الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جولة صفعات متبادلة ضحيتها العراق!

ضياء ثابت السراي

2020 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


انتهت الجولة الاولى بين اميركا وايران بنتيجة (صفعة لصفعة) مع اختلاف تداعيات كل من الصفعتين فاميركا وعلى لسان ترامب ستزيد من عقوباتها الاقتصادية على ايران لكنها لن تلجا الى الخيار المسلح وقد تَحدث تغييرا جذريا في الشرق الاوسط بالتعاون مع الحلفاء الاوربيين. اما ايران التي اصرت وعلى لسان ابرز قادتها على مطلب انهاء التواجد العسكري الاميركي في منطقة الشرق فقد بدات توصل رسائل اطمئنان الى الطرف الاميركي عبر توجيهات لحلفائها بالتريث وايقاف اي خطط استهداف في الوقت الحالي وهو ما عده وزير دفاع اميركا اليوم بمثابة الموقف الايجابي وانه على اتم الاستعداد للتفاوض مع ايران، لكن الاخيرة تشترط رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها لكي تعود الى طاولة التفاوض.
الجولة التالية هي جولة الدبلوماسية والتفاوض والتلاعب بسقوف الضغط المحتملة للطرفين مع تفوق اميركي واسناد دولي لمطلب انهاء ملف ايران النووي بالمقابل تملك ايران ورقة التاثير على امدادات النفط من المنطقة الى العالم وقدرة رسم خارطة الصراعات المسلحة في اليمن ولبنان والعراق وسوريا وفلسطين فهل ستواصل قدرتها على التاثير بعد فقدان سليماني اللاعب الابرز في هذه الملفات، انه سؤال مهم ينتظر الجميع استبيان اجابته بعد تكليف قائد جديد لادارة فيلق القدس الايراني وبعد انتهاء الجولة الاولى من المنازلة.
وما بين الصفعتين نال العراق الاثر الاكبر منهما بالاولى عبر مقتل المهندس واستباحة اراضيه وسمائه والثانية عبر تدمير مواقع مملوكة للدولة العراقية وان كانت مشغولة من قوات اميركية الا انها سيادة عراقية قد استباحها الجار. وفي خضم هذه المعادلات استخدمت اطراف الصراع ساحة العراق لتصفية الحسابات فعلا وردا ولم يكن بيد الاحزاب الحاكمة في العراق شيعية-سنية-كردية غير السعي وراء مصالحها الاقرب عبر الانخراط في المعسكر الايراني او المعسكر الاميركي، وليس فيهم من لديه الرغبة في البقاء ضمن المعسكر العراقي! نعم هذا المعسكر الذي ترى فيه تلك الاحزاب حسابا بنكيا يمولها ويؤمن لها المنفعة المادية وهي غير معنية باستقلاليته او استقراره، فنجد على سبيل المثال ان ايران تعلن اكتفائها بالرد الصاروخي انتقاما من اميركا، واميركا تقول انها تريد السلام مع ايران فيما لاتعرف الاحزاب العراقية والفصائل المسلحة وجهتها الحقيقية وتذهب باتجاه تصعيد المواقف حتى ان الشارع الذي تحول مؤخرا الى موقف التعاطف مع بعض هذه الاحزاب بعد حادثة اغتيال المهندس وانسحاب اجزاء منه من حراك الاحتجاجات، قد يعود في اية لحظة الى موقفه السابق المندد والرافض لتلك الاحزاب، فذاكرة العراقي قصيرة جدا وما يلبث ان ينقلب موقفه بسهولة، فهو يتعاطف بسرعة كبيرة ويتاثر بشكل شديد لكنه ينسى بشكل اسرع وهذا ما نشاهده منذ يوم امس على شبكات التواصل الاجتماعي من تغير باتجاهات الراي من مساند متعاطف مع الموقف الايراني الى مشكك بالموقف الاميركي الايراني ورافض لتدخل الفصائل المسلحة العراقية في الصراع الدائر بينهما.
فهل ستكون هذه الحوادث محفزات احتجاج شعبي جديدة تضاف الى سجل الاحتجاجات التي انطلقت منذ الاول من اكتوبر العام الماضي؟ وهل سيكون بمقدور الحكومة المستقيله مع البرلمان المتشظي ورئاسة الجمهورية المترنحة التعامل مع هذا الملف وتحقيق ثوابت عمل مع طرفي الصراع وضبط اداء وتحركات الفصائل المسلحة ومراقبة الجهات الاخرى المتصيدة والمدسوسة التي يحتمل ان تكون هي من يقوم بعمليات استهداف الخضراء وليس الفصائل الشيعية المسلحة؟ فالحكومة مطالبة اليوم لبذل اقصى ما يمكن من جهود لتلافي جرنا الى ما لايحمد عقباه سيما وان بداية الازمة كانت عبر استهداف القاعدة العسكرية في كركوك وما تلاها من مناوشات جرت الى ضرورة حضور سليماني واغتياله وصولا الى القصف الصاروخي الايراني لقواعد عسكرية في العراق. وها هي اميركا تصنف فصائل شيعية عراقية مسلحة كمنظمات ارهابية وتدرج بعض قادتها على قائمة المطلوبين دوليا كارهابيين فهل سنشهد بداية تحالفات اميركية عراقية محلية ضد شيعة البلد؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست