الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدكتور زكى مبارك امير البيان

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2019 / 12 / 11
الادب والفن


لامير البيان الدكتور زكى مبارك كتاب بعنوان الحديث ذو شجون وهو عنوان لمقالات كان ينشرها فى مجلة الرسالة وجريدة البلاغ وهو ليس تجميعا لكل المقالات بل بعضها فقط

والكتاب نشر بمقدمه لابنته البارة كريمة زكى مبارك ونشرته الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1980 برئاسة الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور فى ذلك الوقت وربما لهذا نشر

والكتاب بمقولة صغيرة وجميلة لزكى مبارك نفسه تحت عنوان:-
لااريد ان يكون الكاتب مصريا ، وانما اريد ان يكون انسانا مصريا انسانا تعنيه الوشائج الانسانية ومصريا تعنيه الاواصر المصرية فالكاتب الحق لا يخاطب العصر وحده وانما يسكب رحيق قلمه فى اذن الزمان وقلب الوجود

والكتاب غاية فى الروعة والعذوبة وقرأته مرات عدة ، وهو يتناول فترة ثرية للغاية فى التاريخ المصرى من خلال مقالات كانت تنشر اسبوعيا واستمرت حتى وفاته فى يناير 1952 قبل ثورة يوليو باشهر قليلة
وفى مقالالاته كان زكى مبارك على يقين تام باهمية الادب والكتابة ويعتقد عن يقين ان الادب سفيرنا فى الشرق

وزكى مبارك هو اديب وشاعر وصحفى وحصل على ثلاث درجات دكتوراه ، حتى لقب بالدكاترة

ولد زكى مبارك فى العام 1802 فى قرية سنتريس منوفية، ومن اشهر كتبه مدامع العشاق وليلى المريضة فى العراق والتصوف الاسلامى وغيرها

عمل الدكتور زكى مبارك فى الجامعة المصرية لسنوات الى ان رفض طه حسين تجديد عقده عندما تولى عمادة الجامعة ، مؤشرا على الطلب بانه لم يستشر فى تعينه ولا يستشر فى تجديد عقده

عمل زكى مبارك مفتشا عاما للمدارس الاجنبية وكتب مئات المقالات ، وانتدب للعمل بالعراق وكون صدقات رائعة وكان نجم فى المحافل الادبية هناك ، ولقى اروع تكريم ونال وسام من ملك العراق انذاك
الا انه كان يشعر بالظلم من بنى وطنه وانه لم ينال التكريم الذى يستحقه وهذا شيىء عجيب

وهو يقول عن ظلمه ان راتبى فى وزارة المعارف ضئيل ، وانا اكمله بالمكافاة التى اخذه من البلاغ لقاء مقالات لا يكتب مثلها كاتب ولو غمس يديه فى الحبر الاسود ، ان بنى ادم خائنون ، تؤلف خمسة واربعين كتابا منها اثنان بالفرنسية وتنشر الف مقالة فى البلاغ وتصير دكاترة ومع هذا تبقى مفتشا بوزارة المعارف

واعتقد ان زكى مبارك لم ينل حظه من الشهرة والتقدير اللازم له نتيجة انه كان رجل تصادمى ذا مواقف حادة ، فلاح اصيل لايعرف المداهنة والرياء

لم تكن لديه سياسة او مداراه فى علاقاته مع اصدقاء زمانه من العظاء امثال المازنى وطه حسين والعقاد رغم انه فى تقديرى يفوقهم

اعتزازه بشخصه وقلمه كانا سبيله الى خوض غمار كل الصراعات الفكرية ، كسب الادب وكسبت هذه المرحلة الخصبة من حياتنا بسجلاته وخسر هو
هو قال ذلك بنفسه فى مقله المنشور فى مجلة الرسالة فى 8 يوليو 1949:- الواقع يشهد بان النجاح فى الادب قام على اسناد من العصبيات الممثلة فى الاندية والجمعيات ، فعندنا فى مصر احزاب ادبية وان لم تصطبغ صراحة بالصبغة الحزبية وبفضل ذلك الحزب المشهور لمعت اسماء فى الادب كانت اهلا للخمول لو واجهت الحياة الادبية بلا سند من الاصدقاء والحلفاء

اقول هذا وقد فاتنى التحزب فى السياسة والادب فانا صديق للجميع وعدو الجميع ، ومن كان كذلك فهو خليق بان يعيش بلا انصار وبلا اصفياء

000 ساعقد محالفة بينى وبين قلمى وهو اقوى وانفع من الوف الاصدقاء، قضيت دهرا بلا نصير ولا معين وساظل كذلك طوال حياتى لاقيم الدليل على ان من يستنصر بالله لا يخيب ولا يضيع
انتهى كلام زكى مبارك
وللحقيقة انا لا اعرف لماذا اعشق هذا الرجل واحب كتابته بشكل لايوصف واشعر وانا فى حضرته باديب عظيم يحدثك من ثنايا القلب والروح ، يحدثك عن افراحه واتراحه ، عن صداقاته عن اعدائه عن قضايا وطنه ، وهموم شعبه فتشعر بالحيوية الفائقة

اتمنى ان بواتينى الحظ لاعلق على ندفا من مقالاته المنشورة فى الثلاثينات والاربعينات وحتى قبل وفاته فى العام 1952
والهدف من تسليط الضوء على هذه المقالات انها ترينا كيف كانت بلادنا مصر والعراق والشام والسودان يشتركون ويتشاركون الهم العام والقضايا الوطنية والشواغل الانسانية

والمقالالات ترينا ايضا كيف ان موقفنا فى بعض القضايا قد تقهقر للخلف در كما يقول العسكريين
ان المقالات تشكل اطلالة ثرية على فترة خصبة من حياة امتنا العربية
والى لقاء قريب
المصادر
كتاب الحديث ذو شجون – الهيئة المصرية العامة للكتاب
مجلة المعرفة
ويكبيديا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الفني طارق الشناوي يحلل مسلسلات ونجوم رمضان


.. كل يوم - طارق الشناوي: أحمد مكي من أكثر الممثلين ثقافة ونجاح




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي لـ خالد أبو بكر: مسلسل إمبراطور


.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي: أحمد العوضي كان داخل تحدي وأثب




.. كل يوم - الناقد طارق الشناوي : جودر مسلسل عجبني جدًا وكنت بق