الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجرد مقارنة

جليل البصري

2006 / 5 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


واخيرا تزحزحت الازمة فافرزت حكومة من غير دفاع او داخلية او امن وطني (بالوكالة) وكان رد فعل الاول في مجلس النواب على اعلان رئيس الوزراء المكلف نوري الراوي لاسماء اعضاء حكومته ان نائبا من هيئة علماء المسلمين قام وتلا بيانا غير مكتوب بعد ان طلب الاذن ليقول اعتراضا وقال ان ما جرى خرق للاتفاق الذي نص – حسب تعبيره – على عدم اعلان الحكومة دون تسمية وزيري الدفاع والداخلية طالبا من اعضاء كتلة التوافق وكتلة الحوار الوطني الانسحاب من القاعة وعجم المشاركة في التصويت على منح الثقة للحكومة .. لكن هذه الدعوة لم يلبها غير صالح المطلك وبعض اعضاء التوافق والحوار .. وكان التصويت الذي جرى حماسيا بمشاركة عالية ، وان حزب الفضيلة الذي انسحب من المشاركة في التشكيل قد اعلن انه سيصوت على الثقة بالحكومة ..
ويبدو ان موضوع حكومة الوحدة الوطنية لم يكن موضوعا كميا ينحصر في مشاركة الجميع (جميع الاحزاب) باعضاء في الحكومة ، بل ان البعض توصل وربما على مضض الى ان المشاركة يمكن ان تكون في حل الازمة ودعم برنامج الحكومة من خارجها ، وهذا هو المفهوم الاكثر مثالية لهذه الحكومة . فما هو هذا البرنامج ؟
ان المطلع على برنامج الحكومة ذي (34) نقطة الذي اعلنه السيد المالكي يجد نفسه أمام برنامج وطني عراقي خالص هدفه الاول التخلص من آثار المرحلة السابقة التي عمقت الخلافات والفرقة واسست للطائفية والثاني التأسيس للهوية الوطنية العراقية الجديدة .
وقد جعلتني هذه النقاط الـ (34) أعود الى البرنامج الذي اعلنه السيد ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء السابق والذي كلف من قبل قائمة الائتلاف ايضا بتشكيل الحكومة الجديدة قبل المالكي والذي نشرته صحيفة الواشنطن بوست تحت عنوان ( هذه رؤيتي للعراق ) ، لاقارن بين بعض الفقرات الستراتيجية بين الاثنين والتي تبرز بوضوح النفس المختلف والرؤية المتباينة للواقع العراقي .
النقطة الاولى هي موضوع محاربة الارهاب فالسيد الجعفري قال : (ستكون مهمتي الاولى هي انهاء الارهاب الذي انتشر في بلادي وشوه سمعة الاسلام ) رغم ادراكه ان انهاء الارهاب أمر لا يدرك الان ولا تتوفر مقوماته من ناحية وان حرصه هذا هو خوف على سمعة الاسلام فقط ) . لكن الفقرة الرابعة من برنامج المالكي تقول بوضوح ( نبذ العنف وادانة منهج التكفير بشكل واضح وصريح ، وارهاب بكل اشكاله ، والاصطفاف لمكافحته وتطبيق قوانين مكافحة الارهاب بشكل فعال وعبر مؤسسات القضاء ومؤسسات الدولة ذات العلاقة ، وايجاد كل الظروف الملائمة لترسيخ روح المحبة والتسامح بين ابناء الوطن مع احترام المعايير الدولية لحقوق الانسان ) . اذا فالمالكي اصاب كبد الحقيقة عندما نظر برنامج حكومته الى الارهاب من منظار انساني وهو منظار التنوع الديني والطائفي والقومي العراقي وليس المنظار الاسلامي حصرا .
النقطة الثانية هي الميليشيات فالجعفري قال ( يجب على الميليشيات التي قاتلت نظام صدام ان تندمج بالكامل مع قوات الامن العراقية من دون ان تتركز جماعة معينة في اية فرقة بعينها ) وهذه عبارة غامضة ، فمن هي هذه الميليشات وهل تشمل الميليشيات التي تشكلت بعد سقوط صدام ؟ ولماذا هذا الدمج ؟ بينما يقول برنامج المالكي (الاسراع في خطط استكمال القوات العراقية وفق الدستور وعلى اساس المهنية والولاء الوطني) ويقول في الفقرة (34) بوضوح ( تطبيق قانون 91 المتعلق بالميليشيات) وهو القانون الذي يقضي بحلها بوضوح وليس بدمجها .
النقطة الثالثة هي مسألة الوضع الاقتصادي التي يعالجها برنامج الجعفري عبر الاجراءات الصارمة مثل (تقليص الدعم الحكومي للبنزين ) الذي بدأته حكومته السابقة ، وهو الاجراء الذي رفع مستوى البطالة والتضخم .. بينما يركز برنامج على الاسراع في تأهيل قطاع الطاقة الكهربائية ) و ( تنظيم ادارة قطاع الهايدروكاربونات ( النفط والغاز ) .
واخيرا وليس اخرا تأكيد المالكي على ان تأخذ المرأة ( دورها الفاعل في بناء المجتمع والدولة ) وعدم ورود شيء يتعلق بها في ( هذه رؤيتي ) انها مجرد مقارنة تستحق الوقوف عندها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة