الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ردًا على العقوبات الاميركية ضد قادة الميليشيات، عبد المهدي والاحزاب تعطي الإذن بالإسراع بتصفية ثوار تشرين.

سمير حنا خمورو
(Samir Khamarou)

2019 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


بعد فشل السلطة العراقية، ومعها الميلشيات المسلحة في انهاء الاحتجاجات والاعتصامات في العديد من المحافظات رغم استخدامهم كل أساليب البطش، من قنص والخطف، والاعتقالات والتعذيب، وكل هذا موثق بالصوت والصورة وفي الصحف والمواقع الصحفية، ومنظمات دولية معنية بحقوق الإنسان مثل "هيومن رايتس ووتش"، و"منظمة العفو الدولية"، ولا توجد وسيلة اعلامية عربية أو غربية لم تتناول ما يحدث في العراق من حملة قمع مروعة تهدف لقتل وترهيب واعتقال الناشطين السلميين، مع التأكيد على ان المتظاهرين لا يرفعون بوجه قوات السلطة غير العلم العراقي والمطالبة بوطن، وليس وراءهم حزب او جهة داخلية او خارجية وهذا ما اثار استغرابهم من اطلاعي على الصحافة والقنوات التلفزيونية الغربية. وبالرغم انهم تجاهلوا في البداية ثورة الشباب العراقي بوجه الظلم والفساد والعمالة لإيران، ولكن استمرارها بقوة وثبات أرغمهم على التحدث عنها بل وحتى الإعجاب بها. فمنذ انطلاقتها المباركة في الأول من تشرين/اكتوبر، سجلت الانتفاضة، نقلة نوعية ووعي ولوحت بالهوية العراقية نابذة الطائفية، انها انتفاضة عابرة للأديان والمذاهب والإثنيات، وكلما زاد اصرار المنتفضين على تحقيقين مطالبهم العادلة، كلما زادت احزاب السلطة الاسلامية والميليشيات المسلحة التابعة لها في مجابهة هذا الحراك الوطني بمختلف الأسلحة، والتآمر مع الجارة ايران عبر قائد فيلق القدس. ارتكبوا مجازر في كربلاء والنجف والناصرية والعمارة راح ضحيتها المئات من الشباب وآلاف من الجرحى والمعوقين.

ومع كل هذا زاد اعدد المتظاهرين وعندما شاهدوا ان المتظاهرين متمسكين بالسلمية، فجأة قررت الميليشيات والأحزاب تسيير تظاهرات مضادة ومناوئة، إلى ساحة التحرير، لاستفزاز المتظاهرين، وهي خطة مشابهة للخطة التي استخدمها الحرس الثوري الإيراني باخراج مظاهرات في العديد من المدن الايرانية للتنديد بالمتظاهرين السلميين، ومهاجمتهم واثارة الرعب، واتهامهم بانهم عملاء مدفوعين من قبل دول خارجية، وفي الصباح دخلت إلى نفق التحرير مجاميع تابعين للحشد الشعبي، واُخرى تابعة لحزب الدعوة والمجلس الأعلى وبدر، والحكمة، حاملين الأعلام الخاص بكل فصيل بالاضافة الى صور السيستاني. وفي المساء قاموا بطعن 11 شابًا بآلات حادة، وسكاكين، وباءت هذه الخطة بالفشل.

وفي مساء اليوم التالي 6 تشرين الثاني/نوفمبر قُطع التيار الكهربائي عن ساحة الوثبة والخلاني وتحت جنح الظلام، دخلت أعداد من المركبات البيضاء اللون فيها عنصر من ميلشيا عصائب أهل الحق والخرساني، وحزب الله، (في حين ان وزارة الداخلية أطلقت عليها ميليشا مجهولة الهوية)، بزي موحد، وفتحوا النيران بشكل عشوائي من بنادق “كلاشنيكوف” (AK-47) ومدافع رشاشة من طراز “بي كي”(PK) على المتواجدين، وكانوا قد ارسلوا قبل يوم عناصرهم للدخول الى كراج السنك، بحجة انهم متظاهرين وقاموا بارتكاب جرائم شنيعة، واطلاق النار على الشباب، واشعال النار في المرأب المكون من خمسة طوابق الذي يقع قبالة ساحة الخلاني، والذي شغلوه المعتصمين منذ 16تشرين الثاني/نوفمبر وقاموا بالقاء الشباب من فوق بناية الكراج، حتى بعض الفتيات المسعفات لم يسلمن منهم فقد اعتدوا عليهن. والغريب والمثير للتساؤلات اختفاء القوات الامنية فجاة وتركوا القتلة يتحركون بكل حرية لساعات وقبل ان ينسحبوا القوا القبض على العشرات من المتظاهرين وأخذوهم معهم إلى أماكن مجهولة، وكانت حصيلة تلك الليلة 22 شهيدًا، وأعداد كثيرة من الجرحى. واعتبرت منظمة العفو الدولية أن "الهجوم كان جيد التنسيق" من قبل "رجال مدججين بالسلاح في قافلة طويلة من المركبات وهذا يطرح "تساؤلات جدية حول كيفية تمكنهم من عبور نقاط التفتيش في بغداد وارتكاب مثل هذه المذبحة". وقد صرح مصدر طبي انهم قتلوا بالرصاص والطعن بالسكاكين 29 شابا على الأقل، وجرحوا ما لا يقل عن 137 شخصا آخر، بالرصاص والطعن بالسكاكين.

وعندما وجدوا ان كل تلك الوسائل لإنهاء التظاهرات والاحتجاجات باءت بالفشل، فانتقلوا إلى التوسع في عمليات الاختطاف والاغتيال بمسدس كاتم الصوت لإخافة وترهيب النشطاء، ومن تلك الجرائم الجبانة اغتيال فاهم الطائي (53 عاماً)، وهو ناشط بارز شارك في التظاهرات المناوئة للحكومة منذ أيامها الأولى، اغتيل برصاص مجهولين على دراجة كهربائية في وقت متأخر من ليل الأحد/ الاثنين 9 كانون الأول/ ديسمبر في مدينة كربلاء، وإصابة إيهاب جواد الوزني، وفي اليوم التالي 10 كانون الأول، اغتيل الشاعر "علي اللامي". وبعد ثلاثة ايام تم اختطاف واغتيال الصحفي سامي شكارة، الذي يعمل بفضائية الحرة والناشط سيف راضي وألقيت جثثهم على طريق شرقي القناة.

وامام صمت المسؤولين الأمنين والحكومة، والأحزاب تجاه جرائم الخطف والاغتيالات، لا يشك الثوار بان الخاطف والقاتل المجهول، معلوم لدى ساحات الاعتصامات والرأي العام العالمي وهو تابع لميليشيات الأحزاب الإسلامية، والمثير للاستغراب، ما ان أعلنت وزارة الخزانة الأميركية يوم الجمعة 6 كانون الأول/ديسمبر فرض عقوبات على أربعة عراقيين بينهم ثلاثة من قادة الميليشيات المرتبطة بإيران، بتهمة انتهاك حقوق الإنسان وقتل المتظاهرين، بالإضافة إلى ضلوعهم بقضايا فساد، والأربعة الذين طالتهم العقوبات هم زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي وشقيقه ليث الخزعلي، ومدير أمن الحشد الشعبي حسين فالح المعروف باسم أبو زينب اللامي، وزعيم تحالف المحور الوطني في البرلمان العراقي خميس فرحان الخنجر. اسرع رئيس الوزراء المقال عادل عبد المهدي لإصدار بيان يوم الأحد، يدافع عن القتلة والفاسدين ومما جاء فيه "رفضنا واستنكرنا ادراج اسماء قادة وشخصيات عراقية معروفة لها تاريخها ودورها السياسي ! ... كذلك نرفض ونستنكر اهانة اعلام وصور زعماء لبلدان لنا معها علاقات واتفاقات"، وكأنه بذلك أعطى الضوء الأخضر للميليشيات بتكثيف عملية الاغتيالات ضد المتظاهرين، ولَم تمرّ الا ساعات قليلة وفي نفس اليوم، الأحد 15 كانون الأول، أعلن عن إغتيال المتظاهر الشاب (محمد جاسم الدجيلي) في شارع فلسطين وهو خريج كلية ومن سكنة حي الإعلام في بغداد. كما أن مسلحين مجهولين أقدموا على اغتيال الناشط المدني(حقي اسماعيل العزاوي) بينما كان يستقل دراجته في منطقة الشعب شمالي العاصمة بغداد. وامتدت عمليات قتل الناشطين الى مدينة اسطنبول التركية حيث اكدت "اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين" اغتيال الناشطه المحامية (سجى عبد الكريم الراوي) بعد خروجها من السفارة العراقيّة، وتعرض الناشطين (علي حمزة المدني) من سكنة محافظة بغداد والناشط المدني (ثائر كريم الطيب) من من محافظة الديوانيه الى محاولة اغتيال بعبوة لاصقة في السيارة التي يستقلونها أدت إلى إصابتهم بجروح. والأحد أيضا، تعرض الناشط (باسم الزبيدي) من محافظة ميسان إلى محاولة تصفية من قبل مسلحين واصيب بطلق ناري. واغتيل الناشط (محمد جاسم)، كما تعرض الناشط (الدكتور مهند الكعبي)، أحد أعضاء تنسيقية كربلاء للحراك المدني المستقل، لمحاولة اغتيال بعبوة استهدفت سيارته أثناء وقوفها في منطقة سيف سعد، و"هو مصاب يرقد بالمستشفى"، بحسب بيان الحراك المدني في العراق نشر يوم الاثنين. بالإضافة إلى ازدياد عدد المخطوفين من الناشطين في بغداد وكربلاء، والناصرية، والسماوه، والنجف، والديوانية والبصرة والحلة، منهم الناشطة اسماء سمير، والناشطين بندر الشرقي وغيث الجبوري، وكشف اخيراً عن احد السجون السرية التابع للفصائل المسلحة، فقد أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان والمركز العراقي لتوثيق الجرائم النقاب يوم الاثنين 16 كانون الاول/ ديسمبر؛ أنّ مجموعات مسلحة اختطفت 300 متظاهرًا على الأقل في الآونة الأخيرة، من ساحة التحرير أو بالقرب منها أثناء مشاركتهم في الاحتجاجات السلمية المتواصلة منذ أكثر من (75) يوما في العاصمة العراقية، وأودعتهم تعسفاً في سجن سري تابع (للحشد الشعبي) كان مقرًا لإحدى الفصائل المسلحة بالقرب من منطقة زراعية جنوبي بغداد. وأخر جرائمهم كانت صباح يوم الثلاثاء الماضي، فقد تم (اغتيال محمود ابو مريم)، عامل في محل للجلود بالعامرية طعنا بالسكاكين جريمته انه يوزع الطعام في ساحة التحرير، واغتيال المتظاهر (رائد جابر)، أستاذ اللغة الإنكليزية المتقاعد من قبل مجهولين أو ما تطلق عليه السلطة الجهة الثالثة. واغتيال (علي فرحان) الأستاذ بمعهد النفط في ميسان، بوضع عبوة ناسفة بسيارته، يوم 19 كانون الأولى من قبل مجهولين أمام داره في الحي العصري بناحية مندلي في ديالى.
وامتدت يد الغدر يوم أمس السبت 20 كانون الأول إلى الناشط المدني الشاب (علي محمد العصمي، مواليد 1993) مسلحين ملثمين يستقلون سيارة نوع بيك اب نيسان لا تحمل لوحات تسجيل، واعترضوا سيارته في تقاطع الشيباني وأجبروه على الترجل منها وقتلوه أمام المارة”، وهذه اول جريمة اغتيال في الناصرية وبوضح النهار، وكان علي وشقيقه الأكبر سلام من الناشطين المشاركين بتظاهرات ساحة الحبوبي منذ انطلاقها، وقد نصبوا أحد سرادق الاعتصام منذ شهر تقريباً”. وفي نفس اليوم كان اخر ضحايا الاغتيال السياسي الناشط (علي الأسدي) في منطقة بغداد الجديدة، والناشط (محمد جاسم).
وللاغتيالات رسالة مزدوجة الأولي إلى الشباب المنتفضين؛ بانهم يستطيعون ملاحقة واختطاف وتصفية كل من يطالب بالتغير السياسي، ويقف بوجه الأحزاب الإسلامية الشيعية والميليشيات التابعة لايران ويتعرض لولاية الفقيه والرموز الإيرانية، والثانية إلى الرأي العام العربي والرأي العام الغربي، وخاصة الولايات المتحدة الاميركية، باننا نقتل ونغيب من نريد وعقوباتكم لا تؤثر علينا، ومصالحكم تحت رحمة ضرباتنا وكما ترون اننا فقد صعدنا المواجهة وخطفنا وقتلنا وأنتم تكتبون وتنشرون مجرد بيانات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انطلاق معرض بكين الدولي للسيارات وسط حرب أسعار في قطاع السيا


.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على بنى تحتية لحزب الله جنوبي




.. حماس تنفي طلبها الانتقال إلى سوريا أو إلى أي بلد آخر


.. بايدن يقول إن المساعدات العسكرية حماية للأمن القومي الأمريكي




.. حماس: مستعدون لإلقاء السلاح والتحول إلى حزب سياسي إذا تم إقا