الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لما يخشى الرجل العربي من الحب؟

ماجدة منصور

2019 / 12 / 10
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


سؤال قد أرقني منذ نعومة أظافري.
بل إن كلمة ( الحب) تجعله يشعر بالرعب و الهلع والفزع ..الذي يصل به حد الهستيريا و حافة الجنون و قد يصل به الأمر، في أحيان كثيرة، على محاربة الحب و تشويهه و قتله ايضا,,,فأنا كنت شاهد عيان،،،على جرائم إرتُكبت و ما زالت تٌرتكب
ليس لذنب عظيم إلا أن هناك طرفان قد تحابا!!!!
يا للعجب
يا للدهشة
هل الحب في مفهوم الرجل العربي هو جريمة تستحق القتل و الوأد ؟
هل الحب هو عار يجب على العربي أن يغسله بحد السيف؟
( لكنني أنا المرأة دائما و أبدا...أنا المرأة الراقصة، الخفيفة، و التي تومئ بجناحيها جاهزة للطيران و ملوحة لكل الطيور ...متأهبة ...جاهزة...نزقة...مغتبطة...صادقة كي أمنح حبي لرجل..).
لرجل أمنح حبي أم لذكر؟
هناك فرقا شاسعا بين الرجل و الذكر...فطالما إعتنت أنثى الحيوان...بذكرها الدكر.
إن أقبح الأشياء تكون حين يكون لها وجهين.
لما تنتفض أوداج الرجل العربي و تحمًر عروق رأسه و ترتعش خلاي جسده حين يأتي ذكر مفردة ( الحب) على لساننا !
هل الحب ذنب أو عار أو خطيئة أو دنس يجب التخلص منه.
أظن و إن معظم الظنون إثم،،، إي و الله...إثم،،، بأن العربي يعتقد إعتقادا و يؤمن إيمانا بأن الحب دنس و عار و رذيلة و فضيحة و مصيبة و ذل ولا يمحوا آثاره سوى الدم الذي يجب أن يراق....كي يسلم شرف العربي من كل أذى.
يا خيبتكم الثقيلة
يا غباءكم المزدوج
ما هذا التفكير المعوج و الذي تأنف عنه حتى حيوانات و حشرات و فيروسات الأرض!!!
و المصيبة الأكبر حين يظن الرجل العربي بأن حب المرأة له يعني له بأنها ناقصة....محتاجة....عاهرة.
نعم: يعتقد العربي بأن المرأة التي تحبه عاهرة.
كيف إرتبط الحب ...بالعهر...في دماغه المهترئة المريضة السقيمة العوجاء المختلة المشوهة لأجمل قيمة إنسانية ...إلهية...ربانية...في الوجود و أعني بهذا ...الحب كقيمة اساسية في وجودنا!!
من ربط هذه العقدة اللعينة في دماغ العربي؟؟
وكيف السبيل ل حلُها؟؟
لقد حان الوقت الآن....كي أنكش و أنبش في تلك العلاقة الشائكة في دماغ الرجل العربي حين ربط بين الحب و العهر.
فهو يعتبر أن الحب عار وجودي
و أنا أعتبر الحب هو ثمة الوجود الهادر...العابر للقارات...المحطم للإيديولوجيات...الكاسر لتقاليد عفنة...المدمر للصنمية...المكتسح لعفونة الفكر المريض...المبيد الأمثل...لكل أفكارك أيها العربي المقنع بملايين الأقنعة...كي تنفض عن كاهليك كل تلك
العفونة و الظلمة و المرض و تعرض جراح نفسك و جسدك و روحك....للهواء و الشمس و زهور الحديقة و شجر الغابة و طين الأرض و بهاء الوجود و روعة الله..عللك تشفى من مرضك السقيم...فإن ما تحاربه و تزدريه هو سر وجودك أيها البائس.
إنك تحارب الله...و الذي إسمه محبة.
إنك تحارب وجودك ذاته....فلتدع للحب مساراته و طرقه و أساليبه....ف بالحب قد بُنيت الأمم و شٌيدت الحضارات العظيمة....إن كنت لا تدري...أيها الغارق في عتمة فكرك و ضحالة فهمك و سقم منطقك و شر نفسك.
إنك لن تعرف أنك إنسانا إلا حينما تحب....و تذوب في الحب ايضا لأن الحب يعني الصدق و الوفاء و العطاء و التضحية و النزاهة والإستقامة و الصحة العقلية و النفسية و الجسدية...و إياك ثم إياك أن تربط معنى الحب...بالجنس...أنا لم اقصد هذا
إنما أقصد الحب كقيمة جوهرية...فحينما يرتبط الحب بكراسة شروط و قائمة ( مواصفات) فإنه لن يبقى حبا على الإطلاق.
ليس هناك من شروط للحب
ليس هناك من مواصفات للحب
الحب هو قيمة القيم
و ذمة الذمم
و بدونه
نحن بهائم جنسية...ليس إلاُ0
بدون الحب...أنت متصحر...قاسي...فقير...لئيم...خسيس...واطي....قاتل...بارد....جاف....مشوه....معتوه...زبالة...وإبن حرام.
هل أتاك حديث إمرأة حرُة...ايها العربي...من المحيط الى الخليج...من المي الى المي؟
هل أتاك حديث إمرأة حرة...أيها العربي البائس الذي طالما ربطت الحب ...بالعهر!!!
إن علاقة الرجل العربي مع معنى ( الحب) هي علاقة مشوهة ضبابية ..غائمة...متشابكة و غير مفهومة حتى لأكبر علماء نفس السلوك البشري...فهي علاقة قد شابها التلوث و الظلامية و سوء الفهم عبر تاريخ معظم الحضارات و الأمم التي مرت
على كوكب الأرض.

قلمي هو قلم إمرأة قد شاء لها حظها من الجغرافيا أن تولد في منطقة....تقتل الحب و جميع اللذين أحبوا...و كأن بالكره حياة لهم أيها القوم العقلاء.
كلاما خشنا أتكلم معكم و بقلب مفتوح أكثر مما ينبغي لأنثى أن تفتحه.
قالت امي لي ذات يوم: أنتي مسكونة بالشيطان
و معجونة بروح جني
و لكني لست كما قالت أمي....فأنا أتغذى بعشب الطبيعة و نبات الكون و أرنو دائما الى الطيران و الجنوح و الفرار....هذا هو طبعي...إنه طبع الطيور...و ليس لي من أمر تكويني من ذنب إقترفته.
أنا و ببساطة إمرأة محبة....أحب بشغف يصل حد الهبل...لدرجة تجعلني أعشق حتى الصراصير التي تدخل حديقتي.
أنا جزء اصيل من مخلوقات الله.
فانا أنبض بالحياة,,,و أنتفض كلبوة مسعورة في وجه الطغيان و الظلم و السيطرة المريضة ....يأخذني سحر الكلمة الصادقة و موسيقا فاغنر ولوحات دافنشي و دفء الأحرار و لهفة الثوار و صدق المشاعر و بهاء الروح و دهشة الأطفال و براءة العذارى
ما زالت ألوان قوس قزح تثير في نفسي البهجة و الدهشة....و مازلت أنتظر الربيع كي أتتبع قوس قزح بعيناي البنيتان...للحظة غيابها....و أحزن حينما تغيب عن ناظري....و ما زلت أنام على أرجوحتي في حديقتي العامرة...أغازل النجوم و أبعث للقمر
رسائل حب لن ينتهي....و أخاطب الله...كما لو أنه صديقي و أبي و حبيبي و مخلصي ...وهاهي شجراتي و زهراتي و حيواناتي الأليفة شاهدة على ما أقول.
أنا إمرأة....تنشد الحب و تغني للحياة و ترقص مع خيوط الفجر و تمرح مع طيور الكناري و تحادث الببغاء و تتخاصم مع دجاجاتها و تزعل حين لا تأكل قطتها.
أتعلمون ما أجمل شيئ في هذه الحياة؟؟
إنها اللحظة التي أشارككم بها تفاصيل حياتي...
فأنا أكتب لكم عن حالي
عن حالي أتحدث ايتها السيدات و السادة
فليس هناك ...أحلى من حالنا كي نتحدث عنها و لنجعل من ذواتنا أرضية خصبة للحديث الذي لن ينتهي...فحديثي معكم سيتوقف حين أموت...و لغاية لحظة موتي...سأبوح لكم بأفكاري...طالما زلت أتنفس0
باي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي