الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاتسبق ريح الحب

سمير عبد الرحيم اغا

2019 / 12 / 12
الادب والفن


9- لا تسبق .. ريح الحب


1- جلس احمد وسردار وأنور ، على الطاولة المستطيلة ، وهم يريدون طي صفحة النسيان لأيام الموصل الماضية ، عقارب الساعة الكبيرة في البيت تسحق الزمن من دوي القذائف ، بينما رحت أنا أراقب بسرية تامة القنوات بواسطة جهاز التحكم ، انتقل من مدينة إلى مدينة ومن بحر إلى بحر ومن قارة إلى أخرى ، و إلى ما سيحدث بعد دقائق

2- حسين وسالم ومحمود يمسكون بأصابعهم النحيلة على سلاح الكلاشنكوف ويواجهون الموت ، يطلقون عليهم نيرانا حية ، أصيب حسين في صدره ، قال سالم
- اضرب يا بطل ..!
- ليتنا كلنا نموت لنطرد هؤلاء الشرذمة ، لم افهم سر ما يحدث لي ، فكل الحيطان تداعت بعد ان وقفت ريح الهزيمة .
3- أتقطر ألما ، وأغمض عيني ، هذه الموصل روح وجسد تمشي معي ، وكان الأمر لا يعدو كونه شيا ممكن الحدوث ،
4- ارتدي ملابسي المدرسية ، دفاتري وكتبي ، تتدلى في الهواء ، أسير في أزقة الموصل القديمة ،وهي تنبسط تحت سماء واجمة خالية إلا من طائر وحيد يتأرجح كنقطة سوداء ، .. وبائع الخضار .. وصيدلية الزهور .

5- لعلي لا افهم ما يجري تماما ، أشياء تحدث وأشياء أخرى ستحدث ،ما أسرع الأكف التي امتدت لتطالني اكف بمدى وأسلحة غريبة .

6- أصل مدرستي ( ام الربيعين) أرى باحتها المكتظة بتلاميذ تضج وجوههم بالحياة والأمل ، مجموعة تلعب كرة السلة وأخرى تلعب كرة الطاولة ، وأخرى تروي الحكايات القديمة ، ... غاب عنها الحدث ،وهناك مجموعة تأكل الحلاوة الموصلية ، وثمة أخرى تنظر بجوع واستجداء
7-
اشحن معنوياتي بأناشيد وطنية ( موطني ... موطني )
المعلم ينسل من بين الجميع حاملا عصا الإيقاع .. يشترك معهم في الإنشاد كعادته حتى لا نخطئ في كلمة أو ننشر في لحن .

8- لم يكن معلمنا يبدا شرح الدرس ، حتى نسمع اصواتا قادمة من مكان بعيد ، فيهمس تلميذ في إذن زميله
- صوت إطلاق نار
يدوي الخبر مع أطلاق النار ، الأرض تتحرك ، يستمر المعلم يسألنا عن ذلك ببرود ، احد التلاميذ يقول :
- ضرب رصاص
- افتحوا كتبكم .. وانظروا فيها
يتكدس الممر الرئيس في المدرسة بالتلاميذ...وقبل أن ينظر المعلم ألينا ، ينسل التلميذ الأول الذي يجلس قرب النافذة ويخرج منها بسرعة البرق ، ويتبعه رهط من التلاميذ ، يقول تلميذ بصوت عال:
- ضرب رصاص قريب من مدرسة ( ابو تمام )
9-
أصوات الرصاص تتوالى في الخارج ،تلامس أسماعنا .. وما نكاد ننزل جميعا إلى الباحة نلتفت إلى معلمنا ، نسأله عما يجري حتى تعلو الأصوات تهتف لخروجنا
10 –
نقرا عبارات على جدران الموصل ، لم تكن مكتوبة من قبل :
ن ، ر ، دولة الخلافة ، ، ولاية الموصل ..... الله اكبر
11-

ينفلت زمام الأمور من يد مدير المدرسة ، بسبب ذلك الإلحاح ، والرصاص الذي يلعلع في فضاء المدينة ، تختلط الأصوات مع أصوات التلاميذ ، تهتز الجدران ، نسير في صفوف منتظمة كتفا بكتف ونصرخ بأعلى صوتنا :
- كلنا مسيحيون

12-
كان عمي سلطان بائع الخضار ... يلملم حبات المسبحة التي اختلطت بحبات الكرز التي تبعثرت على الرصيف ، حين مررنا من أمام دكانه على اثر ذلك الحدث ، وكأن لا علاقة له بما يحدث .. ينظر ألينا مستنكرا ويردد :
-عودوا إلى مدارسكم
13-
نعود إلى بيوتنا .. نجد الدكاكين جميعا مغلقة وفي الصباح يعود كل شيء إلى ما كان عليه .

14-
ضج صدري .. اختنقت من أصوات كثيرة فيها أصوات الرصاص ، همت رجلاي تضرب بعضهما البعض بالأرض ،لكنني لم استطع .. كأنني مكبل .. نظرت إلى المدرسة نظرة مسرة وبحث في الأرض ... بينما كان احمد وسردار وأنور ينتظرن مسلسل " افتح ياسمسم "
....................................................................................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما