الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسرائيل: حكومة ضعيفة دون افق

اساف اديب

2006 / 5 / 26
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الساحة السياسية
اسرائيل: حكومة ضعيفة دون افق

الائتلاف الحكومي الجديد معتمد على زعيمين، تنقصهما المكانة القيادية والرؤية الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد. وعود حزب العمل باحداث "ثورة اجتماعية" ومحاربة الفقر، تبخرت مع قيام الحكومة فور تحليفها برفع سعر الخبز وضرب الشرائح الفقيرة. الخطة السياسية لضم الكتل الاستيطانية بشكل احادي الجانب لا تقود الى حل سياسي، وتنذر بمزيد من الفوضى، وتقصر عمر الحكومة الاسرائيلية الجديدة.

اساف اديب

الحكومة الجديدة التي أقرّتها الكنيست يوم الخميس 4/5 برئاسة ايهود اولمرت، هي حكومة ضعيفة لا يتوقع احد ان تكمل مدتها. نتيجة الانتخابات التي منحت الحزب الحاكم "كاديما" 29 مقعدا فقط وليس 40 مقعدا كما كان متوقعا قبل اختفاء شارون، قلصت بشكل ملحوظ حرية المناورة في المفاوضات على تشكيل الحكومة. فقد اضطر اولمرت الى تشكيل ائتلاف واسع ومكلف، بمشاركة حزب العمل، شاس والمتقاعدين (67 نائبا). ولا تزال المفاوضات جارية مع حزب "يهدوت هتوراة".

وكان حزب كاديما والعمل قد اتفقا على الخطوط العريضة للحكومة، التي ترتكز على امرين رئيسيين، الاول خطة "الانطواء" في الضفة الغربية التي تشمل ضم كتل استيطانية بشكل احادي الجانب، والثاني تبني سياسة الخصخصة المفرطة، خلافا لكل الوعود بمحاربة الفقر. ولكن على كلا الصعيدين تواجه حكومة اولمرت صعوبات كبيرة. ففيما تعتبر احتمالات نجاح خطة الانطواء ضئيلة جدا، فان الخط الاقتصادي يثير هو الآخر غضب الفقراء من مواطني الدولة اليهود والعرب على حد سواء.



بيرتس يدير ظهره للفقراء

وضع رئيس حزب العمل، عمير بيرتس، ليس بافضل من وضع اولمرت. فبعد ان بنى حملته الانتخابية على الاجندة الاجتماعية والوعد باحداث "ثورة اجتماعية" وتحولات جذرية لصالح الفقراء، وجد بيرتس نفسه في الحكومة الجديدة مع حقيبة الامن، بعد ان تنازل عن الحقائب الاجتماعية الهامة.

حصول حزب العمل على 19 مقعدا فقط، وتراجعه عن 22 مقعدا كانت للعمل و"عام احاد" في الكنيست السابقة، خلقا تمردا داخليا في الحزب من كل من لم يحظ بمنصب ملائم. سيما المجموعة التي خرجت دون غنيمة، وعلى رأسها ثلاثة جنرالات سابقون هم فلنائي، يتوم وايالون، والبروفسور برافرمان.

وكلما تقدمت المفاوضات الائتلافية كلما تراجع بيرتس عن مطالبه الاجتماعية والعمالية. النقطة الاولى التي اثارت الاستغراب كانت تصويت العمل مع الميزانية الذي وضعها وزير المالية السابق، بنيامين نتانياهو. فقد كانت هذه نفس الميزانية التي بسببها رفض بيرتس الانضمام الى حكومة شارون قبل ستة اشهر. وادى تأييد الميزانية الى تمرد آخر داخل الحزب، هذه المرة من جانب حليفته في الحملة الانتخابية، شيلي يحيموفيتش، التي تغيبت عن قاعة الكنيست اثناء التصويت يوم الاربعاء 10/5.

الصحافي موتي باسوك في هآرتس (25/4) لخص النتيجة الحقيقية التي خرجت بها الحكومة الجديدة بشأن محاربة الفقر: "بيّنت المفاوضات ان كتلة بيرتس دخلت الى المفاوضات دون اجندة اقتصادية او اجتماعية وكل ما كان لديها هو شعارات... بدل الاهتمام بميزانيات الصحة والرفاه والتعليم، افلح حزب العمل في ادخال بعض الوعود الفارغة في الخطوط العريضة، مثل قانون التقاعد الالزامي، وتعديل الاصلاحات في سوق التأمين... ووعد آخر بتقليص نسبة البطالة خلال اربع سنوات الى 6%.

"الا ان الضرر الاكبر كان في موضوع محاربة الفقر. اذا ذكرنا ان الحكومة السابقة بدأت تتحدث عن خطة لمحاربة الفقر بتكلفة 1.5 حتى 2 مليار شيكل سنويا، نفهم ان "الانجازات" التي حصل عليها بيرتس اليوم، والتي ستكلف المالية نصف مليار شيكل فقط، هي نتيجة هزيلة".



خطة الانطواء

نقطة ضعف الحكومة الاساسية، تأتي في المجال السياسي. خطة "الانطواء" الاحادية الجانب، باعتبارها المخرج السياسي الرئيسي لاسرائيل، تعتبر خطة غير قابلة للتنفيذ. ناهيك عن انها لا تشكل اساسا للحل والاستقرار مع الفلسطينيين.

الزيارة الاولى الذي يقوم بها اولمرت لواشنطن كرئيس للحكومة، ستكون في 23 ايار الجاري. وسيحاول اولمرت خلالها الحصول من الرئيس الامريكي، جورج بوش، على دعم مجدد لرسالته المؤرخة في نيسان عام 2004. في تلك الرسالة الموجهة ابدى بوش لاول مرة تأييده لخطة الانسحاب من غزة، ولضم كتل استيطانية في الضفة الى اسرائيل. والى ان ينتهي اولمرت من زيارته لواشنطن، يرفض لقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس.

حكومة اولمرت تسعى الى الحصول على اقصى درجة ممكنة من الدعم لعملية ضم الكتل الاستيطانية الى اسرائيل، كما حدث في الانسحاب من غزة الذي تم الى الحدود الدولية. ولكنها مع هذا تدرك ان الامريكان لن يعترفوا بالخط الذي ستنسحب اليه اسرائيل بشكل احادي الجانب، كحدود ثابتة لاسرائيل. وذلك لبعد خط الانسحاب عن الخط الاخضر، الامر الذي لن يحظى بدعم دولي. وفي هذا بالضبط يكمن الخلل الاساسي في خطة الانطواء التي لا تضمن لاسرائيل اعترافا رسميا بحدودها كما تريدها.

الجنرال المتقاعد ايلان باز، الرئيس السابق للادارة المدنية بالضفة الغربية، صرّح مؤخرا انه لا يرى امكانية حقيقية لتنفيذ خطة الانطواء حتى بعد 20 عاما. في مقابلة لصحيفة هآرتس (13/5) قال انه لا يمكن نقل المسؤولية عن المناطق التي تخليها اسرائيل، الى قوة معادية دون ان يؤدي ذلك لمزيد من القتال والفوضى:

"اذا لم ننقل المناطق الى قوة سياسية لها مصلحة مشتركة في الوصول لاتفاق على اساس اقامة دولتين حسب حدود 67، فستخرج الامور عن السيطرة. من يستطيع ان يضمن لنا الا تسقط صواريخ القسام على مدينة كفار سابا؟ ليس هناك جدار قادر على نقل الفلسطنيين في الضفة، وحتى في غزة، للطرف الثاني من الكرة الارضية. حتى جدار على ارتفاع 80 مترا، لن يمنع وصول الصواريخ وقذائف الهاون".

العقبات امام تنفيذ خطة الانطواء، لا تأتي فقط من جانب الامريكان والفلسطينيين، بل من اليمين الاسرائيلي ايضا، حتى ذلك المشارك في الائتلاف الحكومي. حزب شاس أعلن تحفظه عن الخطة، وحصل من اولمرت على رسالة خاصة تعفيه من الالتزام بدعم خطة الانطواء وفك المستوطنات.

تنازل اولمرت لشاس يذكّر بالحالة التي كانت مع رابين عام 1995 في اتفاق اوسلو ب، وبراك عام 2000 عشية مؤتمر كامب ديفيد. في تلك الفترة انسحب حزب شاس من الائتلاف الحكومي تحت ضغط احزاب اليمين المعارضة. التجربة السابقة والاتفاق الائتلافي مع شاس، يدخلان الحكومة الجديدة في وضع من عدم الاستقرار، اذ من المتوقع ان تنسحب شاس من الحكومة في حال بدأ العمل على تنفيذ خطة الانطواء.

ان فرض العقاب على الشعب الفلسطيني من خلال خطة "الانطواء" الاحادية الجانب، لا يقود الى حل سياسي، بل ينذر بانفجارات جديدة وفوضى. الحكومة الجديدة تفتقد الرؤية الاستراتيجية للتسوية مع الفلسطينيين ومع الدول العربية. ارتكانها على دعم الرئيس بوش، قد يتحول الى فخ ازاء تراجع شعبية الرئيس الامريكي التي تزيد احتمالات سقوط في الانتخابات القادمة عام 2008.



الحد الادنى للاجور:

كيف تراجع بيرتس من الف دولار ل250 شيكلا

الفائدة العملية من الاتفاق الائتلافي حول الحد الادنى للاجور ستقتصر على 250 شيكلا فقط. الاتفاق الائتلافي نفسه ينص على زيادة 500 شيكل. كيف حصلت الفجوة بين الاتفاق والتطبيق؟ صحيفة "هآرتس" وكذلك صحيفة "غلوبس" الاقتصادية فسرتا ان السبب هو ان الحد الادنى للاجور يرتفع بشكل تلقائي في نيسان من كل عام. في الاول من نيسان الماضي ارتفع ب129 شيكلا، وسيرتفع مجددا في عام 2007 ليصل مجمل الارتفاع الى 250 شيكلا، وليس 500 شيكل.

من هنا، اشارت الصحيفتان، فان اعلان الحكومة الحالية التزامها برفع الحد الادنى للاجور، الى الف دولار خلال اربع سنوات، يعتبر شعارا دون مضمون. اولا لانه لا يحدد مواعيد لتنفيذه، وثانيا، لان المبلغ الذي سيصل اليه الحد الادنى للاجور في نهاية فترة الحكومة الحالية تحدد ان يكون بالشيكل (4.600 شيكل) وليس بالدولار. ولان الشيكل يفقد من قيمته مقابل الدولار، فان هذا يعني ان ال4.600 شيكل ستعادل في المدة المذكورة 840-900 دولار، وليس الف دولار، كما تعهد بيرتس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي