الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا .. الجبن والنذالة

طاهر مسلم البكاء

2019 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


ليس خافي على أحد ان الأمبراطورية الأمريكية بعد تسيدها العالم بأنزال العلم الأحمر من الكرملين عام 1991، تصرفت بجبن ونذالة منقطعي النظير ، فالسوفيت لم يسقطوا بحرب بل ان اسبابا ً عديدة كانت سببا ً لسقوطهم أغلبها داخلية وليس لها علاقة بقوة امريكا العسكرية ، وهكذا بدأت الأمبراطورية الأ مريكية تختار فرائسها من بين الدول التي لاتكافئها عسكريا ً أبدا ً ،فليس هناك أي مقارنة بين قوة امريكا العسكرية والقوة العسكرية لأفغانستان أو العراق ، وكان عارا ً على الأمبراطورية المتسيدة حديثا ً ان تلجأ الى تشكيل الأحلاف الدولية لمواجهة دول صغيرة من العالم الثالث سلاحها تقليدي وعفى عليه الزمن ،والعار الأكبر ان منازلاتها تلك تحولت الى هزائم كبرى مع استمرار تصارع الأرادات .
وفي سوريا لعبت القوات الأمريكية ادوارا ً مشبوهة جعلت الكثيرين يعتقدون انها هي من خلقت تنظيم داعش بأموال خليجية ،ثم في النهاية كان الأنسحاب المذل الذي يشابه هزيمتها في كل من افغانستان والعراق ،و طعم ذلك الأنسحاب بمسرحية مقتل البغدادي والتي لم يصدقها أي عاقل .
أما مع كوريا الشمالية فأن كل الذي فعلته أمريكا هو محاولة رئيسها ترامب عقد صداقات ولقاءات غير مفهومة مع كم جونغ أون، لكسب كوريا الشمالية لبعض الوقت وابتزاز حليفتها كوريا الجنوبية ،وعلى غرار ماتفعله مع الخليجيين ،وبالنتيجة فلا كوريا الشمالية وثقت بترامب وأمريكا ولا الجنوبية انتفعت بسلام بائن !
أما ايران فقد مثلت تصرفات الأمبراطورية معها قمة الفوضى والتخبط في السياسة الدولية ، فقد انسحبت من اتفاق لم يجف حبره بعد ،هو الأتفاق النووي الذي وقعته دول كبرى معتمدة كروسيا والصين والمانيا وفرنسا وبريطانيا ، وحال مع استلم ترامب الرئاسة خلفا ً لأوباما فقد تنصلت من الأتفاق ،وبدأت حربا ً خسيسة على الشعب الأيراني ،كانت قد فعلت مثلها مع شعب العراق ألا وهي حرب الحصار وتجويع الشعوب ، وهي مما لاشك فيه من أرذل وأجبن أنواع الحروب التي تنال من الشيخ والمرأة والطفل وقد لاتنال المسؤول بأي حال ،فقد استمر صدام يبني القصور ويتنعم خلال ثلاثة عشر سنة هي فترة حرب حصار العراق الملعونة .
وعندما حصل بعض الأحتكاك بين القوات الأمريكية والأيرانية ،أسقطت إيران واحدة من أحدث طائرات الأستطلاع الأميركية ،ولم ترد أمريكا وكانت الهزيمة واضحة على رئيسها وهو يحاول ايجاد الأعذار والتبريرات ،ولكن العالم كله فهم ان أمريكا تخشى التورط بحرب مع أيران ،وانها تخاف ايران وحربها تكلفها غاليا ً .
وفعلت نفس الشئ في حدث مهم جدا ً وهوضرب منشآت آرامكو النفطية في السعودية من قبل انصار الله الحوثييون في اليمن ، وأكتفت أمريكا بترديد نغمة اتهام أيران بذلك ، وبدل من المواجهة فقد اتجهت للمزيد المزيد من ابتزاز دول الخليج ونهب ثرواتها.
العودة لضرب العراق جبن واضح :
في نهاية عام 2019 وفيما كان العالم يحتفل بأعياد الميلاد المجيد ، عاد ترامب وأمريكا الى فريستها القديمة الجديدة ،العراق وكأن أمريكا لم تشبع من الدم العراقي ، ولم يرضها الخراب والفساد الذي خلفته فيه وعالمها الجديد الذي بشرت به وأرادت للعراقيين ان يعيشون في أجواءه ،عادت لتبطش بمئة أصابة بين شهيد وجريح كهدية أمريكية للعراقيين بأعياد الميلاد ، ولاعجب فأمريكا لم تتقن في بلادنا سوى فن الموت والدمار ونهب النفط والثروات العراقية .
ولو كان الذي فعلته نوعا ً من انواع الحقد المستمر منذ 1990 ولحد اليوم ،لكنا نقول قد اعتدنا الأمر، ولكن العجيب ان القادة الأمريكان صرحوا بعد الأعتداء الآثم و بصوت عال ٍ :
ان ضرب العراق هو لأستعادة قوة ردع أيران ، ولتحذيرها ،فهل هناك جبن ونذالة أكبر من هذا ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشدد مع الصين وتهاون مع إيران.. تساؤلات بشأن جدوى العقوبات ا


.. جرحى في قصف إسرائيلي استهدف مبنى من عدة طوابق في شارع الجلاء




.. شاهد| اشتعال النيران في عربات قطار أونتاريو بكندا


.. استشهاد طفل فلسطيني جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مسجد الصديق




.. بقيمة 95 مليار دولار.. الكونغرس يقر تشريعا بتقديم مساعدات عس