الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاومة الفلسطينية حركة ثورية تسترشد بالنظرية الثورية

سعيد مضيه

2019 / 12 / 12
القضية الفلسطينية



اهتمت الصحافة المكتوبة والمسموعة ووسائل الاتصال الجماهيري بخبر توجه اميركا الى نمط حرب ثقافية ترمي لتفسيخ المجتمعات المستهدفة وشل مقاومتها ليمنة التحالف الامبريالي- الصهيوني. وهذا النمط من الحروب مجرب منذ أزمنة وأثبت نجاعته. أورد كل من نوعام تشومسكي ، المثقف الأميركي البارز والمناهض للامبريالية وكذلك الكاتبة البريطانية فرانسيس ستونر سوندرز آليات الحرب الثقافية ووسائلها التي شكلت ولا تزال عدوانا ثقافيا ضد شعوب العالم لا يقل خطره عن الحروب المسلحة. الكاتبان لفتا الأنظار الى نشاط إعلامي –ثقافي موجه لتدمير المعارضة الشعبية للمصالح الامبريالية في العالم أجمع. والحقيقة أن النظام الامبريالي، استطاع عبر عقود التغلب على أزمته البنيوية بالاستناد الى الميديا . ذلك انها تقوم بدور فاعل في إضعاف الجبهة المضادة وتخريبها. نجد في كتابات كل من تشومسكي وسوندرز دعوة ملحة لقوى مناهضة الامبريالية كي لا تغفل الجبهة الثقافة، وان تركز الاهتمام على تمتين الجبهة الداخلية وتعزيز المناعة الروحية في الصراع المحتدم مع التسلط الامبريالي –الصهيوني؛ إذ لا يقتصر النضال الثقافي ضد هذا التحالف الاستراتيجي العدواني على تحليل بنيته وكشف أساليبه ؛ إنما يقتضي بناء الجمهور المقاوم، تعزيز دفاعاته الأمامية بحيث لا تجوز عليه الخدع والتلفيقات الكاذبة، وكذلك المحاولات التي لا تكف لحرفه عن القضية الأساس. إن هذا يملي على قوى التحرر والتقدم مهمة تصعيد الاهتمام بالجبهة الثقافية في الصراع الوطني التحرري، وتربية الجماهير سياسيا وفكريا.
طبيعي ان الحرب الثقافية واكبها حروب ساخنة وضغوط وتدخلات وانقلابات عسكرية ضد حكومات منتخبة ديمقراطيا، هبت الميديا في الغرب لتبريرها، بل تمجيدها باعتبارها انتصارا للحرية والديمقراطية!
اطلقت سوندرز اسم الحرب الباردة الثقافية، على النشاط الإعلامي – الثقافي في الغرب، وهو ما اوكلت مهمات إدارته وتنظيمه الى المخابرات المركزية الأميركية ووجهته ضد المنظومة الاشتراكية وحركات التحرر العالمية. لفتت ساندرز الاهتمام، في كتابها " الحرب الباردة الثقافية" الصادر بالعربية عن المجلس الأعلى للثقافة في مصرعام 2002، لدى مراجعة نفس الوثائق المفرج عنها ، الى ان هدف الميديا في الغرب يتركز في "تضليل الوعي وإشاعة الحيرة"، ولا يعنيه إطلاقا صحة الخبر او موضوعيته. ولتحقيق الهدف يتركز الهجوم على "المواقع الأمامية المحصنة للوعي لقذفها بقذائف الدعاية لإضعاف المواقف المعادية". لاحظت الكاتبة الناقدة استخدام العبارات العسكرية، نظرا لوظيفة نمط الحرب في نشاط الميديا في الغرب. استفاد واضعو قواعد الحرب النفسية من خبرة الحرب العالمية الثانية ، حيث بادر الجنرال وليم دونوفان ، مدير المخابرات الأميركية خلال الحرب، لتشكيل فيلق من النخب تابع لمكتبه، جنده من قلب المؤسسة الأميركية، السياسية والثقافية والاقتصادية والأكاديمىة ومن أقوى العائلات ، مورغان وميلون وبروسفاندربلت وغيرها؛ أقرت النخب مهمة "غير شرعية وغير قويمة"، بموجبها استطاع أفرادها فيما بعد ان "يفردوا نفوذهم على قاعات مجالس الإدارات والمؤسسات الأكاديمية والصحف الرئيسة والإعلام والشركات القانونية ومؤسسات الدولة. وأمدتهم معتقداتهم المسيحية بقناعة لا تتزعزع بأنهم الصفوة وليسوا الفئة المختارة".عملت النخب تحت إشراف المخابرات المركزية التي اضطلعت، بدون سند قانوني أو قرار دستوري، بدور وزارة الثقافة، مولت الصحف والمجلات والأنشطة الأكاديمية منطوية على حروب نفسية ضد المناوئين للولايات المتحدة. أقر أفرادها صياغة إدوارد بيرنز، أحد أعلام العلاقات العامة في الولايات المتحدة في كتاب إرشادي وضع هدفه " تشكيل عقل الجماهير وتكييفه" حيث " التلاعب الواعي والذكي بالعادات والآراء المنظمة للجماهير هو عنصر هام في المجتمع الديمقراطي". بالفعل نجحت الحرب الباردة الثقافية في إنجاز مهامها وخرجت الولايات المتحدة منها ظافرة . وكما تطور أسلحة الحروب الساخنة تتطور كذلك أساليب ومواد الحرب النفسية في الزمن الراهن.
وأمسك نوعام تشومسكي رسالة ميديا الغرب تفكيك أزمة الديمقراطية الليبرالية الناجمة عن وجود حق الاقتراع العام وانتشار التعليم، واستنتج انها تختزل في "هندسة الموافقة"، أي الحصول على موافقة الجمهور و" التحكم في تشكيل عقل الجماهير" طبقا للاتجاه المرغوب. تطور المسعى في مرحلة الليبرالية الجديدة وانهيار الاشتراكية الى إلغاء عقل الجماهير والحط من إنسانية البشر كي لا تعود لتهديد السيطرة الكونية للرأسمال. طالع تشومسكي آلاف الوثائق الأميركية الاستراتيجية المفرج عنها بتقادم الزمن. علق باستغراب ان الوثائق بقيت سرية مع آلاف الوثائق بموجب قانون أميركي ثم أفرج عنها "ولا يقرأها بعد رفع الحظر عنها سوى العلماء، وهؤلاء لا يجدون فيها أي شيء شاذ أو منفر". في الحقيقة، حتى لو لم يطلع العلماء على الوثائق المخفية فغالبيتهم مؤدلجون بحيث تتقبل الكذب والتلفيق لتبرير جرائم قد تودي بحيوات عشرات الآلاف ، كما حدث في أندونيسيا وفي حرب الفييتنام وانقلاب تشيلي. نقل تشومسكي عن وولتر ليبمان، أحد أبرز المنظرين للإعلام الأميركي، كيف يضمن تحكم "الأقلية الذكية، طبقة متخصصة مسئولة عن وضع السياسة وعن تشكيل رأي عام سديد"، ونفذت رؤيته الى لغز العلاقة بين الفكر والمنفعة، إذ عثر على نص كتبه جورج كينان، احد اشهر منظري الحرب الباردة، حول " ضرورة إيجاد نمط من العلاقات يتيح لنا ( يقصد الاحتكارات الأميركية) الحفاظ على موقع اللامساواة... وعلى العالم الثالث ان يخضع للاستغلال من أجل إعادة إعمار اليابان واوروبا"؛ حدد دور ميديا الغرب في " الكف عن الحديث عن أهداف غامضة لا واقعية مثل حقوق الإنسان ورفع مستويات المعيشة والديمقراطية".
تملي هذه الحقائق على فصائل الحركة الوطنية الديمقراطية عامة والمقاومة الفلسطيني بوجه خاص، إيلاء عناية استثنائية بالجبهة الثقافية في نضالها. ولا مانع من تكرار أن تمتين الجبهة الداخلية يتم بالإحاطة التامة للتراكيب الاجتماعية والنفسية للمجتمعات العربية المتشكلة عبر معاناة القهر والاستلاب خلال قرون متتالية. وهذا يقضي بالتوجه اولا نحو تحرير الجماهير من مخلفات القهر والهدر السلطويين، وتفكيك العقد في البنية النفسية المترسبة عبر قرون القهر والاستلاب. المشكل الذي تخفيه تشوهات القهر كلياً رغم تكراره عبر التاريخ، إن كل القوى الاجتماعية، عندما لا تجد من يصغي لشكاواها و يحاورها، تميل نحو التطرف بكل أنواعه، وتغدو صيدا لليمين، واحيانا للفاشية، وتهرع لحمل السلاح غير واعية بأنها بالسلاح تدمر فرصها لحياة كريمة وكرامة شخصية. العقد النفسية المترسبة من عهود القهر المعتق تكمن في نظرة رضوخية لبنية أبوية متسلطة لا تقبل الحوار، ويتولاها عجز حيال التحديات ونظرة دونية الى الغرب باعتبار السلع التي يصدرها تنطوي على قدرة سحرية وليست خبرات تقانية تحكمها معلومات فيزيائية ورياضية امكن الوصول اليها بالعلم والممارسة.
هكذا فالعقل المثقف يلازم الجماهير باستمرار ويطل عليها في يوميات كدحها ومعاناتها، يتعامل مع الجماهير، مدركا حقيقة النفسية الاجتماعية، بأسلوب حواري يحترم العقل وينمي طاقاته، بهدف تحويل الجماهير الى قوة فاعلة لا تنتظر الحلول من الغيب، وتتواصل مع التطورات لتقتنع بأنها ليست مجرد أداة اجتماعية للتغيير، بل انها صاحبة المصلحة في التغيير الثوري ، وانها من ثم حارسته والمدافعة عن منجزاته.
القهر المزمن يجمد طاقة العقل ويولد نزعة عنف وانفعالية تنفجر على شكل طوشات حمائلية وتصرفات فتوة ، تحول أبسط الخلافات إلى مآس فادحة، حيث لا تفهم غير لغة القوة، وتهدر طاقات الجماهير أو تحرفها باتجاه التدمير. في ظروف الاستلاب تنحو النفوس المقهورة باتجاه الفتن الطائفية او العرقية أو العشائرية؛ وفي النضال الوطني يحكم، لدى تقدير الأمور، قصر النفس، والهياج الانفعالي، المعطل للنشاط العقلاني المقدر للعواقب والمآلات. وتستبد الإدارة الأوامرية للنضال، تتعامل مع الجمهور بلغة الإكراه والعنف، ويغدو الثوريون مضطهدين للجمهور، يجيرون ضده نتائج قصورهم في ميدان الثقافة. وهذا ما جرى مرارا وتكرارا أثناء الانتفاضة الفلسطينية. ويسمو وعي الجماهير من خلال التثقيف والتنظيم ونصب الهدف الوطني اما م أعينها؛ حينئذ يستبدل الإكراه بالتربية السياسية والفكرية وبالممارسة العملية تدل على الفعل الثوري.
لتجنب مصير الانتكاس ورفع سوية النضال الوطني على القوى الثورية اعتماد نهج التربية السياسية والفكرية للكوادر ، كي يكون تعاملها عقلانيا وحوارا ديمقراطيا مع الجماهير. الكوادر الحزبية مثقفون، او هكذا يجب أن يتصرفوا، متحررين من آفات التخلف العقلي كالتخبط والعشوائية والنزوية، حيث تتضافر في ظاهرة العطال الذهني القاصر عن التحليل والتركيب والتفكير الجدلي. وهي آفات ملازمة لمخرجات النظام التعليمي الأبوي، الهادف تكييف الأفراد والمجموعات للخضوع لمن هم أعلى وأكثر قوة، وانتظار التعليمات وتنفيذها بدون جدال. تتجمع لدى الكادر المثقف المعلومات والدراية والأناة، حيث يشرع بمحاولة التعريف بالمشكلة ثم يحدد الهدف المطلوب الوصول اليه؛ بعد ذلك يجري تجميع المعلومات والمعطيات المتوفرة عن المشكلة في مختلف جوانبها ومستوياتها وفرزها من حيث الأهمية، لتطرح تصورات متعددة من الحلول طبقا للهدف الذي تم تحديدهن يختار الأنسب؛ بعد ذلك ترسم خطوات الحل ومراحل التنفيذ وأدواته وأساليبه. وأخيرا تتم مراقبة التنفيذ والمراجعة النقدية واختزال الخبرات، وطرح المهمات اللاحقة.
العقل المثقف ينطلق من وعي فكر الثورة، أي الماركسية تفرد للجماهير مكانة أساس في التغيير الثوري. تبذل البرجوازية المساعي للتشكيك في علمية الماركسية بدعوى انهيار الاشتراكية وتفوق الرأسمالية في المباراة. فالذي انهار هو التحول عن علمية البناء الاشتراكي بتهميش دور الطبقة العاملة وترويضها لسيطرة البيروقراطية. لم يطرح أي من قادة الفكر الماركسي بنية مكتملة للاشتراكية ، جاهزة في جميع الظروف والأزمنة. الاشتراكية تبرز حاليا خلاص الشعوب من الهلاك النووي او التلوث البيئي الذي نركم الرأسمالية عنصره المدمرة. الرأسمالية أبادت الملايين وحطمت مجتمعات بأكملها في حروبها القرصنية تنازعا على ثروات الشعوب ولتحصيل الحد الأقصى من الأرباح الاحتكارية. وهي في سبيل ذلك تحكم على شعوب العالم بالفقر وتهدد البشرية بالهلاك النووي او بالتلوث البيئي.
الماركسية نظرية التغيير الثوري، وخارج فضاء الماركسية يهبط النشاط السياسي الى مجرد تصنيف سطحي للأحداث والظواهر، ومقاربة عشوائية مزاجية للقضايا الماثلة. والفكر الماركسي جدلي يتناول ظواهر المجتمع والوقائع شبكة مترابطة، وترتبط فيه الأفكار ارتباطا ضروريا جدليا، مشكّلة تركيبة مفاهيمية، شأن النظريات العلمية. والنظرة النقدية أساس النظرة العلمية ؛ فلا شيء يبقى على حاله ولا مكان لليقينيات. تتناول الماركسية الظواهر الاجتماعية متشابكة تحكمها علاقة الوحدة والتناقض، وتتطور بدافع دينامية ذاتية وليس بتأثير عامل او عوامل خارجية. والبنية الأبوية ترتبط تاريخيا بالامبريالية، اكتسبت منها قوة ثباتها واستعصائها على التطور. وتدعم الامبرياليات الغربية توجهات الحكم في البلدان العربية خاصة والعالم النامي بعامة نحو الأوتقراطية والتضييق على الجماهير. والديمقراطية الراديكالية، بالتالي ، حصيلة ثورة اجتماعية تطيح بالأنظمة الأبوية وتتيح للجماهير الانتظام في هيئات اهلية ترعى المصالح المشتركة للجماهير الكادحة.
طبيعي انه ليس بمستطاع المناضلين جميعا استيعاب الماركسية وتطويرها طبقا للظروف الاجتماعية؛ ليس بمقدورهم قراءة أصول الماركسية والأفكار التي انتقدها ماركس او حاورها وتعلم منها. غير ان من الضروري استيعاب المنهجية العلمية للماركسية، تقرن الفكر بالممارسة. تتجلى مادية الفلسفة الماركسية في تناولها للوقائع الموضوعية، واستكناه جوهرها ودينامية حركيتها، كما هي وليس بناء على تصورات او تخيلات واهمة؛ فكل مشاكل البشرية حصيلة نشاط قوى اجتماعية هي في الأساس الرأسمالية الاحتكارية ، ولا يجوز البحث عنها في مجاهل خرافية. وتعتبر الممارسة ومواقع النضال هي مواقع تثقيف الجماهير وتربيتها السياسية والفكرية. على الكوادر الحزبية إتقان فن وجدل الفكر والممارسة.
تعتبر الجماهير المنطلقة في حراك سياسي الأداة الاجتماعية في معارك التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي. وقدمت التجارب الكفاحية في أكثر من مناسبة على الإمكانيات الثورية لطاقة الجماهير الكفاحية، حيث حسمت الصراعات الاجتماعية لصالح التحرر الوطني والإنساني في أكثر من موقعة؛ وكثيرا ما اهدرت الطاقات الثورية في مسارات عابثة أفضت الى الانتكاسة. حاليا تشهد ساحات المدن العربية احتشادات جماهيرية تقف حيالها باحترام الحكومات الطبقية التي طالما استهانت بالجماهير وأذلتها؛ لأنها تعجز عن قمعها وإخماد حركيتها وتتحايل كي " تضلل الوعي وتشيع الحيرة"، وتدك حصون المواقع الأمامية . وإذا لم تبادر قوى التغيير الاجتماعي، بخبرة النضال الثوري وإمكاناته، الى تحصين الموقع الأمامية للوعي فستتكرر انتكاسة دورة الانتفاضات الأولى مع بدايات العقد الحالي، شاهدة على استمرارية أزمة " التناقض بين طبيعة حركة التحرر الوطني والقيادة الطبقية الفعلية لهذه الحركة. طبيعة هذه الحركة: انها مناهضة للامبريالية في مناهضتها للرأسمالية، ومناهضة للرأسمالية في مناهضتها للامبريالية، بينما قيادتها فهي بالعموم برجوازية" حسب تعبير المفكر الثوري الراحل مهدي عامل، لا تتقن التعامل مع الجماهير الشعبية.
فيما يتعلق بالمشكل الفلسطيني ينبغي الاتفاق أولا على مركزية القضية الفلسطينية، بالنسبة للأمة العربية، وأن الدفاع عن فلسطين يتم بالتنسيق والتفاعل مع نضالات التحرر الوطني والوحدة القومية والتنمية في جميع الأقطار العربية. وعلى الطرف الفلسطيني المبادرة بمأسسة النضال العربي المشترك وتشكيل هيئة محلية لإدارة التضامن الدولي وتزويد الأصدقاء الدوليين بممارسات الاحتلال الهمجية واللاإنسانية، وحشد التضامن مع ضحايا تهم اللاسامية لمن يتضامن مع الشعب الفلسطيني. وعلى قوى التحرر العربية أن تدرك أن الحركة الصهيونية ممثلة في قاعدتها إسرائيل، مدعومة بقوى الامبريالية والليبرالية الجديدة المحتضنة للمشروع الصهيوني في فلسطين، تكاد تحقق انتصارا شاملا بالاستيلاء على كل فلسطين. الشعب الفلسطيني قد يعيق الحملة ؛ لكنه عاجز عن التحول لوحده الى هجوم التحرير.
تتشعب القضية الفلسطينية في ثلاثة محاور: إعادة الاعتبار لكل الشعب الفلسطيني، وإعادة بناء أو هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية، لتصبح الخيمة الكبرى التي يستظل تحتها كل أبناء الشعب الفلسطيني الواحد، والمحور الثالث يتمثل في تهديف النضال صوب الاحتلال الإسرائيلي، وإعادة الاعتبار للحقوق الوطنية الفلسطينية الكاملة غير القابلة للتصرف .
إن صمود الجماهير في اشتباكها مع المشروع الصهيوني ميدانيا، والاستمرار في مقاومته، شرط مسبق لاستمرار الدعم الخارجي عربيا ودوليا؛ وكلما زادت حدة الاشتباك مع المشروع الصهيوني ميدانيا، تعاظم الدعم وتراجعت فكرة التطبيع معه وتكييف المنطقة لقبوله؛ ولو تداعى الاشتباك من قبل أصحاب القضية او ضعف يخفت الدعم الخارجي ويتبدد. اما الاكتفاء بالاستنجاد بالمجتمع الدولي واستجداء تضامنه فغير مجدية. المشتبكون على الأرض لا يمكنهم تحقيق الانتصار بقدراتهم الذاتية فقط، ويحتاجون دعما متواصلا من محيطهم العربي ثم الاسلامي ثم العالمي، من أنصار الحرية والعدالة والمساواة وقوة الحق. لابد من إعادة تمتين الوضع الفلسطيني الداخلي، بالعودة إلى كل الشعب الفلسطيني في كل مكان، بدون تهميش أو إقصاء أو احتواء.
ولا بد من أدراك ان المقاومة الفلسطينية تتطلب قيادة ثورية والاسترشاد بالنظرية الثورية وتجميع الطاقات وإطلاقها بتكتيك ثوري .

.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقطاب طلابي في الجامعات الأمريكية بين مؤيد لغزة ومناهض لمع


.. العملية البرية الإسرائيلية في رفح قد تستغرق 6 أسابيع ومسؤولو




.. حزب الله اللبناني استهداف مبنى يتواجد فيه جنود إسرائيليون في


.. مجلس الجامعة العربية يبحث الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والض




.. أوكرانيا.. انفراجة في الدعم الغربي | #الظهيرة