الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا وايران .. زوبعة في فنجان

مؤيد عبد الستار

2020 / 1 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


كان لاغتيال الجنرال سليماني وأبو مهدي المهندس صداه الكبير في كل من ايران والعراق ، فمثل هذه الجريمة ليست الاولى في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية . حتى الرؤساء الافذاذ لم ينجوا من عمليات الاغتيال وأشهرهم ابراهام لينكولن وجون كيندي ، كذلك العديد من المصلحين والثوار في أمريكا أمثال مارتن لوثر كينغ ومالكولم اكس ، وخارج امريكا اغتالت المخابرات الامريكية الثائر البوليفي جيفارا عدا من أغتيل بانقلابات عسكرية مثل الزعيم عبد الكريم قاسم في العراق عام 63 .
لم تكن الاغتيالات وسيلة شريفة في التخلص من الخصوم لذلك تعد من الجرائم المدانة في جميع أنحاء العالم ، واللجوء الى الاغتيال يعد وسيلة فاشلة في التخلص من المخالفين للرأي مهما كان الاختلاف حقا أو باطلا .
في السنوات الاخيرة أعلنت أمريكا بصراحة عن أربعة اغتيالات في الشرق الاوسط اولها اغتيال الزرقاوي في العراق وثانيها اغتيال اسامة بن لادن في الباكستان وثالثها اغتيال أبو بكر البغدادي في سوريا وأخيرا اغتيال سليماني والمهندس في بغداد.
أشعل الاغتيال الاخير لسليماني وأبي مهدي المهندس موجة عارمة من الاحتجاج في ايران ووعدت بالرد على هذه الجريمة بقوة وتعهدت بالانتقام لمقتل سليماني ورفاقه ونظمت تظاهرة كبيرة وتشـيـيعا حافلا استمر عدة أيام اختتمتها بعملية قصف صاروخي لقاعدة عين الاسد في الرمادي وقاعدة حرير في أربيل .
كانت تصريحات القادة الايرانيين حادة وعالية النبرة ، هددوا بالويل والثبور والانتقام المؤلم والقاسي ، فتوجس الناس شرا وضربوا أخماسا باسداس ، منهم من تصور ان الضربة ستكون في الخليج وآخرون ذهبوا بعيدا فتصوروها ستكون في اسرائيل ، والبعض بالغ في التصور فاعتقد انها ستكون في السعودية أو في البحر لتضرب البوارج الامريكية التي ابتعدت الف كيلومتر لتكون في منأى عن الصواريخ الايرانية .
وما أن انطلقت الصواريخ الايرانية لتضرب قاعدة عين الاسد في الرمادي وقاعدة حرير في أربيل سارع ترامب الى القول : كل شيء على مايرام ، وذهب لينام واعدا العالم بخطاب صباح اليوم التالي .
من جديد دخل الناس في حيص بيص وضربوا الاخماس في الاسداس عن طبيعة الرد الامريكي الذي سيأتي في الغد على لسان الرئيس ترامب صاحب العجب العجاب من التغريدات والتويترات ، خاصة وان أمريكا أعلنت انتقال طائرات بي 52 الى قاعدة دييغو غارسيا استعدادا للهجوم على ايران ، فطار معها صواب العقلاء على ضفتي ساحل المحيط الهندي ، كما طار النوم من عيون المواطنين الذين ظلوا يرقبون السماوات السبع رافعين أيديهم بالدعاء عسى الله أن يجنبهم شـر البلاء .
فاجأ ترامب الناس في أمريكا والعالم صباح اليوم التالي ليعلن إن الرد سيكون اقتصاديا ولن يرد عسكريا لان الضربة الايرانية لم تذهب بارواح الامريكان ولم تؤذي بشرا أو حيوان وكان الله يحب المحسنين.
وهكذا لم تكن تهديدات أمريكا وايران سوى زوبعة في فنجان فالحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه .
والسؤال المحير هو لماذا كل هذه الفرقعات الايرانية والهوسات الترامبية في العلن وما هو اتفاق الجنتلمان بين أمريكا وايران ؟
لا يكاد الامر يخفى على اللبيب ، فان ترامب يحاول الوصول الى بـرّ الانتخابات الامريكية بقارب سالم لا أثـر فيه للتصدعات العسكرية ولا يحمل فيه جثامين الجنود الامريكان الى ذويهم كما حدث في حروب أمريكا السابقة وعلى الاخص التجارب المريرة في حروب فيتنام وافغانستان .
كذلك ايران لا تريد اختبار أسلحة ترامب الفتاكة التي لا تخشى في الله لومة لائم .
وهكذا سار الطرفان بحذر شديد على حبال أعصاب المواطنين في كلا البلدين واختتما الاحداث بنهاية سعيدة
اسعدت المشاهدين بهذا الفيلم الهوليودي الطويل الذي طوى شاشة العرض بسرعة خاطفة كي يحتفل الناس بهذه النهاية السعيدة وينام الامريكان على أحلام ترامب الوردية في تحقيق الرفاهية من خلال فرص العمل التي وفرها من أموال الخليج وينتظر الجواب الايراني في الجلوس الى مائدة المفاوضات التي باتت ممهدة على شرط تقديم التنازلات المطلوبة والتي لم يبق أمام ايران الا الاستجابة لها وربما بالتدريج المريح على وزن التقسيط الامريكي المريح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة