الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المرأة بين قيم الإسلام الخالدة ودين حزب التحرير
نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)
2019 / 12 / 25
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
• نهاد ابو غوش
تبدي الأطراف الظلامية والرجعية عداءا غريبا تجاه المرأة وحقوقها وإنسانيتها، وهي بذلك لا تتورع عن مخالفة مرجعياتها الفكرية والدينية المدّعاة، وتتعامل مع هذه المرجعيات (القرآن والسنة في حالتنا) بشكل انتقائي استنسابي، أي تختار ما يوائم رؤيتها العدائية للمرأة وتنبذ ما لا يوائمها، شأنها في ذلك، شأن موقفها من الآخر مسيحيا كان أو يهوديا أو حتى من أتباع طائفة أخرى من نفس الدين.
يعزز هذا المنطق نفسه بالتعسف في تأويل آيات القرآن، ونزعها من سياقها، أو الاستناد إلى الأحاديث والمروّيات الضعيفة، المهم أن تسند وجهة نظره، متجاهلا في الوقت عينه ما يخالف رأيها المسبق من المرأة، مثلا يجري إهمال دلالات حديث الرسول عن عائشة " خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء"، أو " النساء شقائق الرجال لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم، وبدل ذلك يكثر الاستشهاد بالحديث المنسوب للنبي محمد القائل " ما أفلح قوم ولّوا أمورهم امرأة" وهو حديث جاء في سياق حملة تعبوية خاضها الرسول على دولة الفرس في غمرة ضعفها وانحدارها، وبعد عقود قليلة من مشاركته في حملة القبائل العربية ضد النفوذ الفارسي الساساني فيما عرف بمعركة ذي قار، بينما يتجاهل أصحاب هذه الرواية قصة بلقيس التي تحدثت عن النبي سليمان ( بحسب القرآن) بكلام فائق الاحترام ( قالت يا أيها الملأ إني ألقي إليّ كتاب كريم، وأسلمت واسلم معها قومها، أي أن قومها أفلحوا بالنتيجة على الرغم من إسنادهم أمرهم لامرأة.
يمكن أيضا الاستشهاد بما ورد في القرآن عن السيدة مريم التي قالت عنها أمها حين وضعتها "وليس الذكر كالأنثى" فيتخذه البعض دليلا لتفوّق الذكور على الإناث بالمطلق، مع أن آيات كثيرة أخرى تشير إلى مكانة مريم السامية المطهرّة والمصطفاة والمفضلة على نساء العالمين بمن فيهن زوجات الرسول.
ويبدو جليا أن للقوى الظلامية: حزب التحرير وداعش على وجه الخصوص، دينا آخر، ليس هو الدين الذي تعلمناه وتربينا عليه وصار عنصرا حاسما من عناصر ثقافتنا وهويتنا الروحية والقومية والوطنية، إنه ليس دين العدل والحرية التي استلهمها عمر الفاروق بقوله (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) وليس دين المساواة ( الناس سواسية) والكرامة والتسامح "ولقد كرمنا بني آدم" بل إن دينهم هو دين السبي والقتل ( جئتكم بالذبح) ومعاداة الآخر (تحريم معايدة المسيحيين). إنه الدين الذي يطير صواب أصحابه ويتنافخون غضبا وشرفا مزعوما إذا جرى الحديث عن رفع سن الزواج ليصل على الأقل إلى سن المسؤولية القانونية والجزائية، وهي نفس سن إكمال الدراسة الثانوية، بينما لا تثور ثائرة هؤلاء حين يسمعون عن تعذيب فتياتنا وأسيراتنا بطريقة "الموزة"، ولا بمنع الأسيرة إسراء الجعابيص من تلقي الحد الأدنى من الرعاية الصحية اللائقة التي تنسجم مع جروحها وأوجاعها.
وكثيرا ما نجد الدعاة والشيوخ المحسوبين على هذه التيارات يتلذذون ويفرطون في سرد وشرح الجوانب الغرائبية لدينهم المنسوب زورا للإسلام، كشهادات وجدي غنيم عن قتل خالد بن الوليد للأسرى، أو حديث المدعو أبو اسحق الحويني عن قتل خالد لمالك بن نويرة وطبخ رأسه، أو الشيخ محمد علي الشنقيطي الذي وعد كل مسلم بنحو عشرين ألف حورية، مدة كل لقاء مع الحورية سبعون سنة، ولا يبتعد عن هؤلاء المدعو عصام عميرة الذي صاغ وألقى الوثيقة المنسوبة زورا لعشائر الخليل، وحديثه العدواني الدائم عن المسيحيين وضرورة تدفيعهم الجزية.
ما يجمع هذه الروايات هو النظر للمرأة باعتبارها شيئا، موضوعا للجنس، ماكينة لإنجاب الأطفال وتربيتهم، مكانتها أعلى قليلا من الدابّة ولكنها حتما أقل من أي ذكر رقيع أو "صايع" بلهجتنا ولذلك لا مشكلة لديهم في الدخول بفتاة "مربربة" إذا كانت صحتها تسمح بذلك، وهذا ما يفسر الاستنفار والجنون في ما نصت عليه سيداو في مسائل المساواة في الإرث والوصاية والولاية.
دين حزب التحرير ومن والاه ليس من الإسلام، بل مزيج من التقاليد القبلية البالية، كمن يقول لك عند ذكر المرأة "أجلّك الله"، هذه التقاليد التي تحط من قدر المرأة اختلطت مع مخازي المسلمين وليس الإسلام، مع ما صدرته لنا الطفرة النفطية من نموذج وهابي، ومع مؤثرات استعمارية وصهيونية لا يمكن للعين اليقظة أن تخطئها.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - عن اي قيم تتكلمين. هداك الالاه
سمير آل طوق البحراني
(
2019 / 12 / 25 - 09:52
)
اختي الكريمة بعد التحية. ان ما يقوم به (دين) حزب التحرير هي تعاليم دين الاسلام من الفه الى يائه واعتمدي على القرآن في كل كلامك عن تكريم النساء ولا تلجئي الى احاديث ليس لها وزن في ميزان العقل والمنطق. ان حديث خذوا نصف دينكم من عآئشة يضرب الاسلام في الصميم لانه يعني ان الوحي خاص بين زوجها وبينها وان صحابته ليس لهم علم بذالك وهذا نفص في تادية الرسالة. الاخت الكريمة ان الاحادبث الواردة في تمجيد عآئشة او غيرها احاديث خلقتها التحزبات والسياسة لاهداف نفعية لا غير. ان جل الحديث في كتب الصحاح مروية عن ابي هريرة. اما تكريم المرآه فان كرامتها هي شهادة الرجل تساوي شهادة امراتين. اما في النكاح فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع وما ملكت ايمانكم وانت تعرفين ما معنى ملك اليمين. اما في النفقة فلا نفقة للمراة الناشز كما ان لباس الحرة يختلف عن لباس الامة لان الامة لا كرامة لها. هناك الكثير الكثير من حط قدر المرآة. ارجعي الى تاريخ الخلفاء فستجدين قصورهم ملاى بالامى قدوة بمؤسسي الاسلام. واختم قولي عن اي قيم تتكلمين وعن اي عتب تعتبين على حزب التحرير. الصدق مع النفس اولى من المغالطات. سلام.
2 - استدراك
سمير آل طوق البحراني
(
2019 / 12 / 25 - 13:21
)
التعليق يجب ان يكون موجه الى رجل وليس لامراة لسبب الالتباس في الاسم. المعذرة.
.. تمثال إيميلين بانكهراست
.. أول امرأة تترأس مجلس إدارة المركز الإعلامي بأول وأقدم جامعة
.. إحدى النازحات آمنة محمد
.. النازحة م م
.. -ننتظر سن قانون لمكافحة العنف ضد النساء والحركة النسوية متعث