الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ايران بره بره بغداد تبقى حرة ، انتفاضة تشرين الاول / أكتوبر في العراق
عبد الستار الكعبي
2019 / 12 / 8مواضيع وابحاث سياسية
الثوابت السياسية عديدة ولكن من اهمها والتي اثبت التاريخ ضرورتها هو ان من حق الشعوب ان تعيش حرة ومن حق الدول بموجب القوانين والمواثيق الدولية ان تكون ذات سيادة ومن حق الحكومات ان تمارس عملها بعيدا عن أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية ، وهذا الحال هو ما عليه الدول القوية في ارادتها والدول التي تحافظ عل حيادها بقوة.
ومن حق العراق ان يكون مستقلا بشكل حقيقي واقعي في ظل نظام ديمقراطي وان تكون سلطاته التنفيذية والتشريعية ممثلة ومعبرة عن الشعب وتعمل لخدمته ولاستعادة هيبة الدولة والحفاظ عليها من دون تدخلات اجنبية من أي دولة جارة كانت او اقليمية او بعيدة .
والمظاهرات الاخيرة التي انطلقت في الاول من تشرين الاول / اكتوبر من هذا العام 2019 وما تلاها من اعتصامات بدأت في يوم 25 من نفس الشهر في ساحة التحرير في بغداد وامتدت الى محافظات الوسط والجنوب، والتي تمثل صورة من ممارسة الديمقراطية بالتعبير عن الراي من خلال المظاهرات كما ورد في المادة (38) من الدستور العراقي النافذ، ابرزت عدة مظاهر تتطلب التوقف عندها ودراستها ومنها زوال خوف المواطن من السلطة واجهزتها وقدرته عل المطاولة والتحمل لغاية تحقيق الاهداف والمطالب المنشودة مهما تعرض الى مضايقات واعمال عنف مقابل من اجهزة السلطة او من ما يسمى (الطرف الثالث).
ومن ملامح زوال الخوف الشعار الصريح الدي تردد كثيرا في ساحات التظاهر كتابة وصوتا وفعلا والذي كان الصدريون فقط هم القادرون عل ترديده في مظاهراتهم او تجمعاتهم ولكنه صار في هده المظاهرات شعارا لأغلبية من في ساحات التظاهر في العراق والذين يرفضون تدخل ايران بشكل واضح في شؤون العراق ومن ذلك تدخلها المباشر في اختيار رئيس الوزراء وضغطها عل الكتل السياسية الشيعية والسنية لتمريره بالتصويت عليه في مجلس النواب ويرفضون كذلك دعم ايران لما يسمونه الميليشيات التابعة لها ودورها في ادخال انواع المخدرات الى العراق وغيرها من اشكال التدخل الايراني وكل هذه الامور ليست اسرارا فقد ترددت بين فترة واخرى في تصريحات الكثير من السياسيين واعضاء مجلس النواب وتناقلتها وسائل الاعلام المحلية والعالمية حتى صارت من الامور المسلم بها في السياسة العراقية.
ولكن ... الملفت للنظر وايضا والذي يثير الكثير من التساؤلات ؟!
لمادا فقط ايران بره بره ... بغداد تبق حرة ؟!
لماذا لانسمع ولا نقرا شعار امريكا بره بره السعودية بره بره والامارات بره بره وقطر بره بره ؟!... وهي الدول التي يتردد ذكرها دائما في الشأن العراق كونها ذات تاثير ودور سلبي واضح فيه كما يقوله الكثير من السياسيين والاعلاميين .
فهل ان دور هذه الدول في العراق هو احترام السيادة وعدم التدخل بالشأن العراقي الداخلي وتقديم المساعدات المالية واشكال الدعم الاخرى ؟!.
ام ان العراقي يجهل دور هده الدول في العراق ؟! ام نسي ذلك ام تناساه او اغفله لأمور معينة؟!
الم تكن تركيا مأوى لعتاة الطائفيين المذهبيين المعارضين لحكم (الشيعة)، وكانت مقرا لعقد عدد من المؤتمرات والندوات ذات الصبغة الطائفية ؟! وكانت داعمة لمجموعة معينة من السياسيين لأغراضها الخاصة ؟!
فلماذا لا نسمع ولا نقرأ شعار تركيا بره بره بغداد تبقى حرة
الم تكن كل من السعودية والامارات وقطر داعمة لمجموعة معينة من السياسيين وتضخ الملايين من الدولارات لتنفيذ مطالبها واجندتها ؟!
الم يكن الدعم المالي والفتوائي للقاعدة وداعش من هذه الدول ؟! وكانت رافضة للتحول الديمقراطي في الحكم لأسباب طائفية؟! وعملت على ابعاد العراق عن محيطه العربي في وقت كان بأمس الحاجة لأخوته العرب ....
فلمادا لا تكون السعودية وقطر والامارات بره بره بغداد تبقى حرة
اليست امريكا وهي (الشقاوة) الاكبر قادرة عل انجاز عملية سياسية ديمقراطية سليمة ؟! اليس بريمر الحاكم المدني الامريكي للعراق هو من بدا الفساد وشرعه من خلال سرقته (8) مليار دولار كما ذكر كثيرا في وسائل الاعلام الامريكية بالذات ؟!
الم ترتكب امريكا القتل العشوائي ضد العراقيين وزرع العبوات الناسفة كما في الكثير من الفديوات ؟!
الم ترتكب امريكا ابشع صور التعذيب الجسدي والنفسي ضد المعتقلين العراقيين في سجن ابو غريب؟!
الم تكن هي من زرع بدور الفتنة الطائفية مذهبيا وقوميا ومناطقيا في بداية العملية السياسية
فلماذا لا نسمع ولا نقرا شعار امريكا بره بره ...
الم تكن ايران اول من دعم التخلص من النظام الدكتاتوري الصدامي والتحول الديمقراطي في العراق بعد 2003 .
لقد كانت محنة العراق الاساسية هي داعش فلنقارن بين موقف كل الدول المذكورة تجاه العراق في حربه ضد داعش حتى نقترب من صورة الموقف المطلوب.
ومادام من حقي ان ابين رأيي فاني اقولها بكل صراحة كما يأتي :
ايران وامريكا والسعودية وقطر والامارات وتركيا كلها بره بره ... بغداد تبقى حرة
ولكن هنالك مصالح متبادلة بين الدول واواصر مشتركة بين الشعوب وخاصة المتجاورة.
وهنالك حقوق متبادلة بين الدول .
فمن يقبلك ليس كمن يرفضك .
ومن يقدم لك ليس كمن ياخد منك .
ومن يدعمك ليس كمن يعمل لخرابك .
واطار كل ذلك هو القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تضمن العلاقة بين الدول.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الحملة الانتخابية لبايدن تجمع أموال أكثر من حملة ترامب |#امي
.. 33 قتيلا من المدنيين والعسكريين بينهم 5 من عناصر حزب الله ال
.. فيديوهات متداولة على منصات فلسطينية لاقتحام منطقة جبل النصر
.. حرب غزة.. محادثات مبكرة لتمويل مهمة قوات حفظ سلام في القطاع
.. هل فقدت الشهادة الجامعية أهميتها؟ |#رمضان_اليوم