الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية تحت عنوان آخر نزيل والتأسيس للمقاومة الفلسطينية بربط السياسة التعليمية الفلسطينية بها

حسن ابراهيمي

2020 / 1 / 15
الادب والفن


تأتي رواية تحت عنوان آخر نزيل للكاتب الفلسطيني هاني الريس في إطار رصد المقاومة الفلسطينية ,والتأسيس لمشروع وطني فلسطيني, ينطلق من خلفية سياسية واضحة ,ويتعلق الأمر بربط هذه المقاومة بالسياسة التعليمية الفلسطينية ,والتأسيس لها من خلال دفع الدولة في الاستمرار في حفز التنشئة على تلقي علوم ,ومعارف تمكنهم من معرفة حقيقة الاستعمار الذي تعرضت له دولة فلسطين من قبل الكيان الصهيوني .
من هذا المنطلق أتت بعض مضامين الرواية تحمل موقفا واضحا تجاه القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية ,ومن ثم ربط التنشئة الفلسطينية بها بهدف معرفة حقيقة هذه القضية من خلال معارف ,وعلوم تلقن لهم بالمدرسة الفلسطينية بمختلف أسلاكها ,ومن ثم تأسيس وعي جمعي وطني ,وشعور ,بل موقف يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية ,وبالتالي وجب النضال من اجلها .
ولهذا لا تخلو الرواية من إشارات وردت ضمن هذه المتن حيث يعتبر السارد من خلال الشخصية الرئيسية أن قضية التعليم تأتي في إطار الأولويات ولا تنفصل عن هذه القضية بحيث ينبغي للشعب الفلسطيني أن يناضل من اجلها على اعتبار انه لا يمكن مواجهة العدو الصهيوني بالجهل ,والأمية ,لذلك لابد للشعب الفلسطيني أن يكتسب قدرا من المعارف التي تمكنه من الوقوف عند حقيقة اغتصاب أرضه وتعرض الشعب الفلسطيني لكل أنواع التعذيب ,والتنكيل ,والمضايقات في إطار النضال من اجل حقه في التحرر .
بهذا الشكل تأتي قضية التعليم ضمن الأولويات إذ باكتساب قدر منه سوف يتمكن الشعب نفسه من معرفة الخلفيات الأساسية من وراء هذا الاستعمار الذي تعرضت له دولة فلسطين أي أن الهدف من ذلك هو نهب خيرات هذا الشعب , وسلبه من الحرية , وما يترتب عن ذلك أيضا من تفقيره ,وتشريده في أفق منع المقاومة الشعبية من التغلغل داخل الأوساط الشعبية ,وبالتالي فرض الكيان الصهيوني سياساته ,وطمس حقيقة الاستعمار الغاشم لفلسطين .
إن قضية التعليم الواردة ضمن الرواية لا يود السارد الإشارة لها من خلال علاقتها بالتنشئة فقط بقدر ما يطرح هذه القضية في إطار أبعادها الاقتصادية , السياسية , الاجتماعية ,وغيرها ,ومن هنا تأتي علاقتها أيضا بالتعليم العالي ,وكما أن السارد يود أن يطرح هذه القضية في إطار الربط بينها وبين القضية الوطنية أي بينها وبين مشروع التحرر من الكيان الصهيوني , وبالتالي بناء دولة مستقلة عاصمتها القدس .
إن قضية التعليم بهذا المعنى ترتبط ببناء شخصية الإنسان الفلسطيني بهويته ,وتاريخه الغير معرضين لأي تحريف , انه بهذا الشكل يمكن الربط بين بناء الشخصية الوطنية ,وبناء اقتصاد وطني يستجيب لحاجيات كل الفلسطينيين ,في ظل دولة متحررة , ومستقلة من هذا الكيان على اعتبار أن الكرامة الإنسانية كل لا يتجزأ ,كما أن من بين مقوماتها بناء الشخصية التي تستطيع الدفاع عليها ,ومن ثم بناء شخصية وطنية مسئولة ,وواعية بواجباتها ,وحقوقها تجاه الوطن .
من هذا المنطلق تندرج قضية التعليم في الرواية من اجل تحيق هذه الأهداف الإستراتيجية التي إذا غابت سوف يغيب المشروع الوطني الفلسطيني ,ومن ثم سوف يغيب النضال من اجل دولة مستقلة وما ينجم عن ذلك من القيود التي ستفرض على المواطنين الفلسطينيين في إطار الاستمرار في استعمار وطنهم .
إن الوعي الوطني لا يمكن تأسيسه إذن بدون تعليم شعبي وطني ديمقراطي يمكن كافة المتعلمين من الوقوف عند حقيقة هذا الاستعمار الذي طال أمده ,بل بواسطته سوف تتلقف مختلف الأجيال مشعل النضال كدعامة من اجل الدفاع عن كرامة هذا الشعب الذي تغتصب أرضه ,وتهدر حريته كل يوم .
ومن هذا المنطلق وبسبب الوعي بالمسؤولية تجاه هذا الوطن وبسبب الرغبة في النضال من اجله سوف يكون مصير بعض المناضلين هو حرمانهم من الحرية بسبب رفض كل إشكال التخدير التي يلتجئ إليها الكيان الصهيوني من اجل الاستمرار في فرض الأمر الواقع ,وفرض حقيقة كونه قوة استعمارية , توسعية ,عنصرية .
هذا وإذا كان السجن مصير بعض المناضلين الشرفاء فانه على الرغم من ذلك فانه لم ينل من إرادتهم ,بل أكثر من ذلك ساهم في تقوية عزيمتهم بالصمود أمام الجلاد ,والاستمرار في ممارسة مواقفهم المبدئية داخل سجون الاحتلال .
من هذا المنطلق تأتي الرواية عبارة عن صرخة ضد الاحتلال وممارساته القمعية مركزة على دور التعليم في بناء الشخصية الوطنية الفلسطينية ,ومن ثم لمشروع بناء وطن قوامه الإنسان المتعلم في إطار الحسم مع الأمية والجهل اللذين ينخران بعض البلدان العربية رغم حصولها على الاستقلال .
انه بذلك سوف يساهم الإنسان الواعي بمسؤوليته في بناء مؤسسات يديرها أناس شرفاء ,أناس حسموا مع كل أنواع الفساد بمختلف تجلياته , ولهذا يبدو أن التركيز على قضية التعليم في الرواية ليس اعتباطا ,ولكن ذلك أتى بهدف الرغبة في استمرار النضال من اجل التحرر من هذا الاستعمار الغاشم ,بل أكثر من ذلك فالهدف الاستراتيجي هو بناء مؤسسات في إطار نظام ديمقراطي يستجيب لتطلعات المواطنين الفلسطينيين ,وتلبي حاجياتهم بما في ذلك توفير الشغل للجميع بدون تمييز ,وتوفير الصحة مجانا لهم أيضا بدون تمييز ,بإعداد الأطر التعليمية والطبية ,وغيرهما تتميز بكفاءة عالية ,وفعالية قادرة على تحمل المسؤولية وإدارتها ,وكذلك توفير السكن اللائق لكل المواطنين كمطلب لكل الفلسطنين خاصة وان أعدادا منهم يعيشون خارج ارض الوطن ,ومن ثم فالهدف الاستراتيجي هو ضمان حق العودة للمهجرين .
هكذا تكون الرواية قد نجحت في طرح أسئلة جوهرية نعتقد أن قضية التعليم تعتبر من أهمها قضية التعليم في إطار ربطها بكل ميادين الحياة ,حيث اعتبرتها قضية ينبغي النضال من اجلها لبناء مستقبل الشعب الفلسطيني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع