الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع الحراك الشعبي في نقد ورفض البنى المنتجة للازمات السياسية

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2020 / 1 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


حراك شعبي واسع وغير مسبوق في لبنان والعراق ومعها دول اخرى سابقة في نفس المسار تطالب جميعها بتغيير سياسي ورفض النظام الطائفي والياته ومؤسساته ورموزه ..هذا النظام الذي استملك مؤسسات الدولة والسلطة عبر منهج المحاصصة والغنيمة حتى مع اختلاف اجنحته ومجموعاته الا انهم متوافقين على استمرارية النظام الذي يضعهم جميعا في دوائر صنع القرار ..
مظاهرات حاشدة في العراق ومئات الضحايا دونما اهتمام حقيقي من الاحزاب والنخب السياسية التي تلعب مع بعضها ومع الشارع بغية تشتته وملله من المظاهرات دونما استجابة.. لكن الاهم والاخطر ان النخب السياسية -كما في لبنان ايضا - تصر على الانحراف بمسار التغيير المطلوب وتراكم الازمات وتعويم المجتمع في ازمات متداخلة اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وطائفيا زد في ذلك استخدام الدين في الصراع السياسي كورقة يحاول كل طرف ان يحقق بها فوزا على الاخرين ..
العراق منذ ادارة بريمر هي الاكثر فسادا في المنطقة ومعها لبنان وليبيا وسوريا واليمن ومصر وتونس والجزائر والسودان ...وهي معطيات ترصدها منظمات اممية واقليمية ومحلية .. وتتكشف محليا من خلال تزايد معدلات الفقر والبطالة والفوضى والعبث السياسي وتغييب فاعلية القانون وتزايد اعداد المهاجرين الشباب والمهجرين داخليا وعلى الحدود مع دول مجاورة .. بالرغم انها جميعا لديها موارد طبيعية كثيرة ومصادر مالية حتى ذلك القادم كتمويل من المنظمات الدولية والانسانية.. مثال ذلك هذه المنظمات الاممية تقول قدمت مائة مليار دولا لليمن خلال السنوات الثلاث الاخيرة ولو كان الرقم صحيحا وانفق على التنمية والشعب لأصبح كل مواطن بحوزته 3 مليون دولار والباقي محبة للحكومة ..او لــ خرج الشعب كله من دوامة الفقر والعوز واصبح يعيش في بحبوحة اقتصادية ..
لكن هذا الامر كما في واقع كل البلدان المذكورة انفا لا حضور للتمويل الاجنبي ولا للموارد المحلية في حياة المواطنين ..صحيح ان تونس بعيدة نسبيا عن وقائع الحرب الاهلية ومثلها مصر وفيهما استقرار نسبي لكن الصحيح ايضا ان شعبيهما يعيشان مرارة الوضع المأزوم اقتصاديا مع تزايد معدلات الفقر والبطالة اضافة الى تزايد تقييد الحريات العامة ..والسودان يرزح تحت وطأة ازماته المعيشية ورغم الوعود الامريكية بدعمه .. وربما رفعت اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب لكن المشكلات الاقتصادية قائمة ، والسياسية تتزايد مع جماعات مسلحة في اكثر من مكان خاصة دارفور ومع الجنوب بدولته الجديدة وصراعات الحدود ثم نزاع المياه ونهر النيل ..
والازمة ذاتها في الجزائر بالرغم من الانتخابات ووجود رئيس جديد الا ان غالبية النخبة السابقة لاتزال في السلطة ومعها النخبة الاقتصادية المحلية والاجنبية خاصة الفرنسية التي تملك مئات المصانع والشركات والمؤسسات الخدمية والتي ستستمر في توجهاتها الاقتصادية المناهضة لمطالب الحراك الشعبي . وفي جميع هذه البلدات تزايد تقييد الحريات العامة وتزايدت محاكمة صحفيين وكتاب وناشطين وتزايد عدد المحتجزين منهم اضافة الى استمرار تأجيج الصراع الراهن بخلفيات دينية متعددة .... الايجابي هنا وجود شباب يريد التغيير وحكومات ونخب مناهضه له ........
الحل السياسي المعلن في مختلف البلدان من الحراك الشعبي هو حل وطني .. يتمثل بإعادة الاعتبار للدولة الوطنية ومؤسساتها والياتها القانونية وتعزيز حضور المدنية والديمقراطية في ممارسات الحكومات وخطاباتها ومشروعاتها السياسية والثقافية وجعل الاقتصاد والموارد في خدمة الشعب في عموميته لا خدمة النخب السياسية والحزبية ..ومن هنا فقط يتشكل البديل السياسي الذي ندعو اليه منذ بدايات هذه المظاهرات او الحراكات الشعبية وهو تجسيد لاهم نقطة ايجابية في مظاهرات الشباب انها تعبير عن وعي وطني يخرج بلدانها من بنيتها السياسية المأزومة والمنتجة للازمات والفوضى نحو بنية سياسية وطنية تتجه نحو غدٍ افض...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس