الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجهل والتجهيل ، برسالة الانجيل! (3/3)

ناني واصف
شاعرة وروائية مبتدئة

(Nany Wasif)

2020 / 1 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وها قد جئنا مرة ثالثة ، للحديث عن آية تُفسر حسب الهوى..
لانها تبدو لنا وكأنها لا تمت لشخصية المسيح بصلة وتتناقض مع تعليمه..
الشخصية التي قاومت العنف والبغض والكراهية ، الشخصية المُسالمة..
الشخصية التي قالت "أَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!"..
فيبدو لوهلة ان يسوع قُرب وقت القبض عليه يختلف عن يسوع المُعلم ،  الذي نادى بالتسامح ومحبة الأعداء..
وان نغفر الخطايا لمن أساء إلينا ولا نسبر بمبدأ "عين بعين وسن بسن"..
بل نغفر حسب طاقتنا ، كل حسب طاقته وقدرته الروحية..

ففي لوقا 22 : 38 قال بطرس ليسوع " «يَارَبُّ، هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ»" ، فردّ غليه يسوع وقال"«يَكْفِي!»"..

فالبعض فسّرها على ظاهرها ، فقالوا ان يسوع كان يقصد ان السيفان يكفيان لمقاومة الجنود الذين أتوا للقبض عليه..

واستشهدوا بما جاء على لسان يسوع نفسه، حين قال "لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا" ،

مُفسرين كلمة سيف بالمعنى الحرفي للكلمة وهي السكين الطويل الحاد المصنوع من الصلب او الحديد..

لكن عارضهم فئة أخرى قائلين "هل السيفان يكفيان للمقاومة؟ بالطبع لا ، فلذلك لا يؤخد رد يسوع على محمل الحرفية"..

خاصة وإنه معتاد على التحدُّث بالمجاز والأمثال وبالتكنّي..
وخصوصا أيضاً إنه قال "يكفي" وليس "يكفيان"..

لأنه لو كان يقصد ان السيفان يكفيان ، لقالها بصيغة المثنى "يكفيان" (لتتبع كلمة سيفان) وليس بصيغة المفرد..

وبرهنوا على وجهة نظرهم بالآية رقم 51 في نفس الإنجيل ونفس الإصحاح "فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ :«دَعُوا إِلَى هذَا!» وَلَمَسَ أُذْنَهُ وَأَبْرَأَهَا." ، فلو كان يسوع مؤيد لفكرة المقاومة المُسلحة ، لما قام بتطييب او شفاء عبد رئيس الكهنة.

وهناك فئة أخرى من المفسرين الأوائل ، فمنهم من قال ان السيف المقصود ههُنا هو سيف الإيمان..

وذهب البعض لأبعد من ذلك وقال أن المقصود بالسيف هو"كلمة الله" (التبشير بالانجيل)..

واستدلوا على ذلك بقول المسيح "إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي" وبمقارنتها بالآية "لكِنِ الآنَ، مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفًا" فيتضح ان كلمة سيف ليس المقصود بها السيف الحرفي..

وأخيراً يقول وليام ماكدونالد "يعتبر Williams إن السيف يشير إلى ما تؤمّنه الحكومات من حماية وأمن لمواطنيها ، مستشهدًا في ذلك بقوة السلطان في رومية 13: 4. و يقول Lange إن السيف هو للدفاع عن النفس من الناس الأعداء وليس للهجوم."..

دمتم...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع


.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف




.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية


.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في




.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو