الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شحرور ومدرسة عدم الترادف في اللغة

عادل محمد العذري

2019 / 12 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المنهجُ والفكرُ ، لا يُدحض إلاّ بمنهج الفكر.والنّاس لم تعد كما كانت عليه في سالف الزمان الغابر يُسمعها السلطان ما يشاء ،ويقدّم لهم علماء السلطان أو غيرهم الدين سماعاً – دون جدل أو نقاش- في ثورة المعلموات، لم يعد هناك قدرة للسيطرة على عقول أولئك الذين يفتشون عن الحق في الدين – وفي سائر قضاياهم الحياتية - بعقولهم و إيمانهم. فالدين مرآة الحياة والواقع، ووسيلته ليس ما يقال، بل ما يمارس على أرض الواقع، من أفعال في مجال المعاملات بين فئة الناس، وينعكس صدء تلك المعاملات، من رحمة ومحبة بين الناس ،ومن واقع العدل والمساواة بينهم. وما تكلم به شحرور بعد قرون خلت. سار المتلقين فيه لِعلم التشريع على منهج مدرسة المترادفات وذاك شأنهم ، والعقول تريد أن تهتدي ،لِما تطّمن إليه من الحق ،بأعتباره مناط التكليف. أما مدرسة عدم المترادفات كان أتباعها، يكتبون عنها منذ زمن . حتى جاء د. شحرور فوضف ذلك المنهج في مشروع دراسة المنهج القرآني ،وكما يقول هَو أوقف من عمره و حياته خمسين عاماً لذلك المشروع – لم تشفع له عند مخالفية ليكن من أهل العلم الشرعي- فمقدمة المدرستين مختلفة ،ولذلك ما ترتب عليها من أحكام ونتائج مختلفة بالضرورة من الناحية المنطقية ( عبر علم المنطق). نظيرية شحرور تُهدم من الناحية المعرفية ،ولا يتم الأخذ بكل النتائج التي قال بها – كما يعتقد مخالفية من ناحية معرفية- عندما يتم دحض نظرية الترادف في اللغة. عندها فقط يمكن القول كل النتائج التى توصل لها باطلة. كون مقدماتها باطلة. عدا ذلك يكون ما يقال عنه، كأنما يطلب النارمن البحر ويستمطر الصخر للوقوف على تصديقه. كيف ننظر للترادف – ونحن لسنا من أهل اللغة- ؟ يقول السيد الهاشمي فِي سياق حديثه عن تركيب الكلمات ( واللغة فعلٌ لِساني ، ألفاظُ يأتي بها المتلكلم لِعرّف غيرهُ ما فِي نفسهِ من المقاصد والمعاني..الكلمةُ هي اللفظ المفرد الدّال على معنى.. – ويتحدث عن اللفظ – أي لفظُ مفرد عيِّنهُ الواضع لِمعنى ، بحيث متى ذكر اللفظُ فُهم منه المعنى الذي عين هو له ،و فَهمهُ منه هو دَلاَلَتُهُ عليه )1 . فضلاً عن ذلك، الميل لحقيقة أن الشئ يوجد أولاً ثم يوضع له اللفظ للتعبير عنه،وصورة الشئ في الذهن هو معنى ودلالة الشئ. بادئ ذي بدء ، ما هو الترادف – حتى يكون القارئ على بينة منه- الترادف في المعنى الاصطلاحي – كما يقرره فقها اللغة- ( ... من إطلاقه على كلمتين أو أكثر تشترك في الدلالة على معنى واحد)2. وفي ( المزهر للسيوطی ( ت 911ه) الذي أفرد فصلاً خاصاً له ، بعنوان : معرفة الترادف ، نقلاً عن الإمام فخر الدين قوله " هو الألفاظ الدالة على شئ واحد بأعتبار واحد. قال: واحترزنا بالافراد عن الاسم والحد ، فليسا مترادفين، وبوحدة الاعتبار عن المتباينين ، كالسيف والصارم ، فأنهما دلاّ على شئ واحد ، ولكن باعتبارين أحدهما على الذات والآخر على الصفة ( موجز العلوم العربية، عدد من الكتاب))3. فِي البحث، المقتبس منه لمجموعة من الباحثين، تحت عنوان " الترادف في اللغة حقيقة أم وهم؟!!) ، وينتصرون فيه لمذهب الترادف، تأتي بعض المغالاطات التصورية في سياق مقدمة البحث، يقول الباحثون ( الترادف ما يتبادر في ذهن القارئ أو السامع أو المتكلم من معنى موحد لكلمتين أو أكثر أي هو في حقيقة الأمر اشتراك معنوي، ....، إذا كان لفظ يدلُ على معنى واحد عند فردين فمعناه بالضرورة ما ورد في ذهنيهما- مثلاً على ذلك االذراع والساعد- )4 . نترك فقها اللغة جميعاً،ونناقش القضية من جانب آخر بحقيقة الرياضيات، لمن يعقل بعض المفاهيم عن مفهوم الفئة والعلاقة والدالة - من التعليم المدرسي قبل الجامعي - وطبيعه العلاقة بين المدرستين اللغويتين. لِنتصور الأشياء بلغة الفئات – كما في الرياضيات- لو لدينا فئة الكلمات ، تحتوي على جميع الكلمات في لغتنا العربية،وفئة المعانى كذلك كيف يتم التصور بالنسبة لمدرسة الترادف؟ هل التصور الذهن للمعنى الواحد لِلفظِ متعدد يستقيم من الناحية العقلية؟ عندما يقول شخص ما، أمتلك دار=بيت=منزل ياوى إليه. هل الصوورة ذهنية عند المتلقي بداهة واحدة. هل من يسكن فِي خيمة أو صفيح من الزنك أو شقة من غرفتين أو شقة واسعة متعددة الغرف أو فلة أو قصر أومقبرة أو...؟ الصورة الذهنية واحدة في التكوين المادي لتلك المفرادات؟ منطق العلم يكذب ذلك الادعاء بتحليل المنزل والبيت والدار،فالصورة الذهنية ليست واحدة. طالما لم يحدد تعريف البيت والمنزل والدار بمواصفات معينة ، في التصور الذهني عند الإنسان. لو قدمنا رسم تخطيطي لتلك العلاقة في مدرسة الترادف يكون على الشكل التالي: تتخذ الكلمات المتعددة معنى واحد ، أي صورة ذهنية واحدة. تمثل علاقة دالية بين الفئتين. أنظر الصورة المرفقة. ثم لو تسألنا هل لكل موجود صورة؟لو قلنا نعم،فهل تلك الصورة الذهنية واحدة؟ وإن كان ذلك كذلك،فلماذا يعبر عنه بأكثر من لفظ؟ طالما أن الموجود واحد والصورة واحدة. أليس ذلك مدعاة للغموض عن الموجود وصورته! بحجة ثراء اللغة بالمفردات. نأتي لمدرسة عدم الترادف في اللغة. يُنكرون وقوع ظاهرة الترادف في القرآن ،فهم يرون الفروق الدقيقة بين الألفاظ تُعدُّ وجه من وجوه الإعجاز يقول ( الجاحظ ( ت255ه) ألا ترى أن الله تبارك وتعالي لم يذكر في القرآن الجوع إلا في موضع العقاب أو في موضع الفقر المدقع،والعجز الظاهر،والناس لايذكرون السغب ويذكرون الجوع فِي حالة القدرة والسلامة ، وكذلك ذكر المطر،لا تجد القرآن يلفظ به إلاّ فِي موضع الإنتقام ، والعامة وأكثر الخاصة لا يفصلون بين ذكر المطر وذكر الغيث...ولا يتفقدون من الإلفاظ ما هو أحق بالذكر وأولى بالاستعمال ( البيان والتبيين 1-20 )5. ومن أنصار مدرسة عدم الترادف ( ( الخطابي(ت 388ه)، الخطيب الإسكافي (ت 420ه)،والزملكاني (ت 651ه )، السيوطي ( ت911ه )، مصطفى صادق الرافعي( ت 1937 ه) الدكتور أحمد بدوي)6. ما يهمنا أن هناك مدرسة عدم الترادف في اللغة، ومن أتباعها الدكتور شحرور. والتي تعتبر اللفظ لا يحتمل أكثر من معنى أو صورة ذهنية وحيدة عنه تمثله. انظرالشكل الصورة الثانية المرفقة في الشكل التصوري ، العلاقة الدالية تحمل صفات الإحادية والشاملة في المفهوم الرياضي، وهي أكثر دقة علمية في النموذج الرياضي. في هذا النموذج على الأقل لابد من حدود التعريف للفظ المذكور ، كي لا ينصرف الذهن لغيره. نستنتج من ذلك أن قضية الترادف من عدمه في اللغة، تمثل في محاولة فهم وإدراك النص من المطلق – الله- بمفاهيم النسبي وهو الإنسان ، بمحدودية قدرات الإنسان المعرفية،عمن ليس بمحدود القدرة والمعرفة.
ملاحظة: لِعدم تحميل الصورة في الموقع،يُمكن متابعتهاعلى موقعنا في الفيس.



المصادر:
1. القواعد الأساسية للغة العربية،تأليف احمد الهاشمي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع،بيروت لبنان.
2. الترادف في اللغة حقيقة أم وهم؟!!، عظيم حمزة مطورى وآخرون،قسم اللغة العربية،جامعة آزاد إيران.
3. نفس المصدر-2.
4. نفس المصدر-2.
5. حقيقة الترادف في القرآن الكريم، شكرآن حميد شراكة، وحمدان حبيب حمزة. بحث على النت.
6. نفس المصدر 5.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س