الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مَيس، وجه من الانتفاضة العراقية: -لقد بدأوا بإطلاق النار على المتظاهرين ...
سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)
2019 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية
نشرت جريدة لاكروا الفرنسية، اليوم الجمعة 13 كانون الأول/ ديسمبر، مقالا عن الانتفاضة العراقية بعنوان
سمير خمورو
مَيس ، ناشطة عراقية شابة، تروي الحياة اليومية للمتظاهرين في بغداد، بين الخوف والأمل في "التغيير الحقيقي".الشباب او الشابات، انهم متساوون في مواجهة الرصاص والخطف والتعذيب. هذه واحدة من المستجدات الجديدة في الثورة الحالية في العراق، والتي لا أحد يعرف نتيجتها السياسية ولكن البعض يرى فيها بالفعل انها ثورة ثقافية: المرأة تشارك فيها بقدر الرجال.
حدث التواصل معها عن طريق الهاتف، مَيس فضلت ان لا نذكر اسمها لأسباب أمنية. هي واحدة من العديد من الفتيات العراقيات من جميع الأعمار، ومن جميع الأديان الذين يخرجون إلى الشوارع كل يوم للمشاركة في التظاهرات. إنها لا تزال غير قادرة على التصديق "رؤية الكثير من النساء والفتيات المشاركات في الانتفاضة، يخرجن إلى الشوارع". والاستماع الى "كل هؤلاء الشباب الذين يستطيعون إبداء رأيهم في النهاية".
في يوم الثلاثاء 10 كانون الأول/ ديسمبر، انضمت الشابة إلى المواكب السائرة نحو ساحة التحرير في بغداد، العاصمة العراقية. احتفلت البلاد بالذكرى الثانية لانتصارها على داعش والذي اعتبرت عطلة عامة ... وقبل كل شيء كان هناك مظاهرة كبيرة انضم إليها سكان المدن القريبة مثل النجف وكربلاء والناصرية.
بعد مرور شهرين ونصف على بدء الانتفاضة، التي بقيت قوية ومستمرة بعزيمة. ومع ذلك، مثل كل المحتجين، كانت ميس خائفة، وخائفة للغاية، مساء يوم الجمعة، 6 ديسمبر. كان اليوم هادئًا إلى حد ما، "تمامًا مثل الأسبوعين الأخيرين". قرأ ممثّل آية الله العظمى علي السيستاني خطبة دعا فيها الرئيس إلى تعيين رئيس وزراء جديد "دون تدخل أجنبي"، لكنه تجنب تسمية إيران.
في اليوم السابق، اجتاح أنصاره - الحشد الشعبي، الميليشيات التي تم إنشاؤها لمحاربة داعش في عام 2014، والتي أُلحقت منذ ذلك الوقت بجهاز أمن الدولة - ساحة التحرير في استعراض للقوة، مما يدل على أن طهران لم تقل كلمتها الأخيرة بعد.
وتوضح ميس "إن الشرطة وقوات الأمن العراقية التي تقوم بدوريات حول ساحة التحرير لم تعد مسلحة. لا يفهم البعض السبب في تجريد الجيش والشرطة من السلاح، ولكن يعتقد انه لحماية المتظاهرين لأنه في الأيام الأولى للتظاهرات، كان هناك العديد من القتلى."
مقتل 20 متظاهرًا وأربعة من رجال شرطة
في المساء، وصلت مجموعة من الميليشيات الى جسر السنك وهو واحد من الجسور التي تربط شرق بغداد - حيث تقع ساحة التحرير- إلى الغرب، حيث تقع المنطقة الخضراء، بما في ذلك الوزارات ومنها وزارة الخارجية والسفارات الاجنبية. تؤكد ميس: "لم يكن أحد يعلم من أين أتوا أو من هم". على الفور ، بدأوا بإطلاق النار على المتظاهرين، مستهدفين بشكل خاص أولئك الذين كانوا موجودين في موقف للسيارات متعدد الطوابق." وقد قُتل ما مجموعه 20 متظاهراً وأربعة ضباط شرطة. ولا يزال العشرات من الأشخاص الذين قُبض عليهم وأُخذوا في الحافلات في عداد المفقودين.
عمليات الاختطاف، إحدى وسائل التخويف المستخدمة ضد المتظاهرين، لا يستثنى منها حتى الفتيات الصغيرات. زهرة علي، طالبة جامعية تبلغ من العمر 19 عامًا كانت تطبخ للمحتجين، والمعتصمين، اختُطفت في أوائل ديسمبر عندما خرجت للتسوق: بعد بضع ساعات، وجدها والدها مقتولة، وعلى جسدها علامات تعذيب عنيفة. كما هو الحال دائمًا في العراق، يظل القتلة رسميًا "مجهولي الهوية"، والتحقيقات التي وعدت بها الدولة لا تكتمل ولا تؤدي إلى نتيجة. وعيون المتظاهرين واتهاماتهم تتجه نحو الميليشيات الموالية لإيران.
تشجب ميس وتؤكد "وعندما غادروا القتلة، تركوا وراءهم الكثير من صناديق الذخيرة عليها علامات وكتابات إيرانية. وخلال الهجوم سمع بعض المتظاهرين، المسلحين يتحدثون باللغة الفارسية."، وبعبارة اخرى بلغة ايران. بعد عمليات القتل يوم الجمعة، 6 ديسمبر ، أمر زعيم هذه الميليشيات الموالية لإيران رجاله بعدم الاقتراب من المتظاهرين ؟! واعتبر المحتجين في التحرير، ذلك بمثابة اعتراف بالجريمة. ربما في إشارة للرد على ذلك الحدث، ففي ليلة الاثنين 9 إلى الثلاثاء 10، هزت مدينة العمارة أربعة انفجارات شبه متزامنة استهدفت منازل اثنين من زعمائهم.
كن مسالما، حماية لحياتك
ميس ، تصر على أن "المظاهرات تبقى سلمية."، تقول : "العديد من النساء يطبخن للنشطاء: عندما يرسلن الطعام في علب الكرتون، يكتبن:" كن مسالمًا، احمِ حياتك ". الأطباء يكررون نفس الكلام لهم. "لكن في بعض الأحيان، البعض ينهار أمام المشاهد الوحشية: "قال شاب في شريط فيديو إنه رأى شقيقه يموت أمام عينيه. وذكرت شابة الشيء نفسه عن صديق. وهذا يجعل الناس غاضبين وأنا أفهمهم."
إلى أي مدى ستذهب هذه الحركة، التي تميزت بالفعل بأكثر من 450 قتيلاً و 20000 جريح، ومعوق؟ لا أحد يستطيع أن يجيب على هذا السؤال. منذ استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في 29 تشرين الثاني/نوفمبر، العراق لا يمتلك حكومة. أمام رئيس الجمهورية برهم صالح مهلة حتى يوم الثلاثاء 17 ديسمبر لإيجاد رئيس وزراء بديل. وفي الوقت نفسه، يحاول قدر الإمكان، الوفاء بالوعود التي قطعها في بداية الانتفاضة لتهدئة غضب الشارع. في الأسبوع الماضي، صوت البرلمان لإصلاح المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، ويستعد الآن لاعتماد قانون انتخابي جديد. ترد ميس بسرعة : "لا أتوقع أي شيء"، بالنسبة لها "ليس لديَّ ثقة في سياسينا، إنهم يحاولون فقط كسب الوقت، لا يوجد تغيير حقيقي متوقع" من هذه الإصلاحات "يعطي القانون ميزة وأفضلية للأحزاب الكبيرة: المرشحين المستقلين ليس لديهم فرصة لانتخابهم. السياسيون هنا في العراق يريدون شيئًا واحدًا فقط: الإبقاء على مناصبهم."
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حرب غزة.. هل تتسبب في تفاقم الأوضاع في الأردن؟ | المسائية
.. 16 قتيلاً حصيلة 24 ساعة من القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب ا
.. العراق.. توجه لحجب تطبيق -تيك توك-! • فرانس 24 / FRANCE 24
.. الرهائن ووقف إطلاق النار.. آخر تطورات المفاوضات بين إسرائيل
.. واشنطن.. نتنياهو وافق على إعادة جدولة اجتماع رفح