الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس الخلافة وذوات الحجاب

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2020 / 1 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اللهم لا حسد يا سيادة الرئيس!!

بدأ الكثيرين يغارون من المنظر المهيب للرئيس السيسى فى لقاءاته ومؤتمراته ووسط حكوماته، التى يغلب عليها الوقار والطهارة التى يعطيها اللون الأبيض لحجاب اللاتى يجلسن من حوله، وكأننا فى مجلس رئيس الخلافة وسلطان الديار المصرية الرئيس المسلم عبد الفتاح السيسى كرم الإخوان والسلفيين وجهه!!

لن أقول جديداً عندما أكتب أن مشاعرى وأفكارى تتلاقيان خوفاً من الأعمال الخفية للرئيس السيسى التى تتفق مع سياسات الإخوان، تلك السياسات التى بدأت منذ عهد السادات الرئيس المؤمن والشيخ الشعراوى، وأمتداد تلك السياسات مع سياسات مبارك الذى أطلق أيدى الإخوان فى مساجد ومدارس ومعاهد مصر التعليمية والأزهرية، لفرض الحجاب كرمز سياسى يخلق مجتمع جديد ينتمى إلى الإخوان المسلمين والسلفيين، ليكون الحجاب هو السلاح الناعم لدخول البرلمان والحصول على أصوات الشعب الإسلامى، وقد كان وتحقق لهم مرادهم مع محمد مرسى.

لكن لأن الحرب والسياسة خدعة فإن تبادل الأدوار السياسية جاء بالرئيس السيسى ليستكمل مسيرة التيار الإسلامى والتيار الشعبى، أعتقد الكثيرين أن سيستخدم الميزان ليحقق العدل حسب المفهوم الشعبى أو الدينى أو الأخلاقى، لكن الرئيس أمسك بالميزان فوجد أن العدل فى كفة الجيش الراجحة الذى سينزل إلى الميدان التجارى والصناعى والزراعى، ليبنى المشاريع التى سيأكل منها الشعب المصرى الجائع وفى الوقت نفسه يأكل الجيش من أموالها أكثر، ويؤسس لمستقبل أفضل لكل القادة الذين سيقع عليهم الأختيار لقيادة مصر وجيشها.

والحقيقة أن الرئيس السيسى فعل كل ما يستطيع رئيس عسكرى أن يفعله بل وكثير من الأعمال يقوم بها فى الخفاء، لأن عمل الخير لا بد ان يكون فى الخفاء ولا تعرف يدك اليسرى ما تفعله يدك اليمنى، أى لا يعرف شعبك ما تفعله لخيرهم ومن هذا الخير الفياض أنه أظهر العيون الحمراء لعلماء الأزهر وللإخوان المسلمين وللسلفيين ولبقية الجماعات الإسلامية، ووصل به الأمر إلى الأنفعال على إمام الأزهر فى أكثر من مرة حتى وصلت رسالته الخفية إليهم لأن سذاجة أفكارهم كانت ليس على مستوى ذكاء رئيس الخلافة المصرية!

كان الرئيس السيسى وأتباعه المخلصين يعملون جنباً إلى جنب بنفس أفكار الإخوان والسلفيين، حيث كان المسؤلين عن أختيارات الحكومات المصرية المتعاقبة فى عهده كانت تحرص على وجود الوزيرات ومن يعاونهم من ذوات الحجاب الأبيض، وأن يتم أختيار الحضور فى لقاءاته ومؤتمراته وخاصةً الجالسين من حوله بملابس الوقار والحشمة حسب القاعدة التى يعشقها الرئيس أى من ذوات الحجاب، فالرئيس يحب تشجيعهم على العمل السياسى وأن يكون لهم حضور بالرمز الدينى الذى يطمئن باقى الاطياف الإسلامية، سواء فى مصر وخارجها حتى ينال الرضى والصلوات من أجله على تعبه من أجل نشر الأيديولوجية الناعمة، أيديولوجية الحجاب لصاحبات الجنس الناعم اللائى يزيننا قاعات الحضور بالوقار الملائكى الذى يرفرف على أجواء القاعة وفى وسطهم الرئيس المؤمن السيسى!!

لا يختلف أثنان على أن رئيس الخلافة السيسية نجح فى تحقيق ما أراده مرشد الإخوان المسلمين أيام الرئيس عبد الناصر،حسين الهضيبى الذى جلس مع عبد الناصر وطلب منه عدة مطالب وأولها كان: إقامة الحجاب فى مصر وأن تلبس كل أمرأة طرحة!! فأجابه عبد الناصر: عاوزنى ألبس عشرة مليون أمرأة طرحة؟؟ وهذه القصة مشهورة لعبد الناصر فى الفيديو على اليوتوب لمن يريد الضحك معه، لكن المثير فى الموضوع أن مطالب الإخوان المسلمين منذ سنة 1953 فى عهد عبد الناصر لم تتغير، وإلباس المرأة الحجاب أو الطرحة هو المرض المزمن لرجال الإخوان المسلمين والسلفيين، لأنه ببساطة يدل على مدى سيطرتهم على المجتمع المصرى وإخضاعهم للمرأة بأعتبارها زوجة رجل مسلم، وعندما ينزل أحد الإخوان فى أنتخابات مثلما حدث مع محمد مرسى، فالإسلام هو الحل وكل محجبة وزوجها ستكون مع الحل الإسلامى الذى يملئون المساجد بتفسيراته التى تتفق وسياساتهم الدينية.

ولو أدرنا وجوهنا شطر المجتمع المصرى سواء فى حضور الرئيس السيسى أو فى غيابه، سنكتشف مدى أنتشار ثقافة الحجاب ومدى أنتشار من يدعون إليه سواء من رجال نظام الحكم المصرى أو من رجال الدين الإسلامى بكافة طوائفه، بدءاً من الإخوان وأنتهاءاً بالأزهر حيث هيئة علماء الأزهر غالبية أعضاءها من الإخوان، وسنكتشف أن الرئيس السيسى حقق مطالب وأمنيات مرشد الإخوان فى عهد عبد الناصر بل وأكثر، حيث يوجد بالمجتمع المصرى الآن أكثر من العشرة ملايين أمرأة محجبة بالطرحة التى أرادها الهضيبى!!

إذن الخلافة السيسية هى عهد الكلام القليل والعمل الكثير وأستطاع أن يجعل السلفيين والإخوان يسترجعوا مقاعدهم ونفوذهم فى المؤسسات الحكومية والدينية، وأن يجلسوا فى أماكنهم التى كانوا يجلسون فيها أيام العز فى عهد مبارك، ولا تستطيع أن تقول أن مصر يوجد بها نخبة ثقافية بل نخبة ثقافة سيسية تعمل من أجل النظام، ومن يعارض إما محبوس بإرادته فى بيته ومكتبه أو محبوس بقوة القانون السياسى الحاكم داخل أحد السجون المصرية!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah