقِ يوقظُ بعضَهُ
فليس ســوى كأسِ الصبابةِ شافيةْ

فؤادي سعى للعشــــقِ سعيَ مُجالدٍ
رأى برغيف العشقِ ثمّةَ عافية(3)

ففيمَ ســـــوى بالوجدِ أملأُ كأسَها
وأنهلُ مــن رقراقِها وهي دافيةْ

إذا الحبلُ مقطوعٌ أوالهجرُ مُوصَلٌ
فلا البدرُ إثباتٌ ولا الشــمسُ نافيةْ

ولا الغيث مهطالٌ على يابسٍ ذَوى
ولا النفسُ في مـاءِ السكينةِ طافيةْ


سُرِرْتُ بمخضلِّ الوريق بدوحتي
وما كانَ يقفو ذاكَ غيـــرُ جفافيةْ

علامتهُ أن العنــــــــادلَ غادرتْ
وقد أينعتْ روحي وحانَ قِطافيةْ

ولكنّ طيرَ الأمنيــــــــــاتِ محلّقٌ
يحوم لعل الحــــــــظّ يوماً يوافيَة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1.خففت الهمزة للضرورة
2. ماحية
3. تمام الصحة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة رولا حمادة تتأثر بعد حديثها عن رحيل الممثل فادي ابرا


.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب




.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي