الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن جلسة البرلمان العراقي لهذا اليوم

اسماعيل شاكر الرفاعي

2020 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


قد نبتسم لعدونا ونصافحه وحتى نعانقة ، وقد نرافقه الى حفلة موسيقية او وجبة طعام ، ونحن نسمع صليل سيوفه وصهيل خيوله ، فالحوار مطلوب ليس بحكم كونه : حكمة وعقلانية ونضج فقط ، ولكن بحكم كونه ايصاً جزءً من طبيعة العلاقات الدولية التي لا بد وان تنتهي اليها : الحروب . والعرب وحدهم او قل المسلمون وحدهم من دون امم الارض ، لا يريدون الاستماع الى حكمة التاريخ العظيمة هذه : والتاريخ سيد الحكماء .

في السياسة عليك بأن ترمي خلفك ما تنطوي عليه شخصيتك من نوازع وميول وعواطف وامنيات ، ان تتجرد من كل هذا الخليط الذي يمثلك شخصياً : كفرد ابن دين ، وابن طائفة في ذلك الدين ، وابن قومية وابن ثقافة وموروث . ولكن حالتك هذه ليست بالضرورة هي حالة كل الجماعة التي انت ذاهب لتمثيلها والنطق باسمها . وهذا الفرق بينك كفرد وبين الشعب الذي منحك تفويضاً في تمثيله والنطق باسمه ( وان اصبحت هذه الشرعية مجروحة بعد الثورة ) : لا يجب ان يشل قواك من الفعل ويثنيك عن اتخاذ القرار الصحيح بل هو مناسبة لان يستحث قواك العقلية على التفكير : انت الذي انفقت ثلث دورة البرلمان دون ان تتخذ قراراً لصالح الناس الذين منحوك ثقتهم ، ولهذا ثاروا عليك…انها مناسبة لان تصحوا من سكرة المال والنفوذ الذي تنعم به ، وان تتحرر من الخوف الذي يضغط عليك بان تكون مع هذا القرار لا ذاك ، ومصادر هذا الخوف كثيرة : الخوف على كرسيك في البرلمان ان يطيح به غضب زعيم كتلتك السياسية أو غضب النفوذ الامريكي أو الايراني داخل قبة البرلمان العراقي ، أو الخوف من تصفيتك برصاصة من كاتم صوت اذا لم تكن تقف الى جانب من سماها ذات يوم مقتدى الصدر : بالميليشيات الوقحة ، وحتى مقتدى نفسه تراجع عن تسميتها بهذه الصفة ، بعد ان اكتشف ان الحكومة نفسها تخاف منها ، وانها لا تستطيع ان تمرر قراراً من دون معرفة هذه الميليشيات المسبقة به . وانها صباح هذا اليوم وجهت تهديداً لامريكا وامهلتها الى مساء هذا اليوم : الاحد ، بانها ستنفذ عمليات فدائية ضدها اذا لم تغادر العراق . فمن هي الدولة ومن هي الحكومة : الميليشيات الوقحة ام حكومة السيد عادل عبد المهدي ؟

من يحمي البرلمانيين اذا خرجوا من قبة البرلمان : وقد اتخذوا قراراً لا ينسجم مع رغبة هذه الفصائل التي اطلق عليها مقتدى الصدر : تسمية الميليشيات الوقحة ( وان تراجع عنه ، ولكن التسمية لم تتراجع عن حضورها الدائم في ذاكرتي ، ربما لغرابتها او لبلاغتها او لشذوذها ـ فكل الميليشيات في القانون الدولي : وقحة ، لان وجودها ينفي وجود الدولة وفقاً لمفهوم السيادة . ) .

معنى السياسة اذن يختلف عن معناها في اذهان البرلمانيين العراقيين الذين اجتمعوا او سيجتمعون على اتخاذ قرار خطير ( وليس لمناقشته ) وهو اخراج امريكا من العراق كوجود مادي ممثل بجيشها . ولكن هل بالامكان اخراج الشركات الاقتصادية ، وهل بالامكان اخراج التكنولوجيا العسكرية الامريكية التي تدرب عليها الجيش العراقي ، وهل يستطيع العراق ان يحمي نفسه امام دائنيه الماليين ، او هل بامكان ايران حمايته . وهل ثمة من يحمي العراق من السقوط مجدداً في حصار جديد وهو اعرف الشعوب والمجتمعات بمعنى : الحصار ؟
على البرلمان العراقي ان يتعهد للشعب العراقي بانه ـ وهو يتخذ قرار اخراج ما لامريكا من وجود في العراق ـ ان لا يسلم رقبة الشعب العراقي لحصار جديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا