الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المليشيات تعلن الحرب على الشعب العراقي!
مرتضى عبد الحميد
2019 / 12 / 15مواضيع وابحاث سياسية
في الدولة العميقة، كما هو الحال في العراق المبتلى بكل ما هو سيء في عالم السياسة، لا يكتفي قادتها وعرّابها القابع وراء الحدود، بالهيمنة السياسية والاقتصادية الاجتماعية على مفاصل الدولة والمجتمع، وانما يعملون على تحصين هذه الهيمنة بتشكيل أذرع عسكرية، يتم إنتقاء عناصرها عادة من اناس سماتهم الرئيسية، البلطجة والارتزاق والوعي الاجتماعي المشوه، لضمان التصاقهم بهم، وتفانيهم في خدمة مخططاتهم المعادية جملة وتفصيلاً لمصالح الشعب العراقي.
وهذه الاذرع العسكرية، ماهي إلا مليشيات وقحة ومنفلتة، لاتتورع عن ارتكاب ابشع الجرائم، إرضاء لأسيادها، وتجسيداً لحالة التخادم القائمة بينهما، وكانت طيلة السنوات الماضية، هي القوة الضاربة لهذا الحلف غير المقدس، ونفذت تبعاً لذلك كماً هائلاً من الجرائم والاعتداءات، تراوحت بين الخطف والضرب والاغتيال والابتزاز ومصادرة بيوت واملاك الاخرين بالتهديد أو التزوير، وكانت ضحاياها طائفة واسعة من المواطنين العراقيين، الذين لا ذنب لهم سوى عدم الولاء لهم، او يمتلكون ما يجعل لعاب هؤلاء القتلة يسيل بغزارة.
وفي الانتفاضة البطولية، التي إندلعت في الاول من اكتوبر، وأعادت للعراقيين كرامتهم، ووحدتهم الوطنية، ارتكبت هذه المليشيات جرائم يندى لها الجبين، وتوصم بالخزي والعار مقترفيها، بعد ان جاءتهم الاوامر بالتصدي للمنتفضين البواسل، وهم يعلمون جيداً، أن المتظاهرين ما خرجوا الى ساحات الشرف، إلا للمطالبة بحقوقهم المسلوبة، وإحتجاجاً على الدمار والخراب الشاملين، الذين زرعتهما ورعتهما الاحزاب السياسية والكتل المتنفذة، على حساب جوع واملاق الغالبية العظمى من الشعب العراقي.
إعتلوا في بادئ الامر سطوح البنايات العالية، ليمارسوا هوايتهم المفضلة، في حصد رؤوس وأجساد الشباب العراقيين، فأستشهد المئات، وجرح وعُوّق الالاف في مجزرة قل نظيرها في العالم المعاصر، إضافة الى استهداف بعض الاجهزة الامنية والعسكرية للمتظاهرين السلميين بالرصاص الحي، والقنابل المسيلة للدموع والمحرمة دولياً، وتصويبها الى الرأس لتصيب منهم مقتلاً.
وبعد أن جربت الحكومة وأجهزتها القمعية القسوة المفرطة والعنف اللامحدود، وإعتقال الالاف من المنتفضين، ومعها حزمة من الوعود الكاذبة، والاصلاحات الترقيعية، دون أن تحقق نجاحاً ولو كان ضئيلاً، بادرت الميليشيات مجدداً، الى أختطاف الناشطين وتغييبهم، ثم توجت نشاطها الاجرامي بمجزرة السنك، وبتواطئ مكشوف مع قيادات القوات الامنية والعسكرية التي كانت تحيط بالمعتصمين والمتظاهرين، ويفترض فيها حمايتهم، لكنها انسحبت قبل بدء الهجوم الغادر وأطفأت الكهرباء كلياً عن منطقتي السنك والخلاني، ليخلو الجو لهؤلاء الاوباش وينفذوا جريمتهم الوحشية، التي راح ضحيتها أربعة وعشرون شهيداً، وأكثر من سبعين جريحاً، أضيفوا الى قائمة الشهداء الابطال الذين افتدوا العراق بأرواحهم، ومن أجل كنس الطبقة السياسية الفاسدة.
ومن سخريات القدر، ان تدعي الحكومة في بياناتها، أن عصابات مجهولة الهوية قامت بأختراق الحاجز الامني، واطلاق النار على المتظاهرين، الامر الذي يدل على ضعفها والاستخفاف بها حد الاذلال والمهانة، من قبل الميليشيات ذاتها.
إن الانتفاضة الباسلة بأبطالها، وبالجماهير الغفيرة التي تدعمها وتساندها والاصرار الثوري على ديمومتها، والثبات في سوحها، سيؤدي لا محالة الى تحقيق أهدافها كاملة، وإلقاء أعدائها وسارقي خيرات بلدها في القاع من مزبلة التاريخ.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بنطلون -جينز- يثير أزمة في كوريا الشمالية! | #منصات
.. قطع للرؤوس وذبح في الشوارع نهاراً.. ما الحقيقة وراء دخول داع
.. لبنان وإسرائيل.. تصعيد وتهديدات باجتياح بري | #غرفة_الأخبار
.. نشرة إيجاز - إصابة 3 مستوطنين إسرائيليين في عملية إطلاق نار
.. الجيش الإسرائيلي: دمرنا نفقا بطول كيلومترين ونعمل في نطاق حي