الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعب يصنع جلّاديه بيديه ... الى متى ؟

الأسعد بنرحومة

2019 / 12 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ملفّات كثيرة وخطيرة باتت اليوم مفتوحة أمام الشعب،ووضوحها فاق وضوح القمر،وهي ملفّات تفضح وكر الضباع التي تحكم في تونس، وكر مليء بالمؤامرات والفساد والدسائس، وضباعه كثر ومتنوّعون، ومتورّطون حتى النخاع في الفساد والفوضى وصناعة الارهاب وفنّ القتل اغتيالا أو تسميما أو تفجيرا...
ضباع تنهب الشعب وتقتله منذ عهد حكم بورقيبة وبعده بن علي الى اليوم ، بل هؤلاء كانوا زعماء الضباع المتنوعة من سياسيين ورجال أعمال واعلاميين ونقابيين وغيرهم...
فمن ملفات الاغتيال كاغتيال عبد الفتاح بن عمر وفوزي بن مراد والكاهنة حسين ومحمد الزواري وغيرهم ، الى ملفّات القتل والارهاب كاغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي ولطفي نقض ، أما دورهم في فنّ صناعة الارهاب وفرق الموت فحدث وحرج ، لعلّ هذه الصناعة انطلقت ماكيناتهما منذ اطلاق الرصاصة الأولى من جبل الشعانبي في 2013 المتزامنة مع زيارة قائد القوات الامريكية في افريقيا حينها ، لتستمر الى عمليات أخرى جمعت بين الجريمة والمسرحية ، الجريمة كقتل جنودنا ورجال الأمن بالكيد والخيانات ، والمسرحية كالهجوم على منزل وزير الداخلية لطفي بن جدو في قفصة ، او عملية باردو او عملية نزل أمبريال في سوسة أو عملية المنيهلة أو مسرحية محاولة اغتيال النائب رضا شرف الدين أوعمليات الطويرف وجندوبة والقصرين ونابل وغيرها .
أما الفساد فهو كثير ، فمن فساد الحكم الذي طال الرئاسة والحكومة والبرلمان ، وخروج أسماء شخصيات نافذة قُرنت أسماؤها بهذا الملف وجمعت بين مستشارين رئاسة ووزراء ونواب وتعلقت بهم شبهات الفساد والارهاب والرشوة حتى تعددت مطالب رفع الحصانة عنهم ،وحتى الرئيس لم يسلم منه ومنه فساد تدخله في القضاء واطلاق سراح المجرمين والصمت على انتهازية الاقارب والاهل والأصهار في نهب الدولة وتخريبها.
كثر هم من تكلموا ، وكثر من حاولوا نزع الأدران عن الحقيقة ، فمنهم من قتل وتمّ اغتياله كما حصل مع عبد الفتاح بن عمر او مع فوزي بن مراد أو مع وكيل الشرطة الذي حقق في قضايا العربي نصرة وغيرهم.ومنهم من تمّ ترهيبه كما حصل مع المحامي شريف الجبالي ....
الحقيقة ظهرت للعيان ، والملفات مفتوحة ، وهي واضحة ظاهرة بشكل جليّ حتى للبسطاء ، وأصبح يدركها العامي والفلاح والبناء كما يدركها الخبير والمختص ، وجميعها موضوعها واحد وهو :
مراكز الحكم تصنع الجريمة ، والارهاب مشروعها السياسي ، وشركاؤها هي وسط سندها ومرتكزها الذي يحميها من رجال الثروة والاعلام والنقابة.
تونس يحكمها قطيع رهيب من الضباع ، ضباع انتشرت وتوزعت بين الحكم والسياسة والاعلام والثروة والنقابة ، وعندما بدأت تتكشّف جرائمهم صنعوا هيئات لحماية الجريمة وتحصين المجرم ...
يمكننا أن نسأل : لماذا رغم تعدّد القضايا والتحقيقات التي كشفت تورط هؤلاء في مستنقع الفساد والجريمة والارهاب وحوّلت الشعب لقطيع من الأغنام تُذبح وتُسلخ جلودها على موائدهم ، لماذا بقي الشعب صامتا ؟ ولماذا استمرّ في الاستماع لهم؟
والجواب : الشعب مسكين مغلوب على أمره مستسلم ، يعيش الواقعية المقيتة خالي من أي فكر ، أوهموه أنّ التغيير طريقه واحد وهو الانتخابات ، فصدقهم ، وصار الشعب نفسه يصنع جلّاديه وقتلته الجدد مع كلّ انتخابات جديدة.
ولهذا نحن لا نصدّق أنّ ما حدث في جانفي 2011 ثورة، لأنّ خلوّ الفكر لا يأتي بثورة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي