الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول جريمة اغتيال القائد العسكري العراقي أبو مهدي المهندس والفريق قاسم سليماني

الحزب الشيوعي الاردني

2020 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


بيان صادر عن الحزب الشيوعي الأردني
حول جريمة اغتيال القائد العسكري العراقي أبو مهدي المهندس والفريق قاسم سليماني

اقترفت إدارة ترامب جريمة نكراء ذهب ضحيتها قائدان عسكريان بارزان، قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس "الحشد الشعبي" العراقي أبو مهدي المهندس، وعدد من مرافقيهما، عرفا بمقاومتهما الضارية لمشروع الهيمنة والاحتلال الأمريكي – (الإسرائيلي)، وتصديهما المثابر للعصابات التكفيرية والإرهابية وعلى رأسها "داعش" و "جبهة النصرة" وقيادتهما لعمليات دحرها من معظم أراضي العراق وسوريا.
وهذا الاغتيال الآثم لا يمكن مقاربته بمعزل عن حملة التحريض المحموم والمتواصل من جانب اليمين (الإسرائيلي) الفاشي والمتطرف بزعامة نتنياهو وعن المجاراة والتواطؤ التي أبداهما معه المحافظون الجدد في الولايات المتحدة وأطراف أخرى في المنطقة العربية وخارجها والتي استهدفت على الدوام دفع الولايات المتحدة للدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة مع إيران ترمي للقضاء على قدراتها النووية والعسكرية، ولا سيما الصاروخية، والتكنولوجية المتنامية، وتحجيم نفوذها المتزايد في المنطقة.

كما لا يمكن النظر اليه – أي للاغتيال – كحدث منبتّ الصلة مع ما سبقه من إخفاقات لحقت بجهود واشنطن وتل أبيب والأطراف العربية الضالعة معهما لتحقيق الأهداف الأنف ذكرها عبر العقوبات الاقتصادية المشددة، والتلويح باستخدام القوة المسلحة، وزعزعة الاستقرار الداخلي، وجر طهران لاعادة فتح ملفها النووي أمام المفاوضات مجدداً، وبمعزل عن الصراع المحموم الدائر بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري الذي قد يقلص فرص ترامب في الفوز في الانتخابات الرئاسية التي ستجري نهاية هذا العام.
إن تمكّن أجهزة الاستخبارات الأمريكية صاحبة السجل الأسود الحافل بالاغتيالات السياسية للعديد من القادة والزعماء المناوئين لسياساتها والمعارضين لنظام الاستغلال الاقتصادي – الاجتماعي والسياسي البشع الذي تتعهده وترعاه على الصعيد الكوني وتنظيم الثورات المضادة والانقلابات العسكرية الرجعية في العديد من دول العالم، من اغتيال شخصيتين عسكريتين بارزتين كانتا منذ سنوات عديدة هدفاً للتصفية الجسدية لا يعد إنجازاً وتأكيداً لقدرات، ليست في حاجة لإثبات، بل هو في حقيقة الأمر عمل يعبر عن انهيار سياسي وأخلاقي وقيمي لدولة كبرى ارتكبت عملية قتل مع سبق الإصرار والترصد خارج إطار القضاء والقانون، الأمر الذي يتناقض تماماً وكليةً مع أحكام العهود والمواثيق الدولية. وهذا العمل الاستفزازي والمتهور لا يمكن أن يكون باعثاً عن الارتياح والترحيب، بل على العكس دافعاً لأقسى عبارات الشجب والإدانة والتنديد.

إن توظيف الولايات المتحدة لتواجدها العسكري في العراق على نحو يتناقض مع الأهداف والغايات المحددة في الاتفاقيات العسكرية – الأمنية المبرمة مع الدولة العراقية وبما يشكل انتهاكا فظاً لاستقلال الدولة العراقية وسيادتها ومسّاً بكرامتها الوطنية وبأمن مواطنيها وضيوفها الرسميين وسلامتهم وبما يتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية، يطرح أمام الهيئات العراقية المعنية مسألة النظر في إلغاء هذه الاتفاقيات الأمنية والطلب من القوات الأمريكية مغادرة الأراضي العراقية، وبخلاف ذلك تتحول هذه القوات الى قوة احتلال يقتضي مقاومتها وإجبارها على الرحيل بالقوة، على أن يترافق ذلك مع التخلي عن السياسات التي أملاها الاحتلال الأنجلو- أمريكي للعراق، بما في ذلك تعديل الدستور الذي فرضه أول حاكم عسكري للعراق بعد الاحتلال بريمر والذي أرسى نظام المحاصصة الطائفية البغيض.
ومن شأن ذلك أن يشكل سابقة قابلة لأن تُحتذى من قبل شعوبنا العربية وقواها الوطنية والتقدمية لكي ترفع الصوت عالياً للمطالبة برحيل القوات العسكرية الأمريكية وإغلاق قواعدها المنتشرة في العديد من بقاع العالم العربي الذي يشكل تواجدها مصدر خطر وتهديد للسلام والأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة من العالم.
إن هذه الخطوة هي أولى الخطوات المتوقعة والمنتظرة للرد على الغطرسة الأمريكية وتطاولها على سيادة العراق وتدخلها المشين في شؤونه الداخلية وفرض الهيمنة السياسية عليه.

إن حزبنا الشيوعي الأردني الذي يرفض شتى أشكال الاغتيال السياسي يدين بأشد عبارات الشجب والإدانة اغتيال القياديين البارزين في "فيلق القدس" الإيراني و "الحشد الشعبي" العراقي ورفاقهما، ويعبر عن تعاطفه الحار مع ذوي الشهداء ويعرب عن تضامنه مع الشعبين الشقيقين العراقي والإيراني اللذين لن تثنيهما هذه الخسارة الجسيمة عن مواصلة التصدي لمشاريع الهيمنة والاحتلال والنهب الامبريالية الصهيونية ومقاومة النشاط التخريبي والهدام للجماعات الإرهابية والتكفيرية وإحباطه.
كما وندعو دول المنطقة لتغليب المصالح القومية والاقليمية العليا واطلاق أوسع حوار للتغلب على الخلافات فيما بينها دفاعاً عن أمن المنطقة وسلامتها وعدم توفير ذرائع للتدخل الأمريكي (الإسرائيلي) في شؤونها الداخلية.

المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة