الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يوجد حتميه تاريخيه!

ادم عربي
كاتب وباحث

2019 / 12 / 17
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


يقول ماركس :
"“Men make their own history, but they do not make it as they please they do not make it under self-selected circumstances, but under circumstances existing already, given and transmitted from the past"
ان الناس يصنعون تاريخهم بيدهم؛ إنهم لا يصنعونه على هواهم. إنهم لا يصنعونه في ظروف يختارونها هم بأنفسهم بل في ظروف يواجهون بها وهي معطاة ومنقولة لهم مباشرة من الماضي.
.
التاريخ مع الاسف ورغم إرادتنا مجمعة وموحده لا يصنعه الاشخاص ولا يصنعه الافراد ولا حتى من بطولات فرديه بجميع مسمياتها ثوريه تقدميه او رجعيه .. الخ ولجهة كون السبب التاريخي والمتمثل في كون البشريه ليست مركز الكون وغرض الحياة ، ولا بدايه ولا نهايه حتميه لها الا في علم اللاهوت وهو لا مجال له هنا .

التاريخ هو نتاج جماعي للبشر ، نتاج الفعل المشترك والمتحول والمتحرك تطورا وتفاعليا ، دون وجهة مسبقه يتم تحديدها ، بل هو يتحرك في كل الاتجاهات الممكنه والمتاحه ، وفق موازين القوى الاجتماعيه في الزمان والمكان ، ولا يمكن رصد او تنبؤ" ايٍ كان" بمنتهى هذه الحركه الناتجه عن تفاعل وتبادل علاقات بين الناس في لحظه معينه في مسيرة حياتهم ، ان العلاقات الاجتماعيه والتي يتبادلها الافراد ليست وفق ارادتهم بل رغما عنهم لجهة ووفق تموقعهم في عملية الانتاج ودور كل منهم .. بصفتهم ترسا في ماكنه لها حاجه ودور محدد في انتاج وسائل عيشهم واعادة انتاجها بشكل مستمر دون انقطاع في مسيرتهم الانسانيه ، تستحوذ طبقة المالكين على النصيب الاكبر ، وفرض الاقل على من لا يملكون " لوسائل الانتاج " سواء كان نظام الانتاج اقطاعيا او راسماليا او ما بين الاثنين ، يتم فرض الاقل ثم الاقل تدريجيا على من لا يملكون سوى قوة عملهم للمضاربه بها في سوق العمل او سوق التبادل السلعي ، وهذه الجموع هي التي تصنع التاريخ او بالاحرى والادق هي التي تتحرك نسق ووفق وجهة التاريخ ، الذي يطلب التماهي والتوحد مع الانسان ليكون هو نفسه وذاته ، ليكون منتهاه ، ليكون الانسان هو التاريخ وليصبح التاريخ إنسانيا لما يستوجب توقف إغترابه .

"ان الناس يصنعون تاريخهم بيدهم؛ إنهم لا يصنعونه على هواهم. إنهم لا يصنعونه في ظروف يختارونها هم بأنفسهم بل في ظروف يواجهون بها وهي معطاة ومنقولة لهم مباشرة من الماضي."
على ان الناس وهم يحاولون تغيير انفسهم والاشياء المحيطه بهم لخلق شيء جديد لا وجود له من قبل ، يستخظرون روح الماضي لتخدم مأربهم ومقصدهم ، ان الاجيال الغابره وثقافتها تجثم كابوسا على ادمغة الاحياء ، تراهم يستعيرون من الماضي ارواحه لتخدم مآربهم ، ولذلك نراهم على مسرح التاريخ كمن تعلم لغة جديده كمبدتئ ويريد التحدث بها بعد ترجمتها بالفكر الى لغة الاصليه ، الاجيال اللاحقه سوف تتكلم اللغه الحديثه بلا شك
هكذا مسيرة كتابة تاريخ البشريه من وجهة نظر الماركسيه حيث يخرج من بين صراعات الماضي والحاضر نموذجا اخر لكن لا بد له من نفي جزء من ماضيه تفاعلا وتحولا وصولا الى انسجام الواقع مع الفكره الى ان يهتز الواقع مره اخرى تحت تاثير فكره جديدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي


.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024




.. الشرطة الأميركية توقف متظاهرين بعدما أغلقوا الطريق المؤدي لم


.. اعتقال متظاهرين أغلقوا جسر البوابة الذهبية في كاليفورنيا بعد




.. عبد السلام العسال: حول طوفان الأقصى في تخليد ذكرى يوم الأرض