الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوخ السلاطين وشيوخ مجلس النواب الاميركي

طارق الهوا

2019 / 12 / 7
كتابات ساخرة


ما يلاحظه الشرق أوسطيون الذين يعيشون في الغرب هو استفحال نفوذ الاسلام السياسي إعلامياً، ونجاح السعي المتواصل هنا وهناك في تنفيذ أجندة الشيوخ السلاطين الذي يريدون حكم العالم.
كتبتُ مصطلح الشيوخ السلاطين ولا خطأ طباعيا فيه، فهناك فرق كبير بين "شيوخ السلطان" الذين يفتشون في الاحاديث والقرآن عما يؤيد الحاكم مهما فعل حتى لو مارس الاغتيال واختلاس المال العام واللواط، و"يوتيوب" به الكثير من هذه الاراء الفقهية المستنيرة لحث المسلمين على الطاعة وعدم الخروج على الحاكم المسلم، والشيوخ السلاطين الذين يسعون للحكم بواسطة الدين السياسي في دول الشرق الاوسط، واستغلال الديمقراطية في الغرب.
نفوذ الشيوخ السلاطين يبدو أنه وصل لمجلس النواب الاميركي، الذي أقر مشروع قانون لمواجهة ما يسميه "الاعتقال التعسفي والتعذيب والمضايقة"، التي يتعرض لها مسلمو الإيغور في الصين، ويدعو مشروع القانون إلى "فرض عقوبات محددة" على أعضاء الحكومة الصينية، ومنهم أمين الحزب الشيوعي تشن كوانجو في منطقة شينجيانغ، التي تتمتع بحكم ذاتي، ولا يزال مشروع القانون بحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ، والرئيس ترامب ليصبح نافذا، وقد أعربت وزارة الخارجية الصينية عن غضبها ووصفت هذه الخطوة بـ"الشريرة".
هذه الخطوة لم تصفها الصين باللائق بها، لأنها تمس سيادة الدول، حيث لا يمكن لدولة فرض فلسفة حكمها على دولة أخرى، حسب الاعراف والقوانين الدولية، وإذا تدخلت الاخلاق وحقوق الانسان في اللعبة السياسة يُعتبر الطرف الذي يلعب بورقتها "دجال خمسة نجوم"، فلا أخلاق في السياسة بل مصالح.
الغرض من مشروع القانون هو "معالجة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المعترف بها عالميا، بما في ذلك الاعتقال الجماعي لأكثر من مليون شخص من الإيغور"، و"التمييز الممنهج" ضدهم من خلال "حرمانهم من حقوقهم المدنية والسياسية، بما في ذلك حرية التعبير والدين والحركة والمحاكمة العادلة".
جوهر القانون أخلاقي للغاية، واللعب به دجل من فئة خمسة نجوم، فالأسئلة التي تطرح نفسها هي: لماذا لم يسع مجلس النواب الاميركي منذ وجود الولايات المتحدة إلى تطبيق هذا القانون على أقليات سكان الشرق الاوسط، حيث أنهم تعرضوا لحرمانهم من حقوقهم المدنية والدينية والسياسية الكاملة، منذ أكثر من 1400 سنة، وعدد هؤلاء الناس ملايين وليس مليونا.
لماذا صمت مجلس النواب الاميركي على سبيل المثال في السنوات الاخيرة عما حدث لمسيحيي العراق وسورية؟ لماذا لم يكتب المجلس نفسه مسودة قانون على ممارسات داعش ضد المسيحيين والايزيديين؟ لماذا صمت هذا المجلس والجزائر تغلق كنائس المسيحيين وتسميها زرائب ومستودعات غير مرخصة؟ لماذا تجاهل المجلس الموقر الممارسات اللاانسانية والتعسفية ضد باقي الأقليات في الشرق الاوسط التي أدت بهم إلى الهروب للغرب؟
هل مشروع القانون هذا وراءه الأغلبية الديمقراطية في المجلس، التي تغلغل نفوذ منظمة الاخوان المسلمين العالمية فيها؟
إذا كان الجواب :لا. ما الذي دفع مجلس النواب الاميركي إلى تسويق مشروع قانون لا محل له من الاعراب في الدول العلمانية أو السياسات الدولية؟
عقلي لن يستوعب الجواب الذي يقول: الدافع أخلاقي!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/