الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهزلة تشكيل الحكومة اللبنانية والانتفاضة الشعبية المُتواصلة في الشارع اللبناني ....!!!!

زياد عبد الفتاح الاسدي

2019 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


فيما يقترب الحراك الثوري والطبقي في لبنان من نهاية شهره الثاني ... لا يبدو في الافق أي أمل لاي تقدم قد تحرزه جوقة التهريج السياسي والطائفي التي تحكم لبنان مع عودة الفشل من جديد لتسمية مُرشح لتشكيل الحكومة من خلال الاعتذار (الذي كان مُتوقعاً) لرجل الاعمال سمير الخطيب عن تشكيل الحكومة مع عدم حصوله وفق مسرحية ما يُسمى بموافقة دار الفتوى على تسميته لرئاسة الحكومة .. وبالتالي عودة المهزلة اللبنانية مُجدداً لترشيح سعد الحريري ... وهذه المهزلة التآمرية والتكتيكية لاعادة ترشيح الحريري لاكثر من مرة بشروطه التعجيزية (حكومة تكنوقراط), تهدف بشكلٍ مقصود الى تعطيل تشكيل حكومة لبنانية جديدة لاطول فترة مُمكنة من أجل أخذ لبنان نحو التدهور السريع باتجاه الانهيار الاقتصادي والخدماتي وتفشي الغلاء والفقر والبطالة ...الخ .. ومن ثم تركيعه لمطالب الغرب والتآمر الخارجي وشروط البنك الدولي .... فالجوقة السياسية والطائفية المُترفة والمُتخمة في لبنان تُصر وهي تُمارس استشاراتها السياسية ببطونها الممتلئة ومقاهدها الهزازة, أن تُرضي شيخ العمالة والفساد سعد الحريري وترهن لبنان بأكمله إستجابة لاهواءه ولاهواء أسياده في الخارج .. لا لشيئ سوى خوفاًً مما يُروج له البعض من ذهاب لبنان الى وهم الحرب الاهلية الذي لا يزال البعض يتحجج به ويُروج له ويُصر على التمسك بسعد الحريري بكل شروطه وأهوائه وعمالته الفاضحة للخارج ..... فأي حكمة في إبقاء هذا الوضع الخطير على حاله في لبنان والتخلي عن إيجاد حلول ضميرية تُنقذ اللبنانيين من الفقر والجوع والامراض وانعدام الادوية والخدمات الصحية والانسانية ...؟؟؟ , فيما يتم دخول فصل الشتاء وبرده القاسي من الباب الواسع الى بيوت اللبنانيين المسحوقين والفقراء .
وهنا يبدو أن المطلوب في لبنان مع التمسك بسعد الحريري وتزايد حالات اليأس والانتحار هو الحكم بالموت على قطاع واسع من اللبنانيين من الجوع والحرمان والامراض والقضاء على ثورتهم الطبقية المشروعة بانتظار أن تلفظ أنفاسها الاخيرة ... فهم يعتقدون بكل غباء بأن هذه الانتفاضة لن تستمر طويلاً بينما هم يُمارسون بكل هدوء إستشاراتهم السياسية لتشكيل حكومة الانقاذ المُرتقبة .. وهنا فمن المُؤسف في هذه الاجواء الخطيرة التي يعيشها لبنان من الانهيار على كافة المستويات وتفشي البطالة والفقر والحرمان في قطاع كبير من الشعب اللبناني , أن ترفض أوحتى تتردد قوى المقاومة الوطنية في لبنان مد يد العون والدعم لانتفاضة الشعب اللبناني الفقير ومطالبه الثورية والطبقية المشروعة .. بينما تُفضل للاسف على هذا الخيار الوطني والثوري التمسك بشيخ العمالة والفساد سعد الحريري سواء قبل إستقالة حكومته وبعد سقوطها وحتى مع الفشل المُتكرر بتسمية مُرشح بديل عن الحريري وبرضاه .. وللعلم فالحريري يخشى من عدم وجوده على رأس الحكومة المُقبلة أن تُفتح عليه أبواب المُساءلة بالعديد من ملفات الفساد المُتورط بها بشكلٍ مُباشر أو غير مُباشر فيما سيكون من أكبر مهام الحكومة المُقبلة محاكمة رموز الفساد واستعادة الاموال المنهوبة.
ولكن التمسك العجيب بسعد الحريري ولا سيما من قبل حزب الله وحركة أمل يتم تبريره على أساس الخوف من ذهاب لبنان الى ما يُسمى " بعبع الحرب الاهلية " .. رغم أن هذا " البعبع " قد أسقطته كما رأينا وبكل بساطة وشجاعة وإصرار نساء وأمهات الشياح وعين الرمانة ... وهنا فبينما ينتظر اللبنانيون تشكيل حكومة انقاذ وطني تُخرجهم من الانهيار الشامل والازمة القاتلة, قرر سعد الحريري مُؤخراً بكل هدوء وبلا أدنى كرامة أو خجل أن يتوجه الى طلب معونات مالية من العديد من الدول الاوروبية والصين وغيرها من دول العالم .. لكي يتم بالطبع وكالعادة نهبها فيما بعد , ليزداد بالتالي التضخم الهائل في الدين العام على الخزينة اللبنانية .. ثم يتلو ذلك زيادات جديدة في الضرائب على الموظفين والعمال والفقراء لسداد هذا الدين .
وهنا فمن المهم جداً للمقاومة اللبنانية القوية جداً والصامدة بإنجازاتها الكبرى في مٌقارعة العدو الصهيوني وتقديم الشهداء والتضحيات.. أن تتجاوز دورها المحصور في المرحلة الراهنة بالمقاومة الوطنية وضرورات التحرر الوطني والامن القومي .. الى ضرورة الانخراط في قضايا الامن الاجتماعي والتفاوتات الطبقية الهائلة وتأمين الحد الادنى من العدالة الاجتماعية والانخراط ليس فقط بالمقاومة الوطنية, بل أيضاً بمقاومة الجوع والفقر والنهب والفساد ومقاومة الانقسام الطائفي الذي يستشري في لبنان وفي المنطقة ... لان صمود منطقة المشرق العربي وصمود لبنان على وجه التحديد في وجه التآمر الغربي والصهيوني والعمالة العربية والخليجية لا يُمكن أن يتحقق أو يستمر في أجواء الفوضى والانهيار الامني والاقتصادي والفقر والبطالة والفساد المُستشري والمخاطر الطائفية التي تعيشها المنطقة , ولا سيما فيما نشهده حالياً في لبنان والعراق ... فهذه الاجواء الاقتصادية والاجتماعية والطائفية الخطيرة والمُدمرة ٌ, قد تُهدد إذا لم يتم مُعالجتها والتصدي لها سلامة وتماسك ما يُمكن أن يتبقى من القاعدة الشعبية الحاضنة والداعمة لمحور المقاومة في المنطقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف