الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤيه يساريه مبتسره للموجه الثانيه من -الربيع العربى-!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2019 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ا
مازال بعض الزملاء المخلصين، عندما يقوموا بـ"تقدير موقف" لحركة الجماهير فى وقتً ما، فى بلد ما – فى لبنان او العراق، حالياً، مثلاً – يهملوا ما لا يمكن اهماله، حيث يقيموا الموقف فى هذا البلد او ذاك، وكأن هذا البلد موجود فى فراغ، وليس هناك من قوى عالميه تتحكم، بحكم مصالحها، فى مسار الاحداث فى كل بقعه من هذا العالم، حكام عالم اليوم، الشركات العلاقه والمؤسسات الماليه الدوليه، العابرة للقوميات، "النيوليبراليه الاقتصاديه"، مستخدمه فى ذلك وكلائها "عملائها" المحليين، "المتعاون المحلى"، وكذا وكلائها "عملائها" الاقليميين، وفى هذا السياق، يتركز التحليل المبتسر لهؤلاء الزملاء، بشكل حصرى، على الوكلاء "العملاء" المحليين، وكأنهم الفاعلين الحقيقين!، مسقطين جوهر طبيعة هؤلاء العملاء، الحقيقيه، من كونهم مجرد وكلاء، عملاء، ولا يرتقوا ابداً الى رتبة شركاء، فهم فقط يحصلون على عموله، فحكام عالم اليوم لا يقبلون بهؤلاء الاقزام شركاء، وهم يقدمون هذه العماله مقابل استمرارهم فى السلطه "الشكليه" والحصول على الحصة "العموله" من الثروة الوطنيه.

وكان الصديق العزيز، المناضل النبيل، جمال عبد الفتاح، قد كتب فى 20 نوفمبر الماضى، بوست عن حركة الجماهير الحاليه فى كلً من العراق ولبنان، قال فيه: "اهم انجازات الانتفاضتين العراقية واللبنانية اسقاط الطائفية الرجعية شعبيا، وبناء وحده اجتماعية على مستوى الطبقات الكادحة والفقيرة." ..

وقد عقبت علي هذا البوست وقتها: "اعتقد ان ده استنتاج متعجل جداً، النيوليبراليه الاقتصاديه مركزه على منطقة الشرق الاوسط، بعد ان اجتاحت العالم كله، شرقه وغربه، وتعمل بكل حزم على ان تتخلص من انظمة الدول الممانعة (بغض النظر عن رأينا فى اسباب الممانعه)، ومن اهم هذه الدول فى المنطقه، هى ايران، لذا الزحف الاحتجاجى على ايران من العراق ولبنان شئ من الممكن ان بكون مفهوم تماماً، ولاحظ انهما الدولتان اللتان تشهدان حضوراً ايرانياً قوياً، وللاستشهاد بالمعاكسه، لاحظ موقف النظام المصرى الذى قدم منصاعاً شركات الجيش، "عرق الجيش"، "مجبراً اخاك لا بطل"، للشركات النيوليبراليه، وهو ما اسميته انا "الجهاد الاعظم، جهاد النفس" فى مقال: "اخيراً، بدأت مرحلة خصخصة شركات الجيش، كيف؟
!" http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=655458

كل هذا من جانب، اما من الجانب الآخر، فالاتجاه العام الذى تسير فيه نفس هذه القوى الحاكمة لعالم اليوم، النيولبرالية اقتصادية، هو تفكيك دول المنطقه لتشكيل الشرق الاوسط الكبير الجديد، لتندثر الدوله المركزيه ليحل محلها كيانات مقسمه على اساس طائفى او عرقى او دينى، وهو ما تم انجاز قدر كبير منه، وجارى انجاز الباقى، فى العراق وسوريا واليمن والسودان وليبيا، وهو ما يفسر بروز دور المليشيات فى هذه الدول، مليشبا الجانجويد فى السودان وليبيا واليمن بواسطة متعهد الافراد حميدتى، وكذلك الحشد الشعبى فى العراق، وقوات سوريا الديمقراطيه "الامريكيه" فى سوريا، وكذا الفرق "الدينيه" المتطرفه المسلحه فى ليبيا، وللاسف محاولة توظيف الاكراد فى هذا السياق فى كلً من ايران وتركيا وسوريا والعراق، وللاسف ايضاً، ان الدور على مصر، وهو ما يفسر كثيراً مما يجرى فى مصر خلال السنوات القليله الماضية، وعلى رأسها تبنى عقيدة "الحرب العالميه على الارهاب" الذى يأتى حصار غزه كأحد تمثلاتها الكثيره ..


استغلال معاناة الشعوب، وايضاً، تضحياتها!. طبعاً كل ذلك لا يتجاهل واقع حركة الشارع فى كلً من لبنان والعراق، والنجاح المقدر فى الحركة الواعية التى استطاعت "حتى الان" وفى "هذه الحدود" فى "اسقاط الطائفية الرجعية شعبيا، وبناء وحده اجتماعية على مستوى الطبقات الكادحة والفقيرة"، لكن المطلوب الانتباه الى رؤية هذا "النجاح" فى حدوده، والا ننخدع فى المبالغه، فمازالت القوى المعادية للتغير تحارب معركة وجودها (محليا واقليمياً وعالمياً) فى تنسيق وتعاون وتعاضد فيما بينها، بشكل مفتقد لدى قوى التغيير، ليس فقط اقليمياً وعالمياً، بل حتى محلياً، ان القراءة الموضوعيه لميزان القوى الذى يؤشر على النتائج فى مرحلة معينه، من شأنه ان يجعلنا اكثر حرصاً فى استنتجاتنا، واكثر جديه "موضوعياً" فى جهود معركة الكفاح من اجل التغيير، ولنا فيما اعقب النجاح المشرف والتضحيات الغالية لـ25 يناير 2011، ثم من بعده، نجاح القوى المعادية للتغيير، عبره ودرس وخبره ايجابيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا