الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيبة

أكرم شلغين

2019 / 12 / 6
الادب والفن


لأنني انتقلت لتلك الجامعة مؤخراً و لأن مبانيها عديدة وتمتد على مساحات كبيرة لم يكن من السهل الاهتداء الى القاعة المقصودة ضمن المبنى الذي سيحتضن محاضرة الضيف الزائر لذا رحت أبحث وأتنقل بين تلك المباني التي تشبه بعضها وبصفتي جديد تطلب ذلك مني جهدا كبيرا.
بطريقة ما اهتديت إلى القاعة.. بداخلها جلست في منتصف النسق الأخير من المقاعد ووضعت حقيبتي جانبا. على الفور بعد ذلك دخل الضيف ومعه أعداد كبيرة من الطلاب والزوار المحبين لمحاضراته فامتلأت المقاعد وغصت القاعة بالحاضرين ويبدو أنه أراد أن تكون محاضرته مصحوبة بمواد مرئية فقد باشر بإطفاء أنوار القاعة حتى أصبح العتم سائداً في أرجائها. حيّا المحاضر الجميع وقال: قبل أن أبدأ أود نقل ما طلبه مني عميد الكلية الذي استضافني إذ قال انه يريد ان يرى الطالب فلان في الحال (لقد ذكر اسمي وكنيتي ) وقد وضع له الخبر في لوحة الإعلانات لكن السيد المذكور لم يمتثل....ثم كرر يريد أن يراه في الحال فإن كان هنا فليتفضل لمكتب السيد العميد. مددت يدي اليسرى والتقطت الحقيبة من المقعد المجاور على يساري حيث وضعتها وخرجت من القاعة دون ان انتبه لأي شيء ورحت ألهث في ركضي لأعرف موقع عميد الكلية....لكنني لم أعثر عليه بعد أن جبت لمدة أكثر من عشر دقائق وانتبهت لحقيقة ان الحقيبة التي أحملها ليست لي. ...! راح تفكيري يتركز على ما يوجد بحقيبتي (محفظة نقودي وجواز سفري وبطاقتي المصرفية و بطاقة المكتبة وبطاقة الحسم للطالب وبطاقة التأمين الصحي.. .) وكل ما يلزمني وتتسع له الحقيبة...ذعرت وقلت سأعود للقاعة لأعيد ما بيدي وأجلب حقيبتي .. لكنني لم أستطع التعرف على المبنى الذي تقع فيه القاعة.. جميع المباني مكونة من طابق واحد، تتوزع بين صخور رمادية اللون وحولها زرعت انواع كثيرة من الأزهار والورود...تهت اكثر ورحت أفتح أبواب المباني لكنها بالمجمل جديدة الشكل من الداخل ولم تكن أي منها تلك التي كنت بها من قبل....رحت ألوم نفسي لأنني لم ألحظ ان ثقل الحقيبة التي حملتها بسرعة يختلف عن تلك التي أحملها طيلة الوقت...! حركت يدي بطريقة جعلت الحقيبة التي أحملها تفتح...إنها تحتوي فستاناً ابيض......! لعله فستان عرس....! بدأت دقات قلبي تتزايد... ورحت أركض وأفتح أبواب المباني وكلها غريبة..تخليت عن هدف الإستجابة لطلب العميد برؤيتي ولم أعد أفكر بالمحاضرة التي فاتتني ورحت أتجول حاملا الفستان الابيض أريد تسليمه لصاحبته واخذ حقيبتي....وبقي الحال على ما هو عليه: الفستان الأبيص بيدي وحقيبتي لا أعرف أين أصبحت!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في


.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/




.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي