الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى، وكيف نشأت الأمة العربية؟

عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)

2019 / 12 / 11
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لو طرحنا سؤال "متى تكونت الأمة العربية؟".. سنحصل على إجابات متعددة ومتباينة، منها مثلا: نشأت الأمة العربية مع خلق آدم، فالعرب هم أصل البشر.. أو: نشأت بعد طوفان نوح، فالعرب هم أحفاد سام بن نوح.. أو: نشأت من نسل يعرب بن عدنان، أو قحطان.. أو نشأت بداية في اليمن قبل الإسلام بقرون.. أو نشأت مع الإسلام وبه.. أو: تكونت حديثا مع أطروحات ساطع الحصري، ودعاة القومية العربية..

أي من الإجابات السابقة هي الصحيحة؟

لنتفق بدايةً على أنّ الأمة العربية واحدة من بين الأمم ذات الأصالة والعراقة، التي تضرب جذورها في التاريخ، والتي امتلكت الخصائص والسمات بما يميزها كأمة لها شخصيتها المنفردة، ومن المقومات ما يمنحها هويتها القومية..

يُقال إنّ أصل العرب من الجزيرة العربية، ولكن ماذا بشأن اليمن، والعراق، وبلاد الشام، ووادي النيل، والمغرب العربي.. فهؤلاء يشكلون نحو 95% مما يُعرف حاليا بالأمة العربية.. هل كان هؤلاء عربا أصلاً؟ أم تعربوا فيما بعد؟ وإذا كان الإسلام قد وحّـد العرب، وشكّل بنيتهم الاجتماعية والثقافية واللغوية.. فلماذا لم تتعرب بلاد فارس، وتركيا، وسائر البلاد التي دخلت في الإسلام؟

سنترك الحديث عن اللغة العربية لمقال قادم، لأهمية هذا البعد، ولنركز على الأصول التاريخية للعرب، وظروف نشأتهم، وصيرورة تكونهم كأمة..

قبل الألف الثانية قبل الميلاد كانت الجزيرة العربية (باستثناء اليمن) شبه خالية من السكان، تقطنها قبائل صغيرة متناثرة هنا وهناك.. وحتى القرون الأولى بعد الميلاد، بسبب صعوبة العيش وقسوة المناخ وشح الموارد، ظل التطور الاجتماعي وسط صحراء الجزيرة العربية بطيئا للغاية.. لذلك، وفي ظل هذه الظروف الصعبة، لم تنشأ ممالك، ولا حضارة، ولم تتكون أمة؛ بل نشأت قبائل، وكانت "القبيلة" الصيغة الأكثر مناسبة لتلك الظروف المجافية والقاسية، إذ تصبح القبيلة ضرورية لكل فرد، لتأمين حمايته وضمان بقائه، وهذا يقوي الأواصر والعلاقات داخل القبيلة، التي ظلت لآلاف السنين مرتبطة بهذه البنية الاجتماعية، وبنمط الحياة الرعوي.

قسّم "سيد القمني" تاريخ المجتمع العربي في جزيرة العرب إلى عصرين: الجاهلي الأول والجاهلي الثاني. موضحا أنه في العصور الجاهلية القديمة ساد نمط "القبيلة المتنقلة"، التي تظل في حركة دؤوبة بحثا عن المراعي وعيون الماء، ورأى أن الإنسان البدوي كان في تلك الحقبة يعيش عالة على الطبيعة؛ فهو لا ينتج، إنما يسعى وراء منتجات الطبيعة النادرة والشحيحة في الصحارى القفار، ليشرب من مائها ويتغذى على ما تجود به من نباتات وحيوانات.

ويضيف "القمني": في مثل هذه البيئة؛ حيث النادر الشحيح من الخيرات الطبيعية، عاش السكان صراعاً قبلياً دائباً لا يهدأ ولا يتوقف على الخيرات الضنينة، حتى كان البدوي يذبح الآخر من أجل حفنة تمرات، أو لقاء بئر ماء؛ أي أن الصراع الاجتماعي كان آنذاك صراع بقاء (حياة أو موت)، فهو صراع صفري بين اثنين، يفوز أحدهما ويخسر الآخر، وفي مجتمع كهذا لا يكون ثمة معنى للحديث عن الفضائل كالأمانة والنخوة والمروءة والشرف، لأن هذه المعاني ستودي بصاحبها إلى الفناء جوعاً وعطشاً أو قتلاً.

في العصر الجاهلي الثاني، تحولت حياة العربي وتغيرت بصورة كبيرة؛ حيث تركزت حياته حول التجارة، إذ مثّلت التجارة في جزيرة العرب نقطة تحول مفصلية، نقلتها إلى المجتمع المستقر الأقرب إلى المدنية؛ مدفوعة بتأثيرات أحداث عالمية كبرى، أثرت على جزيرة العرب ونقلتها من عصر إلى عصر: ومن توحش إلى بشرية، ومن زمن الصيد وجني الثمار إلى زمن الاستقرار وإنشاء المدن والعمل بالتجارة.

كانت قريش كبرى القبائل، وقد أدركت حينها أن أفضل طريقة للحفاظ على أمن تجارتها، وضمان طرقها من كل سوء، هو إشراك القبائل الأخرى في تجارتها، ومنْح آخرين أموالا مقابل حراستهم القوافل على الطريق التجاري الطويل، بدلاً من نهبها. وأنّ سيولة وأمن هذا الطريق سيكون ضامناً لعدم احتلاله من قبل إحدى الإمبراطوريتين.

ثمة عاملا آخر بالغ الأهمية لعب دورا محوريا في التحولات التي طرأت على وعي وسلوك العربي في ذلك الزمان، ومن خلاله حقق مكاسب عديدة؛ ألا وهو عامل الفضيلة والأمانة وما ينشأ عنهما من معاني؛ حيث كان كل تاجر حريصاً على أن يعرفه الآخرون بأنه (الصادق الأمين) لضمان تجارته وديمومتها.

وتلك الفضائل لم تكن موجودة في العصر الجاهلي الأول، هذا ناهيك عن فضائل متلازمة أخرى مثل كرم الضيافة، وهي فضيلة اقتضتها ظروف الصحراء القاسية، حتى لا تهلك القوافل، لأن نجاتها تعود بفوائد على الكل.

وثمة سبب آخر لنشوء فضيلتي الكرم والمروءة عند العرب الأوائل؛ فبيئة الصحراء الجافة، والهدوء والسكون الذي يغلب على لياليها وأيامها، وعدم وجود وسائل تسلية، تطلبت البحث عن أي مخرج من هذه الحياة الكئيبة المملة؛ فالبدوي كان يفرح بمرور أي ضيف، لأنه سيخرجه من حياته الرتيبة، ويمنحه بعض السلوى.. وفي المقابل هذا الضيف بحاجة للأمان والراحة، فيتبادلان المصلحة، فهو لن يغدر بمضيفه، ومضيفه سيحسن استقباله.

ويضيف "القمني":
المهم، أنه مع هذه التحولات (الأخلاقية) في الجزيرة بدأ ظهور الشعور القومي بين القبائل، نتيجة التقائهم في الأسواق، والتقاء مصالحهم، ثم تقارب لغاتهم المختلفة للتفاهم، حتى صاروا يتفاهمون بلغة العاصمة التجارية "مكة"، فكان نمو وتطور الوعي الجمعي سببا في بزوغ شعور قومي دفع العرب حينها لاختيار أنفسهم شعباً واحداً، له لغة واحدة وأب واحد، هو يعرب بن عدنان.

كما أن تأمين القوافل التجارية التي كانت تنـزل بمكة، وتوفير ما يلزمها من خدمات لوجستية يتطلب أيضا توفير مناخ من الحريات الدينية يتيح لكل قافلة أو قبيلة تأتي مكة أن تمارس طقوسها بأريحية، وهذا يفسر التعددية في الآلهة والأصنام في محيط الكعبة، وتسامح قريش إزائها. وفي هذا طبعا تدعيم لمكانة قريش (أهل مكة) بين بقية القبائل.

كان حلم "قصي بن كلاب" تحويل قريش من قبيلة مستضعفة تسكن الجبال والشعاب إلى القبيلة الحاكمة التي تسيطر على محيطها الجغرافي، وتمسك بزمام السلطة والثروة في العاصمة الدينية المقدسة "مكة".. لتغدو أشرف قبائل جزيرة العرب.. ثم جاء أحفاده "هاشم" و"عبد المطلب" ليلعبا دوراً مميزاً في قيام دولة قريش.. وهكذا، وبعد قرن ونصف من وضع البذرة في الأرض وبين حصاد الزرع، قامت دولة قريش في يثرب، على يد حفيد "قصي"، محمد بن عبد الله، بدءاً من عام 622م. ولكن ضمن مشروع أوسع وأشمل بكثير..

ففي وسط الجزيرة، في الثلث الأخير من القرن السادس الميلادي كانت كافة الظروف تستدعي القادم الجديد، بل وتلح في طلبه وتستعجله، فكانت اللغة والآداب وعلى رأسها الشعر، ونشوء المؤسسات كدار الندوة وسوق عكاظ وإيلاف قريش والحج، وظاهرة الأحناف والصعاليك ومعركة ذي قار وغيرها، مقدمات موضوعية تمهد لنشوء وتكون الأمة على المستويات الاقتصادية والدينية والاجتماعية والسياسية واللغوية.

وحتى ذلك الوقت كان مجتمع الجزيرة العربية مجتمعا بدائيا من الناحية الحضارية، إذا ما قورن بحضارات معقدة ومتطورة كالحضارة المصرية والعراقية واليونانية والرومانية والفارسية، فلم تكن قد تكونت للعرب دولة أو إمبراطورية، وليس عليهم ملك واحد، وليس لهم جيش موحد، بل كان مجتمعا بدويا رعويا، وحتى في المناطق الحضرية لم تكن المدن قد نضجت بعد.

فإذا اتفقنا على أن الأمة تكوّن حضارتها عبر مراحل تاريخية متلاحقة على نفس البقعة الجغرافية وبلغة مشتركة، مشكِّلةً شخصيتها الانفرادية وتاريخها المتصل، فإن الأمة العربية بهذا المعنى وفي تلك الحقبة تحديدا كانت على موعدها التاريخي مع الحدث الأهم الذي سيلعب الدور الأساسي في صقـل شخصيتها وتأطير وجودها وتوحيدها؛ ألا وهو الإسلام، ليصبح الإسلام محور الهوية العربية، والعرب مادته وإطاره البشري. وصار ممكنا بعدها القول بوجود أمة..

فبين العروبة والإسلام علاقة متشابكة ومتداخلة، أكثر من علاقة أي دين آخر بأية قومية؛ فالقوميات الحديثة وتحديدا في أوروبا نشأت في مواجهة الكنيسة، بينما نشأت القومية العربية وتكاملت مع الإسلام.

لم يكن مجيء الإسلام معاكسا لمجرى التاريخ، ولا متقاطعا مع ما كان سائدا، ولا حتى متخاصما مع كثير من القيم والعادات التي ألِفها العرب في مرحلة ما قبل الإسلام، وفي هذا يورد "خليل عبد الكريم" في كتابة "الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية" العديد من الأمثلة من الأنماط السلوكية والعادات والأعراف التي كانت سائدة قبل الإسلام، ومنها: الشعائر التعبدية؛ كتعظيم الكعبة، وطقوس الحج، وتقديس شهر رمضان، وتحريم الأشهر الحرم، وتبجيل إبراهيم وإسماعيل، وتفضيل يوم الجمعة. وفي المجال الاجتماعي يورد أمثلة إضافية: كالرقي والتعاويذ وتعدد الزوجات والاستجارة وحرمة النسب والاسترقاق. وفي المجال الجزائي يورد: القسامة ودفع الدية وقطع يد السارق. وفي المجال السياسي والعسكري يورد: الغزو وخُمس الغنائم والسلب والسبايا والخلافة والشورى..

وإذا كان مجتمع الجزيرة قبيل الإسلام يعيش مرحلة بقايا المشاعية، كمرحلة طبيعية في سلسلة التطور الاقتصادي والاجتماعي، مرت بها كل الشعوب والحضارات، فإن ما حدث تاليا وبالذات بعد عصر الخلفاء الراشدين، يعتبر إزاحة لبقايا أخلاقيات مرحلة الأمومة؛ حيث ودع الأمويون قيم المشاعية، وشرعوا ببناء سلطة طبقية قومية، تتغطى بعباءة الدين.

وهذا التطور الجديد يؤكد أن مرحلة جديدة قد حلت وقامت بابتلاع شكل العلاقات البدائية لحكم القبائل ومشاعيته، لتحل محلها دولة جديدة، ذات محتوى قومي.. وشكل أشبه بالإمبراطوري، جاء ليستوعب التغيرات الهائلة التي طرأت على المجتمع العربي خلال فترة النبوة، والخلافة الراشدة.

إذاً، نواة الأمة العربية تشكلت بداية في جزيرة العرب، ثم امتزجت مع الحضارة اليمنية، بعد الإسلام، وبعد "الفتح" العربي الإسلامي للبلدان التي باتت تعرف اليوم بالوطن العربي، صهرت الثقافات والحضارات التي كانت سائدة آنذاك: حضارات ما بين النهرين، حضارات بلاد الشام، حضارة وادي النيل، الحضارة الأمازيغية.. فوحدتها لغويا، ودينيا، وثقافيا، وشكلت مادتها البشرية، وبنت حضارتها.. خاصة بعد أن حكمها الأمويون والعباسيون..

ولكن، منذ عصر الأمويين وحتى سقوط الخلافة التركية، كانت الشخصية العربية ذائبة في الشخصية الإسلامية، تحت راية الخلافة، ولم تكن قد تبلورت شخصية قومية عربية بالمعنى الحديث؛ فحتى نهايات القرن التاسع عشر لم تكن القومية العربية قد بنت أيديولوجيا متماسكة، ولم يكن مصطلح القومية رائجا. ويمكن النظر إلى ساطع الحصري (1879-1968) في ذلك الوقت باعتباره المنظر الأول والأهم للقومية العربية، والتي انتقلت معه من نزعة سياسية إلى أيديولوجيا حداثية علمانية، تقوم على رابطة اللغة والتاريخ، مع نفي أية أبعاد دينية.

ثمة رافدين إضافيين للقومية العربية الحديثة، الأول: نزوع مسيحيو الشام إلى تجاوز النزاعات الطائفية مع المسلمين وغيرهم، والدعوة لدمج الجميع تحت هوية قومية جامعة على قدم المساواة، والحرص على تأكيد انتمائهم إلى الأمة العربية. الثاني: تحول القومية العربية إلى أداة سياسية ونضالية للتخلص من الاستبداد العثماني، ومن الاستعمار الأجنبي لاحقا.

ويعرّف "عبد الرحمن منيف" القومية العربية بأنها: "رابطة تاريخية تضم وتوحد المجموعات السكانية القاطنة في هذه البقعة من العالم، اعتمادا على اللغة والتاريخ والخصائص النفسية والمصالح المشتركة، وهي في مرحلتها الحالية حركة تحرر وطني وتغيير حضاري، تهدف إلى توحيد الشعب وتحرير الأرض والإنسان".

وحتى نخلّص القومية العربية من أدران الشوفينية والعنصرية، يجب النظر إليها بوصفها هوية ثقافية تقوم على اللغة بشكل أساسي وليس وحيد، ولا تقوم على روابط الدم ونقاء العرق، وأن يكون الإسلام فيها هوية ثقافية، وعامل تجميع، يحتوي ويستوعب كافة الأديان والطوائف.. بمعنى أن تكون انتماء وليست مفروضة، وألا ننظر إليها باعتبارها قومية عرقية ولا تعصبية، ولا ندعي أنها متفوقة على غيرها من الأمم، وننظر للإنسانية كإطار جامع للكل.

متى نشأت اللغة العربية؟ ومتى اكتملت؟ وكيف نفت اللغات المحلية التي كانت سائدة، وصارت لغة المنطقة من المحيط إلى الخليج؟

موضوعنا في مقال قادم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العرب عرق وليسوا امة
منير كريم ( 2019 / 12 / 11 - 10:50 )
تحية للاستاذ عبد الغني
ماهو موجود اليوم مجموعة من الشعوب المتعربة بدرجات مختلفة تسمى الشعوب العربية وترتبط فيما بينها برابطة ثقافية قوية ولكن هذا غير كاف للقول بوجود امة عربية
نشات الشعوب العربية من امتزاج العرق العربي مع الاعراق المحلية وتكونت الدول العربية الراهنة
العرب يعودوا اصلا لليمن عرب الجنوب وكانت للعرب حضارات قبل الاسلام وكانت نجد والحجاز اضعف مناطق العرب حضاريا لكن من سيدها على العرب كافة هو الدين
الاسلاميون يريدون ان يحصروا تاريخ العرب في الاسلام وقريش ويبخسوا الحضارات العربية الاخرى حقها ويدللوا بعدم وجود فرق بين الاسلام والعرب وهذا خطأ يقع فيه ايضا المناوؤن للاسلاميين كالقمني وغيره
ولنا عودة , شكرا لك
شكرا للحوار المتمدن


2 - الايديولوجية القومية العربية ليست علمانية
منير كريم ( 2019 / 12 / 11 - 13:59 )
تحية للاستاذ عبد الغني ثانية
الايديولوجية القومية العربية تجسدت بحركة القوميين العرب والبعث والناصرية وقامت على وهم ان الشعوب العربية تكون امة مجزأة لابد من توحيدها وقد قاد هذا الوهم الى تطبيقات كارثية منها اضاعة ما تبقى من فلسطين
كثيرا ما يقال ان الايديولوجية القومية العربية علمانية وهذا خطأ كبير فقد شهدنا حكم البعث والناصرية عشرات السنين دون ان يقوموا بتحويل الدول العربية والمجتمعات العربية للعلمانية بل لاحظنا العكس
الحقيقة ان الايديولوجية القومية العربية والاسلام السياسي ماضويان يسعيان الى استعادة الماضي (التليد) اكثر من تبني قيم العصر الحديث
شكرا لك


3 - تعليق 1
محمد البدري ( 2019 / 12 / 11 - 22:17 )
شكرا للفاضل الاستاذ سلامة لهذا المقال الثري
أما بشأن ما كتب عن اصل العرب فانهم هم من كتبوه في زمن انتشارهم شرقا وغربا ليبرروا ما يستحيل تبريره. بعد عن عطلوا كل ما في تلك الحضارات من قدرة علي التدوين ويحولوها الي ثقافة شفاهية علي طريقة الشعر الجاهلي. كانوا كالعميان عن كل الحضارات الموغلة في القدم بالاف السنين الا بما يمكنهم نهبه وسرقته من ثروات تلك الحضارات. انه الموروث الكامن في اعماقهم منذ القترة الجاهلية الاولي حسب توصيف سيد القمني. فهي فترة يتم فيها استلاب ما في الطبيعة من كلأ وماء ثم البحث عن مناطق جديدة لرعي ابلهم. وعندما تضييق بهم الاحوال فان الغزو ونهب من جاورهم يكون شرعة عندهم. ظل هذا الموروث فاعلا عندهم في الجاهلية الثانية اي مجتمعات التجارة والاستقرار في مدن كمكة ويثرب والطائف. فهل خلت تلك الفترة من غزوات ونهب وسلب؟
اما عندما جاء الاسلام فكان خروج المكنون البربري الهمجي والراسب التاريخي في جاهليتهم الاولي ليكون هو سنام الاسلام. واطلقوا عليه الجهاد. الم يقولوا ان الجهاد سنام الاسلام اي اعلي ما في هذه الديانة البربرية؟ لاحظ لفظ سنام كاستدلال مما لديهم.
الي الغد لاكمل تعليقاتي


4 - الغزو العربى الإسلامى
طاهر مرزوق ( 2019 / 12 / 11 - 22:42 )
الأستاذ/ عبد الغنى
من الواضح أنك تؤكد أهمية الفتح العربى بوضع كلمة الفتح بين معقوفين، وهذا رمز كبير إلى حالة النخبة العربية التى تخاف أن تقول أن التاريخ العربى مزيف بأيدى المسلمون، رغم أن الجميع اليوم يعرف جيداً أن عبارة الفتح العربى الإسلامى هو تزييف وتهريج يقوده مثقفى العرب، ويخافون أن الجيل الجديد ينسى أن الإسلام فتح البلاد المجاورة، بدلاً من إصلاح الخطأ والتزييف الذى حدث من العرب المسلمون، والقول بأنه لم يكن هناك فتحاً بل غزواً للبلاد الآمنة حتى يكون هناك ضمير أخلاقى يتربى عليه أولادنا!!
أهمية وضرورة التأكيد على أنه كان غزواً عربياً إسلامياً وإلغاء كلمة الفتح نهائياً بأعتبارها خطأ ويتم تصحيحه الآن فى وجدان الجيل الجديد، بدلاً من تزييف وتضليل هذا الجيل مثل بقية الأجيال السابقة التى ظلت تهتف بالفتوحات الإسلامية والنصر الذى كان من عند الله!!
كلمة الفتح تؤكد نفاق وزيف وضلال الأخلاق الدينية التى أصبحت فى أنحطاط مستمر بسبب النفاق الثقافى، والتعصب للدين الإسلامى.
متى يكون التمدن والقيم الثقافية لإنسان العصر الحديث هى السائدة على صفحات موقع الحوار المتمدن؟؟؟
شكراً


5 - الحضارات العربية قبل الاسلام
منير كريم ( 2019 / 12 / 12 - 06:33 )
تحية للاستاذ عبد الغني
استكمالا لتعليقي الاول اود ان اضيف بان حضارات راقية بمقياس عصرها قد نشات عند العرب قبل الاسلام واذكر منها في جنوب الجزيرة العربية حضارات معين وحيمير وسبأ وقتبان وحضرموت وفي شمال الجزيرة العربية حضارات كندة وتدمر وفي العراق الحيرة-المناذرة وفي الشام الغساسنة وهذه موثقة في المصادر العربية والاجنبية لكتب التاريخ وعلم الاثار
لفظ الجاهلية لفظ ديني لا يعتد به علميا ويراد منه نفي الحضارات قبل الاسلام
ذم العرب عنصرية كذم اي شعب اخر والعنصرية مقيتة وتناقض العلم والفكر المستنير
شكرا


6 - شكرا لك
عبد الغني سلامه ( 2019 / 12 / 12 - 11:25 )
الآستاذ منير كريم
أجمل تحية وشكر
أشكرك على مداخلاتك القيمة، وأتفق معك خاصة قولك نشأت الشعوب العربية من امتزاج العرق العربي مع الاعراق المحلية وتكونت الدول العربية الراهنة
وأيضا قولك لايديولوجية القومية العربية والاسلام السياسي ماضويان يسعيان الى استعادة الماضي التليد) اكثر من تبني قيم العصر الحديث
وقولك ذم العرب عنصرية كذم اي شعب اخر والعنصرية مقيتة وتناقض العلم والفكر المستنير
تحياتي ومحبتي


7 - شكرا لك
عبد الغني سلامه ( 2019 / 12 / 12 - 11:29 )
الأخ محمد البدري
تحية طيبة
أشكرك على مداخلتك المهمة، وأتفق معك على أن البدو وقبائل الجزيرة لم تشكل حضارة، وكانت ثقافتهم قائمة على الغزو والنهب، واستمرت هذه الممارسات حتى بعد الإسلام وإلى يومنا هذا
تحياتي وتقديري


8 - تعليق 2
محمد البدري ( 2019 / 12 / 12 - 12:02 )
لا تنشأ الحضارة الا مع الاستقرار، ولا نجد اثرا لحضارة الا في مواضع نشاتها ولهذا لا يوجد اثر لما يسمي لغة عربية قبل القرن الخمس الميلاي كنقش علي شاهد قبر امرئ القيس. اما في انحاء الجزيرة الصحراوية فلا شئ البتة كون المترحلين وراء الماء والكلاء لا يتركون شيئا الا بعد استهلاكه تماما والا لما رحلوا.
في الترحال يحملون معهم الاخف والاكثر نفعا لهذا لا اثر تاريخي مدون لهم الا ما قيل انه شعر شفاهي سهل التذكر لوزنه وايقاعة. فالتدوين والكتابة قرين بالاستقرار كما في الجداريات والمعمار الضخم في بابل وآشور ومصر.
قفزا فوق الفترة القرشية التي حيكت حكاياتها لتبرير نشأتها كما في قصي ابن كلاب ثم انطلاقها عبر اساطير مسروقه من توراه اليهود والنصاري نجد الاسلام الذي برروا به غزوهم ونهبهم للحضارات الاقدم هو ليس سوي عادات وقيم البداوة المترحلة مع مفاهيم الغزو لتشكل منظومة متناقضة في كل مكوناتها لا يمكنها اقامة اي حضارة بسبب اصل نشاتها.
الاسلام والعروبة صنوان او وجهين لعملة واحدة. الفهم والادراك الصحيح لما يسمي العروبة يجعلنا نرفض الاسلام كليا. وربما كان هذا السبب في عدم الاشارة للدين ... يستكمل


9 - تعليق 3
محمد البدري ( 2019 / 12 / 12 - 12:03 )
من قريب او من بعيد عند ساطع الحصري في تنظيره للقومية العربية. فالرجل كان امتدادا لمن سبقوه في محاولتهم الافلات من العسف العثماني الذي هو اسلامي في التحليل النهائي حيث الجزية وفرض الطاعة والتفرقة بين اهل الوطن الواحد بالعنصرية، مثلما زرع الاسلام الفرقة علي اساس العقيدة وعنصريا علي اساس العرق معتبرين ان كل اصحاب الحضارات موالي واهل ذمة!!!
كان امرا شاذا في التاريخ تنبه له ابن خلدون الذي لا يتسع التعليق لذكر يقظته العقلية السوسيولوجية، لكن اخطر ما تركه هؤلاء البرابرة البدو هو استجلاب المماليك ليقوموا بدور الجباية والحكم بالنيابة ابقاءا للاسلام اي ابقاءا وحفاظا علي أخلاق الترحل وقيم البداوة في مجتمعات استقرار تخلصت هي منها من الاف السنوات قبل ولادة ذلك القرشي المتهود لحيازة نبوة علي الطريقة العبرانية.
كان فشل الحصري في اقامة كيان سياسي علي اساس ما يسمي بالقومية العربية دون وعي منه ان العروبة لا تفي بادني شرط لاقامة امه او حضارة فكان ظهور شخص مثل ميشيل عفلق الذي كشف وفضح المكنون بقوله ان كل عربي عليه ان يكون محمدا.
هل ادرك عفلق سخف كلامه!!
احتفي به البعث مروجا للعروبة بينما ... يستكمل


10 - تعليق 4
محمد البدري ( 2019 / 12 / 12 - 12:03 )
المسكوت عنه في فلسفة عفلق ان العودة الي محمد دليل فشل العروبة باسلامها وعلي ضياع 1400 عام بالاسلام المحمول عروبيا او العروبة محمولة اسلاميا!!!
البداوة والاسلام حكما المنطقة ولا حل عند فلاسفة القومية العربية الا بالعودة الي بداوة قريش انها كارثة، فمن اين اتي الاسلام السياسي بارهابه الان إذن؟
وهنا فان المثقف المسيحي والمسلم علي السواء في بلاد الحضارات القديمة فشلا في تبني وجهي عملة الصحراء البدوية / القبلية لانها عملة رديئة بطبيعتها.
وناتي الي آخر المقال بنصه: وحتى نخلّص القومية العربية من أدران الشوفينية والعنصرية ...

عزيزي الفاضل استاذ سلامة، لا شئ اساسا اسمه قومية عربية لانها رؤية عنصرية شوفينية والاشد هولا ان اصلها البداوة التي لا تعرف سوي الرعي والترحل وفي افضل الاحوال التطفل عدوانا علي اي حضارة مجاورة للنهب والسلب كما حدث طوال الخلافة الاسلامية اي الخلافة النابعة من بدو الصحراء.
أما عن الاسلام فهو لا يتفق اطلاقا مع حركة التاريخ ولا الي قيم الحداثة ولا حتي منظومة الراسمالية لانه دين لا يعتد بالانتاج والعمل بقدر حرصه علي التجارة
والتربح والسمسرة، وعلي اصحابه ومن ... يستكمل


11 - تعليق 5
محمد البدري ( 2019 / 12 / 12 - 12:03 )
ومن اخترعوه ان يتملكوا شجاعة عقلية ليقولوا كلمة حق في كوارث سببتها بداوتهم.
فمن يريد للاسلام ان عامل تجميع، عليه بوضع نهاية للنصوص الفاجعة للانسانية في ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه. احتراما للفرد المواطن صاحب الحضارة الاقدم ليس فقط من القرشي بل ممن انتمي اليهم من العبرانيين اليهود.
للاسف قليلين هم من يدركون ان لا حل الا بنفي تلك الهوية فهي هوية قاتلة كما قال عنها امين معلوف.

تحياتي وارجو الا اكون قد اطلت رغم انشغالي منذ الامس


12 - بشان التسلسل 4
محمد البدري ( 2019 / 12 / 12 - 19:20 )
االسيد الفاضل طاهر مرزوق
وصف الغزو بانه فتح هو مجرد تجميل وتضليل وخداع لاعمال اجرامية تجري بالسلاح.
تحياتي

اخر الافلام

.. ما الهدف وراء الضربة الإسرائيلية المحدودة في إيران؟|#عاجل


.. مصادر: إسرائيل أخطرت أميركا بالرد على إيران قبلها بثلاثة أيا




.. قبيل الضربة على إيران إسرائيل تستهدف كتيبة الرادارات بجنوب س


.. لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟




.. هل وصلت رسالة إسرائيل بأنها قادرة على استهداف الداخل الإيران