الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع في بحر قزوين

علي عبد الرحيم العبودي
باحث عراقي مختص في الاقتصاد السياسي

2020 / 1 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


يعد بحر قزوين من البحار المغلقة بين آسيا واوروبا، فهو أكبر مسطح مائي مغلق على سطح الأرض، إذ تبلغ مساحتها نحو (371) الف كم2، واقصى عمق لهُ (980)، كذلك هو يحمل خصائص البحار والبحيرات؛ لعدم ارتباطه بالبحار المفتوحة مباشرة، ولإحاطته بدول عديدة (روسيا، وأذربيجان، وإيران، وتركمانستان، وكازاخستان). وتأتي أهمية بحر قزوين من الاعتبارات الآتية:
1- تتسم منطقة بحر قزوين بالثراء الكبير في الموارد الطبيعية، مما اعطاها اهمية اقتصادية دولية.
2- تستأثر المنطقة بنحو (17%) من احتياطي النفط العالمي، ونحو (12.5%) من احتياطي الغاز الطبيعي العالمي.
3- يأتي اهمية بحر قزوين من خلال انشاء ممرات انابيب لنقل النفط والغاز إلى الدول الصناعية .
4- فضلا عن اهميته الاقتصادية فتحتل منطقة بحر قزوين اهمية جيوسياسية كبيرة؛ نظرا للتقارب الايديولوجي بين الدول المحاطة به.
وهنا يتبادر إلى القارئ تساؤل مهم، وهو هل هناك قانون أو معاهدة متفق عليها بين هذه الدول في تقاسم البحر وموارده، وإذا لم يكن هناك قانون ضابط هل بالإمكان أن نشهد صراعات عنيفة بين هذه الدول المتشاطئة بعضها مع بعض من جهة، والاطراف الدولية الطامعة بالحصول على الطاقة من جهة آخرى.
إن أصل الخلاف القانوني الحاصل هو في تحديد ماهية بحر قزوين، هل هو (بحيرة مغلقة) أم (بحر مفتوح)، فإذا كان بحيرة فيحق لكل دولة مطلة استغلال ثرواته الاقتصادية لعشرين ميلاً حسب القانون الدولي للمياه، ثم تبقى المساحة الباقية مشتركة بين هذه الدول. أما إذا ينظر إليه كبحر مفتوح، فحسب القانون يجب أن تتقاسم هذه الدول المتشاطئة عليه البحر بالتساوي .
تاريخيا لم يكن هناك مشكلة في تقاسم بحر قزوين، إذ كان مقتصر على الاتحاد السوفيتي وإيران الذين لديهما اتفاقية في استغلال موارد بحر قزوين، لكن بعد عام 1991 وانحلال الاتحاد السوفيتي واستقلال الدول، بدأت كل من كازاخستان وأذربيجان وتركمانستان، تطالب بحصتها في استغلال موارد بحر قزوين، خاصة إذا ما علمنا ان هذه الدول عانت كثيرا تحت عباءة الحكم السوفيتي.
لذا أن الخلاف حول بحر قزوين يتعدى الخلافات الاقتصادية، بل هو خلاف معقد ومتنوع بين القانوني والسياسي والاقتصادي. ويتمحور الخلاف حول انشاء انابيب لتصدير النفط والغاز من هذه المنطقة، وهذه الانابيب هي:
1- الخط الشمالي : أي خط باكو-نوفو سيبيرسك على البحر الأسود، المار عبر الأراضي الروسية، والذي تتمسك به موسكو .
2- الخط الجنوبي : أي خط باكو-جيهان التركـي على البحر المتوسط، المار عبر الأراضي الجورجية .
3- الخط الذي يمر عبر الأراضي الإيرانية وصولاً إلى الخليج .
4- الخط الشرقي : لنقل النفط الكازاخي عبر الصين إلى شواطئ المحيط الهادي .
5- خط تركمانستان ـأفغانستان ـ باكستان.
وعلى وفق ذلك ترغب كل دولة من الدول المحاذية لبحر قزوين، والدول المحاذية لكل دول من الدول المطلة على بحر قزوين في تنفيذ الخط الذي يمر عبر اراضيها لما يمثله من أهمية اقتصادية وجيوستراتيجية، وجيو سياسية، لهذه الدول. وفي هذا الإطار يبرز نزاع كبير حول الطرق التي سوف تسلكها خطوط الأنابيب الحاملة والناقلة للنفط والغاز إلى الأسواق العالمية.
فضلا عن النزاع الاقليمي لبحر قزوين، الدائر بين (روسيا، إيران، كازخستان، اذربيجان وتركمانستان)، هناك نزاع دولي، عبر دخول الولايات المتحدة وبريطانيا بالضد من روسيا وإيران، إذ اتخذت امريكا من احداث 11 سبتمبر 2001 ذريعة لإيجاد موطئ قدم لها في منطقة بحر قزوين بحجة معلنه وهي محاربة الارهاب، والحقيقة أن امريكا تريد من تدخلها في منطقة بحر قزوين هو الحيلولة دون سيطرة روسيا وإيران على موارد المنطقة .
للمزيد ينظر للمصادر ادناه:
1- عبد الصمد سعدون، الطاقة الناضبة والصراعات الاقليمية، (دار دجلة، عمان: 2016).
2- جولينا ناني، مصادر الطاقة في بحر قزوين، (مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ابو ظبي : 2001).
3- مصطفى دسوقي، ثروات اسيا الوسطى-قزوين، (مركز الحضارات للدارسات السياسية، مصر: 2003).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية