الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوكب استراليا..تاج العدالة 1

ماجدة منصور

2019 / 12 / 7
المجتمع المدني


إنه كوكب أعيش عليه و يدعى...أستراليا...تاج العدالة.
هكذا يجب أن يكون اسم هذه القارة العظيمة التي أحيا عليها...و أعني بها استراليا...تاج العدالة.
استراليا آوتني حينما كنت طريدة بائسة...مشردة...فقيرة...أرملة....بلا وطن أو أهل أو مال.
هذه هي استراليا....موطن الغرباء....و مأوى الفقير و ستر الأرملة و غطاء المشرد و ملجأ الهارب و حاوية المهاجر....إن استراليا كوكب يستر عيوبنا و يداري مساوئنا و يستر على قبائحنا و يعالج جنوننا و يهتم بتفاصيل حياتنا و يطعمنا حين نجوع
و يعالجنا حينما تنتابنا الهستريا و نجن....يكفي أستراليا فخرا و عزة و كرامة أنها تشتري لنا قبورا....حين نموت,
هذا هو كوكب استراليا...تاج العدالة....أتحدث عنها الآن.
تلك القارة العظيمة قد أحتوتني...و إبنتي الطفلة...حين كنت بلا وطن.
و حين كانت خناجر القوم تتسلط للقضاء عليُ....كانت و ما زالت أستراليا...((تاج العدالة)) تفتح ذراعيها لتضمني مع إبنتي الطفلة.
لأدع المجال لنفسي ...كي تشكر استراليا.
فهي آوتني حين لم يكن لي ملجاُ
و هي أطعمتني حينما كنت جائعة.
و هي سترتني حينما كنت عارية.
وهي أغنتني عن سؤال اللئام,,,و ذل الحاجة.
هي أستراليا كالأم الصبورة التي تصبر عن جهل أبنائها و تستر هفواتهم و تحافظ على إنسانيتهم....تلك الإنسانية التي فقدوها في بلادهم الأصلية....حيث فقدنا معنى ...أن تكون إنسانا.
في كوكب إستراليا فقط.....إكتشفت أنني إنسانة يا أخوتي و أخواتي.
و عرفت أن لي حقوقا!!!!!!!
و بهدوء بالغ...أخبرني سكان كوكب أستراليا....أن لدي واجبات أيضا....
و بلطف محبب...أخبرني سكان كوكب أستراليا...بأن حريتي تنتهي تماما حين تبدأ حرية الآخرين.
و رويدا رويدا....إبتدأت هذه السحابة التي أراها ترافقني حيثما ذهبت وأقصد بها سحابة قتامتكم و لؤمكم و قذارتكم و نجاستكم و لوثة عقلكم...تنزاح عن كاهلي....ببطء مستمر و دائم و عملي.
فها أنا الآن أتنشق هواء تلك القارة العظيمة....الشامخة....بكل بهاء....بعيدا عن آثامكم و عهركم و سقوطكم و نذالتكم و فقركم و ذلكم و حروبكم و نفطكم اللعين و أديانكم الآثمة و آلهتكم اللعينة و قرابينكم الميتة و أنبيائكم المهابيل و دراويشكم المختلين
و كهنتكم الملاعين ....إني أتنشق في أستراليا هواء الحرية.
إنه هواء نظيفا جدا.....بعيد عن كل عفانتكم و زبالتكم ...
إن أستراليا ((هي المكان الذي يجب أن تكون))
أمشي في طرقاتها المعبدة و المتشعبة...وكل إشارة ضوء فيها....تخبرني...بالمكان الذي يجب علي أن أكون.
أقود دراجتي الهوائية ...في حارات ضيقة....قد نُحتت بعناية فائقة....وهي تخبرني....عن الحارة التي يجب عليٌ أن أكون!!!
أبيع....أشتري...أستثمر....أضارب في البورصة....أقامر......فإن لكل هذا قانونا صارما و مكتوبا بدقة حيث يخبرني....إلى أن تؤدي كل هذه الطرقات.
إن كوكب أسترايا هي المكان الوحيد الذي يقول لك: أنا منعرج التحول و سيف القاضي و ملجأ الشرفاء.
فمن هذا المكان....أحسست بأني إمرأة تحيا و تعيش.
ومن هذا المكان...دخلت محاكم و جلست بحضرة القضاة و إنتصرت على خصومي بقوة القانون!!
من هذا المكان....إنتخبت....و عاصرت منهج الحياة السياسية و عرفت معنى الديموقراطية.
إليكم أتحدث ....يا متشدقوي الحديث عن الديموقراطية.
تعالوا لكوكب أستراليا...كي تتعلموا ماذا تعني الديموقراطية.
تعالوا لكوكب أستراليا كي تتعلموا ماذا يعني حقوق الأنسان.
و الحيوان
و النبات
و الجماد
ماذا تعني حقوق الحياة
إن للحياة طعم آخر....في كوكب أستراليا ((تاج العدالة))
رفقائي....أدعوكم لتبحثوا عن إنسانيتكم الضائعة في كوكب أسترايا....فهي كوكب ودود...لطيف...محب....عاشق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا بد
ماجدة منصور ( 2019 / 12 / 7 - 03:35 )
اني قد أخطأت في لغة تخاطبني معكم0
اعذروني


2 - كفيتى ووفيتى
هاني شاكر ( 2019 / 12 / 7 - 04:37 )
كفيتى ووفيتى
________

شكرا استاذة ماجدة ، الخبرة الانسانية العملية اغلى من كل النظريات

شرقنا التعيس غارق فى اوهام الحلول البائسة ، مرة الاشتراكية هى الحل ، و مرة القومية العربية هى الحل

تجاربنا افرخت حروب وويلات و فقر و تشريد و جهل و مرض

ليتنا نقرأ مقالك على اولادنا فى كل بيت و مدرسة

فى انتظار المزيد

....


3 - وجوب النصيحه
على سالم ( 2019 / 12 / 7 - 07:06 )
الاستاذه ماجده منصور , حقيقه انتى ابدعتى وقلتى كلمه حق بدون شك , حقيقه البدو العربان القذره المنحطه يجب ان يشعروا ويحسوا بها بل ويخجلوا من انفسهم ويقيموا ذاتهم المنفره القبيحه , لقد اصبحت كلمه عربى كلمه ضاره وارهابيه ودمويه تجلب الخوف والهلع والرعب من ذكرها , نعم الواجب ان نقدم النصيحه لهم ربما يفيقوا من سباتهم العميق , يجب ان يعوا ماضيهم الاسود واصلهم المخجل , يجب ان يعلموا ان مؤسس العروبه والاسلام كان قاطع طريق ولص محترف وخبير فى السطو المسلح وفنون السرقه والنشل , واجبنا القاء النصيحه عسى ان يتقبلوها


4 - أستاذ هاني شاكر المحترم
ماجدة منصور ( 2019 / 12 / 7 - 11:12 )
نعم صدقت أستاذ هاني فإننا في شرقنا الأتعس قد جربنا جميع اشكال الحكم و فشلت تلك الأنظمة في أن تطرح حلولا عملية و واقعية تتماشى مع متطلبات عصرنا الحديث و هاهي ثورات ((الربيع العربي ))ق د أفرزت لنا داعش و الإخوان المسلمين و حكاما مستبدون أشد فسادا من اللذين سبقوهم0
إن نجاح نظام الحكم في استراليا هو تطبيقهم للعلمانية بشكل دقيق و عملي و واقعي حيث أنه قد تم فصل الدين عن الدولة بشكل صارم....لأن الأديان تفسد حياة البشر حين تتدخل في تفاصيل الحياة0
ولعلمك فإن ممارسة العبادات في استراليا شأن شخصي جدا و لا يجب فرضها على المواطنين و قد منع تدريس الاديان في المدارس و كهنة الدين،،مهما كان نوعهم،،غير مرحب بهم و يخضعون لرقابة دائمة و مستمرة كي لا يفسدوا حياتنا المتناغمة0
إن أنظمة الحكم الثيوقراطية قد أثبتت سقوطها و فشلها المريع...في حكم الشعوب وكم أتمنى أن نعتمد العلمانية الحقة دستورا للحياة في الشرق الأوسط0شكرا


5 - للأستاذ هاني شاكر
ماجدة منصور ( 2019 / 12 / 7 - 13:04 )
كتبت ردا لكم و لم يظهر لغاية الآن0
بإنتظار الإفراج عن ردي ...لك مني كل الإحترام و التقدير و أقدر لك مرورك الكريم0


6 - الأستاذ علي سالم
ماجدة منصور ( 2019 / 12 / 8 - 05:54 )
حين يتصحر الفكر الإنساني و يٌصب الفكر الإنساني بقوالب جامدة فإنك لن تتوقع أن يطرح لك الشوك...عوسجا0
ما تقوله حقيقي رغم المحاولات المحمومة لتجديد الخطاب الديني إلا أنه لا جديد تحت الشمس وطالما ظل الفكر الديني سائدا و مهيمنا بالطريقة التي عليها فلا يجب أن نتوقع خيرا في قادم الأيام0
مرورك الكريم يعطي مذاقا آخرا للحوار0
احترامي لك


7 - الأستاذ بركات من الفيس بوك
ماجدة منصور ( 2019 / 12 / 8 - 06:00 )
التغير في المهجر أمرا ضروريا فهناك كثيرا من اصدقائي العرب اللذين برزوا في مجالات كثيرة لأن التطور حتمي في الشخصية الإنسانية و في كافة المجالات الاخرى0
إن الشعوب على دين حكامها....هذا حقيقي ...إذا التغير مطلوب من قمة الهرم الى القاعدة و ليس العكس ( هذه وجهة نظر أيضا) و قد نفع اسلوب الحكم العلماني في أستراليا مع شريحة واسعة من المهاجرين العرب على حد علمي...إلا قلة قليلة...ما زالت على حالها بل أن أمورهم تبدلت للأسوأ0
شكرا لمرورك الكريم


8 - ست ماجدة منصور
عبد الحكيم عثمان ( 2019 / 12 / 8 - 12:16 )

لاشك انك تعلمين ان هناك الكثير من البائسين والبائسات والمحرومين والمحرومات والفقراء والفقيرات والمشردين والمشردات والارامل والمطلقين والمطلقات والتعيسين والتعيسات
يحلمون بالوصول الى تاج العدالة استراليا لتأويهم ولكنهم لم يجدوا الوسيلة الامثل والاسلم الا م ركوب القوارب المطاطية وقوارب الصيد المتهالكة للوصول اليها فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر
فهل بامكانك ارشادهم الى السبيل الامن والسليم للوصول الى تاج العدالة استراليا ليحظوا بما حظيت به
تحياتي


9 - عبد الحكيم عثمان ؟
على سالم ( 2019 / 12 / 8 - 17:10 )
عبد ؟ هؤلاء البائسين والبائسات والمحرومين والمحرومات والمشردين والجوعى الاذلاء هم جميعا من المسلمين ,السبب الاول فى مشاكلهم ومعاناتهم هو الاسلام نفسه , يجب تعترف اخ عبد


10 - صديقي اللدود عبد الحكيم عثمان
ماجدة منصور ( 2019 / 12 / 9 - 01:05 )
سأرد عليك بمقالة(( مفصلة خصوصا)) و ذلك من أجل عينيك0
نورت حجي....وينك من زمان؟؟
كيفك أنت؟؟
كيف أمورك؟؟طمني عنك!! هل مازلت بخير؟؟
يعجبني مشاكسة الأستاذ علي سالم لك...صدقني...إنه يضع إصبعه مطرح الجرح دائما و أبدا0
هذا هو الأستاذ علي سالم...كما نعرفه...و كما عرفناه....ما عندو دقن...ممشطة0
احترامي لكم جميعا

اخر الافلام

.. واشنطن: طرفا الصراع في السودان ارتكبا جرائم حرب


.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش




.. برنامج الأغذية العالمي: السودان ربما يشهد -أكبر أزمة غذائية


.. تونس: أكثر من 100 جثة لمهاجرين غير نظاميين بمستشفى بورقيبة ب




.. عام على الحرب.. العربية ترصد أوضاع النازحين السودانيين في تش