الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوصاية الدينية على الفكر .. الاسلام كنموذج

يوسف يوسف

2019 / 12 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


( عندما يكون الدين سيدا ، فلا بد للفرد أن ينتفض ويكون حرا .. كاتب المقال )

* لا بد لنا من وقفة شجاعة من الوضع الفكري للفرد / المسلم بالتحديد ، الذي أصبح عبدا للموروث بكل أشكاله – من نصوص وسنن وأحاديث ، أضافة الى جاء من أقوال وما روي من قبل الصحابة والأولين والأتباع ، ومن كل ما كتب من قبل الأئمة والشيوخ ، التي جعلت من الفكر الأنساني أسيرا مطواعا لكل هذه النهج المترهل ، الذي يخالف التحضر والتمدن ، ويقاطع أي أندماج مع الوضع المجتمعي للقرن 21 .
* هذا الموروث الذي يحاول دوما أن يمارس السيادة بكل طرقها على الفرد .. فقد آن الأوان أن ينزوي هذا الموروث في قوقعة ضيقة ، لما يضم من التناقض والتوتر لذهن الفرد ، هذا التسيد أذا أستمر فأنه سيجعل من الفرد أن يتأسر له ، الأمر الذي سيؤدي الى تعطل كل طاقات الأبداع الفردي ، ويجعل من الفرد تابعا أعمى للموروث الأسلامي ، أي يجعل من الفرد عبدا لأفكار ضيقة قبلية ، أصبحت خارج نطاق الزمن والتأريخ .
* الأطلاع والدراسة ، تزيد من ثقافة الفرد ، وتقوي من مناعته الفكرية ضد أي تسيد ديني ماضوي ، فكيف الحال مع المعتقد الأسلامي ، وما به من أفكار التي تعد خارج عقلنة أي فكر متحضر ، فلا بد صحوة فكرية من أجل أعادة بناء الفكر الأنساني بعيدا عن القولبة الماضوية التي أصابت معظم المجتمعات العربية ! ، بحيث أصبحت أسيرة ومنقادة له .
* لا زال رجال الأسلام ، من أئمة وشيوخ ، يجابهون المتنورين في أي نقاش أو جدل ديني ، معتبرين أي محاورة في المعتقد الأسلامي يعد مسا بالثوابت الدينية ، أي بالمقدس ، ويعتبر هذا من وجهة نظرهم ، أن أي مفكر أذا دخل هذا المعترك بأنه كافر وخارج عن الملة ! ، ووجب الحد عليه ، لذا رجال الدين أضطهدوا المفكرين ! ، وأكبر مثال على ذلك ما حدث مع المفكر المصري الراحل فرج فودة الذي أغتيل من قبل الأسلاميين ، وبتحريض من قبلهم عام 1992 .
* الفكر الأنساني ليس عبدا للمعتقد الأسلامي ! ، ولا يمكن أن يكون كذلك ، وذلك لأن الفكر الأنساني يتطور ويتجدد ، أما الأسلام كمعتقد باق في قولبته منذ أكثر من 14 قرنا ، فالفكر يبدع بالمعرفة والعلوم والتكنولوجيا والأنفتاح على الحضارات الأخرى ، أما الأسلام فقد ظل في سباته منغلقا يستهلك أفكاره ، كما كان الوضع المجتمعي القبلي منذ الدعوة المحمدية ، لذا سيبقى التحرر الفكري منيرا لظلمة الأنغلاق المعتقدي ، وبذات الوقت فأن الماضوية الفكرية ستضمحل لا محال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد