الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطاء القرآن وأثرها في ترجمته إلى اللغة النرويجية -ترجمة إينار بيرغ نموذجا- رد على تعليق إنشائي

عبدالإلاه خالي
(Abdelilah Khali)

2019 / 12 / 4
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


نشرتُ بال"حوار المتمدن" مقالا بعنوان "أخطاء القرآن وأثرها في ترجمته إلى اللغة النرويجية -ترجمة إينار بيرغ نموذجا-"
وقد كتب علي عباس الموسوي تعليقا مطولا بعنوان "تكرار القرآن إعجاز بلاغي من الله"
تشرفني محاورتك سيدي!
بداية ينبغي التنبيه إلى أن مقالي لم يكن يتمحور حول أخطاء القرآن، فهذه بادية للعيان ولا يجادل فيها إلا من كان قلبه مختوما وعلى سمعه وبصره غشاوة. المقال موضوعه تمحور حول تحريفات المترجم النرويجي "إينار بيرغ" للقرآن بغرض طمس أخطاءه والتعمية على نقائصه.
إنّ ما ذكرتَه مِنْ ( أنّ البلاغة تكمن في تنويع الأسلوب للمعنى الواحد ) حقيقة لا خلاف حولها وفي ذلك قال لغويو الإسلام متفاخرين باللغة العربية: "عباراتنا شتى والمعنى واحد".
الذي نختلف عليه هو هل يوجد في القرآن ما ينقض هذا الوجه البلاغي أم لا!
فأنت تزعم عدم وجوده إذ قلتَ: ( ما تكرر من قصص القرآن ليس من التكرار الآلي الممل، الذي يخل بالفن ويعيبه النقاد، لأن الحقيقة الواحدة يطالعنا بها القرآن في مواطن مختلفة، ولكن في أثواب جديدة، مع تصرف بارع في صيغة التعبير وطرق الأداء. وإعادة الكلام في الموضوع الواحد من التنويع والطرافة والتجديد من بلاغة القرآن وإعجازه. )
وأنا أرى أن القرآن زاخر به، ولتتأمّل قصة بني إسرائيل مع آل فرعون! ألم تتكرر هذه القصة بلفظ واحد في القرآن:
ففي البقرة 49: ﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَٰكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذَٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾.
وفي الأعراف 141: ﴿ وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ وَفِي ذٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾ ؟
هذه قصة أذكرها لك على سبيل المثال لا الحصر وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق.
ذكرتَ أن علماء الإسلام تعرضوا قديما "لهذا الموضوع وقتلوه بحثا ودراسة حتى امتلأت المكتبات بمصنفات موضوعها التكرار في القرآن".
نصيحتي لك عزيزي أن تترك وراءك كتب المسلمين، ودعك من أقوال الفقهاء والمفسرين، فهؤلاء قادرون على إدخال جَمل من سمّ إبرة.
أما قولك في ختام تعليقك: ( وفي الختام دعني أهمس في أذنك سيدي عبدالإلاه أن القرآن يخلو من تكرار يماثل تكرارك المقزز للفظة "تأمل" )، فإني أدعوك لمطالعة مقالي القادم قريبا ففيه ما يبين لك إن كنت في حاجة إلى بيان أنّ تكرار القصة في القرآن تكرار في معظمه مذموم، ولا يماثله في الذم إلا تكرارك الحرفي لأقوال غيرك دون إشارة منك لذلك.
فقولك: ( وقد كان المشركون في عصر النبي صلى الله عليه وسلم يعجَبون من اتساع الأمر في تكرير هذه القصص والأنباء مع تغاير أنواع النظم وبيان وجوه التأليف، فعرَّفهم الله سبحانه أن الأمر بما يتعجبون منه مردودٌ إلى قدرة مَن لا يلحقه نهايةٌ، ولا يقَعُ على كلامه عددٌ؛ لقوله تعالى: "قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا"، وكقوله: "وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ" )
هو قول الزركشي في كتابه "البرهان في علوم القرآن". تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم. دار الثرات. القاهرة. الطبعة الثالثة. الجـزء الثالث. الصفحة 28.
وقولك: ( فالتكرار القرآني إعجاز بلاغي لإيراده القصة الواحدة في صور شتى وفواصل مختلفة. ويكثر في إيراد القصص والأنباء، وحكمته التصرف في الكلام وإتيانه على ضروب؛ ليعلم العرب عجزهم عن جميع طرق ذلك: مبتدأ به ومتكررا )
هو أيضا قول الزركشي بذات الكتاب، إذ قال في الصفحة 112 من الجزء الأول في معرض حديثه عن علم المتشابه: [ وهو إيراده القصة الواحدة في صور شتى وفواصل مختلفة. ويكثر في إيراد القصص والأنباء، وحكمته التصرف قي الكلام وإتيانه على ضروب؛ ليعلمهم عجزهم عن جميع طُرُق ذلك: مبتدأ به ومتكررا، وأكثر أحكامه تثبت من وجهين، فلهذا جاء باعتبارين. ]
فتأمل!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي