الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كناطق باللغة الكُردية والعربية
حسن كله خيري
2020 / 1 / 12القضية الكردية
كناطق باللغتين الكُردية والعربية.
تعلم اللغات هي ثقافة بحد ذاتها، فكل لغة شخص، طبعاً بغض النظر كيف تتعلمها أو طريقة تعلمك لها سواء كانت إجبارية أو بالرضا التام، لكن في النهاية تنصب لصالح المتعلم، لأن اللغة هي مفتاح التعامل، ولعلها ربما يوماً تكون لغة الكتابة الخاصة بك، ومفتاح بناء علاقاتك بكافة جوانبها.
هذه الكلمات حتى ولو تأخرت في وقتها، بمناسبة يوم العالمي للغة العربية والذي صادف 18 كانون الثاني، والتي لا بد لي من الوقوف على أطلال هذه اللغة الغنية والتي كانت جزءاً أساسياً في حياتي الحالية، كطالب بدأ التعلم بالعربية إلى أن وصل لمرحلة متقدمة في الدراسة.
طبعاً أنا كشخص أعجمي في مفهوم اللغة العربية، كان لدي تأثر كبير بهذه اللغة ولا مجال للنكران أبداً، حيث بدأت تعلمها وأنا في السادسة من عمري، وذلك عندما أمسكت أمي بيدي وأنا أبكي وهي تأخذني إلى المدرسة في قريتنا الجبلية الصغيرة والتي تقع في سفح جبل ليلون في منطقة عفرين شمال غرب سوريا.
حيث منذ البداية كنت أعاني المشاكل مع اللغة فرضت علينا بصفة رسمية في بلد يعتبر الشعب الكوردي جزءاً أساسياً من تاريخه وبنائه، إلى جانب الأرمن، التركمان، الشركس وغيرهم، وبكون لغتي الأم هي الكُوردية كنت أجد صعوبة في تأقلم مع الوضع على مدار أربع سنوات الأولى في المدرسة في محاولات لإتقان العربية، حيث في حياتي الطفولية في البيت والشارع أتكلم الكوردية وفي المدرسة أتكلم العربية، ناهيك أن الأساتذة كانوا يضربون من يتكلم بالكوردية داخل الصف.
جرت الأحوال والأيام والحرب كانت قائمة مع اللغة العربية لأتقانها لحين أنتهائي من المرحلة الثانوية، حيث أصبحت جزءاً أساسياً من حياتي، تأثرت بها،، درست بها، كتبت بها، قرأت بها، وكثيراً ما كنت أستخدم العربية في يومياتي مع الناس، لدرجة كثير من رفاقي في الثانوية لم يكن يعلمون بأنني كوردي نظراً لطلاقتي في اللغة العربية، قبل خروجي بسبب أحوال الحرب والأوضاع، حيث لا تكسير في النطق، لدرجة أتذكر في أحدى المرات أخرجت هويتي لأحدهم ليتأكد من مكان ولادتي حتى يتسنى له من معرفة هل أنا كوردي أم عربي.
كانت هناك صوراً كبيرة سلبية أتخليها في اللغة العربية، على أنها لغة سوف تجعلني أبتعد عن انتمائي الكوردي وعن لغتي، لكن كان العكس تماماً العربية زادت تعلقي بالكوردية، ولأن اللغة الكوردية كانت ممنوعة في مدارس وحياة العامة في سوريا ولم يكن يتم تدريسها في المدارس على الأقل في مناطق الكوردية ولا راديو ولا مجلات وقتها، حيث كنا الأغلبية من الشعب الكوردي نعرف الكوردية نطقاً فقط، ومع بداية عام 2011 تعلمت الكوردية لفظاً وكتابةً، واللغة العربية كانت أحد أسباب لتكلم الكُوردية، كون ما كنت أراه من فرض علي لتعلمها، ومنع التداول بالكوردية تحتم علي محافظة على لغتي الأم إلى جانب تداولي للعربية لكوني أعتبرها لغتي الأم الثانية.
الفضل يعود للعربية في كثير من الأمور، مع أن كل شيئ يأتي بالفرض ليس محبباً، لكن لا أنكر جميل اللغة العربية والتي زادت في رصيدي الثقافي لغة أعرفها، أعرف تاريخها وتاريخ الناطقين بها، ثقافتهم و أدبهم، أسوة بباقي الشعوب على مبدأ أحترام ذات الإنسان وانتمائه، مبدأ أن كل الشعوب سواسية وكل شعب يملك لغته الخاصة وأرضه، له ثقافته وتراثه، وهويته الخاصة به.
وهذه المبادئ الواجب المحافظة عليها، بعيداً عن التعصب والشوفينية، لكي لا نصل إلى مزيد من الأنشراخ والتمزق، والاعتراف بالذات الإنسانية أن كل الشعوب خلقت لتعارف لا لكي تتعارك وتسفك دمها، بناءاً على اللون أو العرق أو الدين وعلى أساس أعتراف بالحقوق المصيرية التي من شأنها أن تطور العلاقات بين الشعوب، وبعيداً عن لغة السياسية المتعارف عليها والمبنية على المصلحة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. قلق واستياء في غزة مع إعلان الأونروا عدم قدرتها على تشغيل عم
.. بعد 11 عاما من التحقيقات في قضية بلعيد.. القضاء التونسي يصدر
.. برنامج الأغذية العالمي: شمال قطاع غزة تحول إلى بؤرة للجوع
.. أردنيون يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية في عمان دعما لغزة
.. بندا خلافيا في مفاوضات الهدنة.. لماذا ترفض إسرائيل عودة النا