الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوَطَنْ

امين يونس

2020 / 1 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


عزيزي المُعتَصِم في ساحة التحرير في بغداد : أنتَ خرجتَ بحثاً عن [ وَطَنْ ] ، وذلك يعني أنكَ سَبَقَ أنْ ضّيعتَ الوطن ولم تَعُد تشعُر بهِ . وأنا أيضاً مثلك ، أفتقد الوطن ولا أحسُ بإنتمائي لهُ … ولهذا أؤيِدَك .
عزيزي المنتفض في ساحة الحبوبي في الناصرية : أنتَ رفضتَ كُل الأحزاب المتنفذة الحاكمة وأغلقتَ مقراتها جميعاً ، لأنكَ واثِقٌ بأن هذهِ الأحزاب هي المسؤولة عن كُل الترّدي الحاصِل . وأنا أيضاً أرى بأن الأحزاب الحاكمة المتنفذة هي المسؤولةِ عن الفساد المُستشري والرثاثة الموجودة … ولهذا أؤيِدكَ.
عزيزي الثائِر في العشار والجمهورية والزبير والقرنة في البصرة : أنتَ الرائِد في الإنتفاض والثورة ، إحتجاجاً على الظُلم واللاعدالة وسرقات المسؤولين ونهبهم المُنظَم . أنا أيضاً لستُ راضِياً عن الفساد المتغلغل في ثنايا البلد المحكوم من حفنةٍ من الأوباش اللصوص … ولهذا أؤيِدك .
أعزائي المُتظاهرين في الكوت والحلة وكربلاء والنجف والديوانية والعمارة والسماوة : خرجتُم لتُعلِنوا برائتكُم من الأحزاب المُنافِقة المُتاجرة بالدين والمذهب وتُجار الحروب . وأنا أيضاً ، أتبرأُ من أصحاب الدكاكين السياسية ومُطلِقي الشعارات الفارِغة … ولهذا أؤيِدكُم .
………….
حينَ تنهالُ الإنتهاكات من كُل صوبٍ على " الوطن " .. حينَ تتلاعبُ الميليشيات المُجرِمة بمقدرات الوطن .. وحين يتباهى قادة الميليشيات بأنهم أقوى من الجيش وأنهم يستلمون أوامرهم من خارج الحدود .. وحين تقتل الميليشيات المتظاهرين السلميين وتخطف الناشطين المدنيين الذين كًل مُرادهم هو " الوطَنْ " .. وحين تُقامِر الميليشيات بمصير ما تبقى من الوطن ، وحين تتنازل السلطة المُسّيَرةُ من الميليشيات ، عن السيادةِ وتُسّلِم الأرض والسماء والبحر ، تأريخ وحاضر ومستقبل الوطن ، للأغراب والجيوش الأجنبية .. وتسمحَ بأن يُصّفي الآخَرون جميعاً ، حساباتهم على أرضنا .. فهل هذا وطنٌ أم مَزبَلة ؟
أينما توجهتَ .. سترى قاعِدةً أمريكية أو مُعسكراً لقوات التحالف ل [ تدريب ! ] قواتنا المسلحة او الشرطة او البيشمركة .. أيُ تدريبٍ هذا بالله عليكُم ؟ أكثر من عشر سنوات ، وضباط من كافة أنحاء الدُنيا يُدربوننا .. يدربوننا على ماذا طيلة هذه السنوات ؟ فالجيش والشرطة قد تقزَما أمام سطوة الميليشيات المُنفَلِتة ، ولم تَعَد مَحَل ثقة أحد . هل ياترى تدربوا فقط على قتل المتظاهرين السلميين المُطالبين بحقوقهم المشروعة ؟ فهل هذا وطنٌ أم بالوعة قاذورات ؟
بعد كُل الأحداث المُخجِلة في الأيام الأخيرة والتي أطارَتْ حتى ورقة التوت التي كانتْ تُغطي عورة السُلطة … فأن المرء ليستحي أن يُقرَن ب " وطنٍ " تُديرهُ هذه الحثالة من فاقدي الوطنية .
أُعلِنُ إنتمائي لل [ الوطن ] الذي لا بُدّ أن يكتشفهُ المُنتفضون الثوار في ساحات الإعتصام ، آجلاً أم عاجِلاً . فذاكَ هو الوطن الذي يستحق الإفتخار بهِ .. وأؤلئك هم الوطنيون الحقيقيون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت