الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدتي ودعاة التوريث

أحمد طارق

2006 / 5 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


على مدار الأيام الثلاثة الماضية، تابعت بمزيج من الدهشة وخيبة الأمل .. مقالات لكتاب أحترمهم شخصا وفكرا، تروج لدعاوى توريث الحكم في مصر (بغض النظر عن كونه توريثا مباشرا أو من خلال إحدى مسرحيات الديموقراطية التي تنصبها حكومتنا الرشيدة عندما تحتاج أن تمرر شيئا لا يمر)..
و طبعا هذا التأييد ناتج عن خوفهم الشديد من التيار الديني متمثلا في الإخوان المسلمين..
وهكذا ولمرة أخرى يثبت المثقفون المصريون أنهم يفكرون بنفس العقلية المصرية العتيدة التي هي السبب لكل ما وصلنا له من تردي ...
نفس اللثقافة المستقبلة للحدث .. العاجزة تماما عن المبادرة.. نفس الثقافة التي تحمل جدتي العجوز وتعبر عنها- بعد أن تمصمص شفتيها علامة على عدم الحيلة- قائلة ((إيه اللي رماك على المر- اللي أمر منه))..
هل ندرك أولا أن خلافنا مع النظام الحاكم ليس خلافا شخصيا مع الطيار محمد حسني مبارك؟؟
ألا ندرك أن خلافنا الأساسي هو مع الذي يمثله الرئيس والوزراء والحزب الواطي الديموقراطي والمحليات ووزارة الداخلية (بل والمعارضة المستأنسة) التي تشكل كلها النظام الفاسد الكليبتوقراطي الدكتاتوري الفاشل...!!
إذا فرضوخنا للتوريث خوفا من تيار محدد ليس إلا مسكن قصير المفعول ،، فالطغمة الحاكمة لن تتغير ، نفس مراكز القوى نفس الفاسدين، بغض النظر عن إسم الجالس على قمة الهرم (حسني ، جمال، كمال،، صفوت كان أو عمر)..
الظروف التي أدت إلى نمو التيار الديني مازالت هنا، نفس الفساد والقمع والفقر والجهل...
هل نتوقع أن تقوم نفس الحكومة (الفاقدة للمصداقية عند كل فئات الشعب) أن تقرر الأن أن تصلح ما أفسدت أو على الأقل عجزت عن إصلاح على مدى عشرات السنين؟؟
طبعا لن يحدث، ستبقى الشعارات الدينية الفاشية العاطفية الخالية من المضمون.. هي الحل الوحيد في عقول المواطنين ، خصوصا وإنه لم يجربها على أرض الواقع..
على سبيل المثال التأييد الشعبي لحماس في الأراضي الفلسطينية إنخفض وبشدة حتى بين مؤيديهم، لأن الشعب الفلسطيني إختبر حماس على أرض الواقع ، وفهم عدم واقعية ما ينادون به..
في ظل غياب ما أريد لا أختار أن أورث بل أختار أن يعطى المواطن الحق في أن يختار من يحكمه.. أختار الحرية والديموقراطية وإلا فلن يتعلم المواطن قط.....
هل معنى ما قلت إني أريد الإخوان في الحكم؟؟؟؟
لا وألف لا.. بل أرفض كل ما يمثلون وكل ما ينادون به على طول الخط..
وسأقف أمام مجيئهم للحكم بكل قوتي بالتعبير عن رأييا ومحاولتي البحث عن البديل الثالث..
ويدمي قلبي حزنا على ما وصلنا له، وكيف مازلنا ننوم مغناطيسياإبتغاء العزاء الميتافيزيقي لنتبع حكما فاشيا ثيوقراطيا في عصر أصبحنا فيه أضحوكة بين الأمم..
ولكن ..
لست واصيا على شعب تعداده 75 مليون إنسان..
الإخوان قادمون لأنهم نجحوا في أن يجعلوا من قدومهم رغبة شعبية في حين إكتفى العلمانيون والليبراليون واليساريون بإجترار بعض الأفكار في الغرف المغلقة وعلى الشبكة العنكبوتية..
الإخوان قادمون على أنقاض فشلنا
الإخوان قادمون لأننا وصلنا إلى مرحلة (نحن المنادون بالديموقراطية والليبرالية) نختار فيها أن نورث مثل قطيع من الغنم..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء