الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في دعم الحراكين اللبناني والعراقي

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2019 / 12 / 4
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية


الانسان في مجتمع متحضر، تحفظ فيه الحقوق، ويطبق فيه نفس القوانين على الجميع بلا تمييز، ويدعم تكافؤ الفرص، عادة ما يلتفت الى تطوير نفسه وتحسين قدراته للترقي والتقدم وتحقيق ما يصبو اليه.
أما عندما ينتشر الفساد وينهار العدل ويعلو السفلة والمرتشين فإن الانسان يسعى الى ايجاد سبل أخرى لدعمه وتحقيق أهدافه.
ولذا .. يتقوقع الانسان على نفسه وطائفته أو عرقه أو غير ذلك من الانتماءات، ويكن عداوة شديدة الى المختلفين عنه، وقد يتطور الأمر الى حرب أهلية تأتي على الأخضر واليابس، ولا تسمح بنمو الا كل ما هو خبيث ودنئ وفاسد.
وهذا هو تحديدا ما تعلمه الأشقاء في العراق ولبنان بأصعب الطرق، وهو أيضا ما اتفقوا جميعا على نبذه والتخلص منه، وهو أيضا ما يسعى المستفيدون من الطائفية لتقويضه وابقاء الحال على ما هو عليه.
إن السنوات الماضية جعلت من دول مثل لبنان وسوريا وليبيا والعراق أرضا لصراع لا ناقة للمواطنين فيه ولا جمل ولكنهم هم دائما الضحايا وهم دائما من يدفع الثمن.
وبينما تدعم الأطراف الخارجية عملائها ورجالها لتولي المناصب القيادية لتحقيق اجنداتها ومصالحها الخاصة في المنطقة، لا ينال المواطن العادي الا الفقر والمعاناة.
ولذلك فإن أول الطرق لمكافحة الفساد والحصول على الاستقلال والتمتع بالمواطنة الأصيلة هو التخلص من الطائفية وغيرها من الأمور التي تصنع الفرقة والخلاف، وأول الطرق لنجاة لبنان والعراق هو التخلص من نظام المحاصصة الطائفية الذي يؤصل للفرقة ويقتل أي مبادرة وطنية أصيلة لتحقيق الرفاهية والتقدم للشعوب.
إن النظر في الحالة اللبنانية بتمعن يمكن أن يوضح حجم المآساة التي يعيشها الشعب اللبناني، فالأسماء على الساحة السياسية لم تتبدل منذ عقود طويلة وحتى من مات ورث ابنه المنصب، فالمناصب يعاد تدوريها على نفس الوجوه ونفس الأسماء .. بدون جدارة .. بدون برنامج انتخابي .. بدون تغيير في حياة المواطن الا للأسوء، حتى وكأنهم يساوون بين المواطنين في البؤس بينما تزداد أرقام جساباتهم البنكية من ستة أرقام لسبعة أرقام وربما ثمانية!
إن الطائفية تقتل الانتماء للوطن وتجعله موجه لأطراف خارجية، ولا سبيل لتحقيق المواطنة والانتماء الحقيقي والعيش في سلام والتفرغ للبناء والتنمية والتخلص من العملاء والفاسدين الا بالتخلص من الطائفية وغيرها من الفروق التي تميز بين المواطنين وتخلق بينهم عداوة لا تنتهي.
كل الأمنيات الطيبة للأشقاء في لبنان والعراق بتحقيق المواطنة الحقيقية والمساواة الكاملة والتخلص من كل آثر للعملاء والفاسدين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل