الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناسخ والمنسوخ.. وما وراءهما..! [2]

وديع العبيدي

2020 / 1 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(4)
المدرسة النفسية في قراءة الشخصيّة المحمّدية..
من دون التطرق/ التوسع في سيرة محمّد، مكتفين بالمتعارَف منها، لا تخفى رغبته في الحظوة والمقبولية العامة، وذلك حسب العرف السائد في الجزيرة يومئذ. ولم تبخل الروايات/ (الأخباريات) في تنقل محمّد بين أمصار الجزيرة وأمصار الشام، للتعرف بالمشاهير وأخبارهم، من شعراء وكهنة ورهبان وزعامات قبلية.
لقد كان شخصا طموحا وجلدا وشجاعا، وليس في سيرته قبل النبوّة ما يشير إلى تطرّفه أو تهوّره. وقد ساعده صدقه وورعه وصبره وحكمته، وتوازنه النفسي والفكري، أن يحظى بمكانة نسبية في مجتمع مكة والحجاز، رغم عدم كونه من طبقة الأغنياء وبطون القبائل.
بل أن تاريخه الأولي، يشير إلى الزراية به وبأصله، ومجهولية نسبه، وقصة ولادته الغريبة، وما يكتنفها من أسئلة وعلامات، لما تزل فاغرة فاها في وجه المجهول، دون أجوبة حاسمة. ذلك الطفل مجهول الأب، الذي رفضت أمه إرضاعه ورعايته، حتى بلوغه السادسة، لم يلتقيا خلالئذ سوى مرة واحدة عابرة، سرعان ما أعادته إلى حضن مرضعته ومربيته (حليمة السعدية/ت 628م وقبرها في البقيع).
في سن السادسة، توفيت آمنة بنت وهب [549- 577م]، فتكفله عبد المطلب [480- 579م]. فهو رضيع حليمة وربيب عبد المطلب بن هاشم أحد أعيان قريش، ثم كفله عبد مناف بن عبد المطلب[535- 619م] حتى وفاته.
ان أرجح قراءة للشخصية المحمّدية، هي القراءة النفسية/ (نفسجتماعية). ذلك أن مشاعر العدمية والرفض التي حاصرت طفولته، جعلته مختلفا عن أقرانه من مجتمع الأسوياء. وأنبتت في أعماقه عقدة ومشاعر سلبية، لم يكن له غير كتمانها وترسيبها في وعيه الباطن، ثم تحويلها إلى طاقة ايجابية، للاستمرار في الحياة، وكسب رضا المجتمع.
وطيلة طفولة محمّد الشقية، لم تشر المصادر إلى اعتراضه وتمرّده على محيطه الاجتماعي وأربابه، وانما العكس. لقد نجح في تحويل جملة السلبيات، إلى جملة ايجابيات لصالحه. فلم يلم أمّه التي رفضت إرضاعه ورعايته، ولم يتمرد على عبد المطلب عندما كان ينهاه من وطء فراشه، ولم ينقلب على عبد مناف إذ رفض تزويجه من بنته، وبقي على إخلاصه له، حتى بعد وضعه في خدمة/ رعاية خديجة بنت خويلد الأسدي [555- 619م]، مع ولديه أبي طالب [571- 624م] وعليّ [599- 661م].
ثمة احتمالان لمصير شخصية من هذا النوع. احتمال الانحراف والضياع والتحول إلى شخصية إجرامية منفرة؛ أو التحوّل إلى شخصية محافظة مطيعة محبّبة في وسطها الاجتماعي. ولولا كونه من الاحتمال الثاني، لما حظى بثقة وإعجاب الأرملة المسيحية الغنية ذات الصيت المحمود.
دعنا نستذكر شخصية (عاشور)، ذينك الطفل اللقيط، الذي عثر به الشيخ عفرة زيدان في (ملحمة الحرافيش)، وسوف يعود به إلى زوجته، مستغنيا به عن (صلاة الفجر) لذلك اليوم، وهو الذي يدعوه بإسم (عاشور عبدالله). وعندما يتوفى الشيخ الضرير، يبقى عاشور في معيّة (درويش زيدان) الشرير، وهو شقيق الشيخ (عفرة زيدان).
لعاشور جسد ضخم وعضلات مفتولة، ولكن زيدان الذي يعمل لصا قاطع طريق، لا يثق به، فيعمل على التخلص منه، ويطلب منه أن يجد عملا لنفسه يرتزق منه. [هام عاشور على وجهه. مأواه الأرض. هي الأم والأب، لمن لا أم ولا أب له. يلتقط الرزق حيثما اتفق. في الليالي الدافئة ينام تحت سور التكية. في الليالي الباردة ينام تحت القبو. ما قاله درويش عن أصله قد صدقه. طاردته الحقيقة المرة وأحدقت به. لقد عرف من حقائق الدنيا على درويش في ليال، ما لم يعرفه طيلة عشرين عام، في كنف الشيخ الطيب عفرة زيدان. الأشرار معلمون/(ص19) قساة وصادقون...ومن شدّة حزنه استمع إلى أناشيد التكية بحبّ.. معانيها المترنمة تختفي وراء ألفاظها الأعجمية، كما يختفي أبواه، وراء وجوه الغرباء./ص20]- (ملحمة الحرافيش).
عاشور هذا يرفض مسلك درويش زيدان اللصّ قاطع الطريق، ويقبل بالتشرّد. ثم يرفض الانضمام لرجال (الفتوة قنصوه)، ويستمر في التشرّد، حتى يمنحه المعلم (زين الناطوري) صاحب عربات النقل التي تجرها الخيل، عملا لنزاهته وطيبته، وعدم الانصياع في مسالك الشرّ.
ومن لحظته، يعمل مكاريا لدى المعلم زين. وفي عمله المكاري، يوفر له معلمه سكنا في (الحظيرة). وبعدما يجد المعلم منه الأمانة والشهامة، يزوجه من بنته (زينب) التي تكبر عاشور بخمس سنوات، ويجعله في مقام ولده. وبعد وفاة المعلم يصبح عاشور مالكا للحمار الموهوب له ليلة زفافه.
[وبمرور الزمن ابتاع بنقوده ونقود زينب (كارو)، فترقى من مكاري إلى سوّاق/ص27]. ولا يبارح عاشور عمله البسيط كسوّاق كارو، ولا يغير مسلكه وأخلاقه، عندما تتحسن حالته المادية ويكبر أبناؤه، وتصبح له مكانة محترمة في حيّ الحسين/ القاهرة. بل يكون هو (فتوة الحيّ) بالصدفة، دون أن يعاف عمله، أو تغيره التبرعات والضرائب التي يقدمها له الأغنياء والتجار، بل يقوم بتوزيعها على طبقة الفقراء، فيكون قدوة عسيرة المثال، صامدا أمام رشى بعض التجار وإغراءاتهم، للتحول الى حياة الترف، والخلود إلى الراحة.
تلك الشخصية الكارزماتية، العفيفة والزاهدة، تتحول إلى إسطورة في محيطه العائلي، أبنائه وأحفاده، فضلا عن فقراء الحيّ، فيسعى كثيرون من ذريته الواسعة لتقليده والتمثل به. ويبقى حلم الحيّ وأهل الحيّ، عودة عاشور الأول، بأخلاقه وعفافه وايمانه بالعدل والتكافل، واستدعاؤه من الماضي المقدس إلى حاضر قانط.
لقد سعى نجيب محفوظ [1911- 2006م] حثيثا لتحويل تجربة شخصية متواضعة، إلى إسطورة على غرار أساطير الآلهة والكائنات الخرافية/ فوق البشرية. وليس من عبث، اختياره لطفل لقيط، ليحتل زعامة تاريخية، بكل عناصرها وخصائصها المستحيلة، بحيث يذكرها الناس عبر الزمن.
دالة محفوظ العميقة، تتأكد، عندما يجعل شقيق الشيخ البارّ/(عفرة زيدان)، رمزا للشرّ والخطيئة، ويجعل إسمه (درويش زيدان). لا يخفي هذا سعيه للقول، ان أخوين من نفس الأبوين، يكون أحدهما دالة للخير، ويكون الثاني دال للشرّ. ولكنه يذهب أبعد منه، عندما يقدم نموذج (عاشور اللقيط) دالة للخير والثبات والزهد والاتضاع، رغم قوته الجسدية، وغناه المالي، بوصفه فتوة. بل ينتج من الملوظ اللغوي (درويش)، مقلوبه اللغوي والأخلاقي والاجتماعي.
وسوف يتحوّل المدعوّ درويش، شقيق شيخ الدين، من لص قاطع طريق، إلى صاحب أول (ماخور) في الحيّ. وتكون كلفة الماخور، قرض من فلوس (عاشور عبد الله) المؤمن بالفطرة.
ولا يخفى أن شفرات نجيب محفوظ، غير بعيدة، عن سياق موضوعنا، فهو يؤيد الاحتمال الثاني، والمطابق للشخصية المحمّدية في مرحلتها المكّية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نجيب محفوظ [1011- 2006م]- (ملحمة الحرافيش)/1977م- رواية- القاهرة.
(5)
تحالف المال والدين والسلطة..
واضح ان السّيدة خديجة النصرانية جاء ذكرها مبتسرا وبشكل متعسّف في الأخباريات؛ وبشكل يختزل كونها، المسؤولة والراعية الأولى والكبرى، للشخصية المحمّدية من جهة، والمؤسسة والراعية لمشروع النبوّة المحمّدية، التي يتنافس ويتصارع العرب والعجم على احتكار إرثها وصدارتها؛ منذ حادثة السقيفة، والرسالة الشقشقية، إلى صراع عليّ ومعاوية ومعركة الجمل، وصراع بني العباس والعجم مع بني أميّة، إلى صراعات الأمين والمأمون، والمأمون والمتوكل، والسلاجقة والبويهيين، والطوسي والغزالي، والفرس والعثمانيين، وايران الخمينية مع عراق البعث، حتى عراق الذيول وعراق واشنطن، عراق القبور والوثنية، وعراق الحضارة والحياة الكريمة.
واقع الحال، انه لا يوجد تاريخ حقيقي منصف في الاسلام.التاريخ الإسلامي يقوم على التزييف والتحريف والغلو والقرصنة والأدلجة، والأدب الإسلامي قائم على الافتراء والعنعنة والغرور والنرجسية والجرح والتعديل وإنكار ما لا يوافقه.
هذا هو معنى المبالغة في السير البطولية والحقانية المزيفة للفكر السلطاني، والمبالغة في التبخيس والتهميش والتكفير والتوثين والتخسيس، لمعارضي الفكر السلطاني أو الفريق المقابل له. ولا أعتقد أنه كان ثمة موقف أو لحظة زمنية، لم يكن فيه (فريقان) داخل الاسلام؛ ولم يكن فيه المؤلف منحازا لأحدهما، وبشكل لا يعدم التملق والخوف من الاتهام بالعمالة للآخر.
فالتشكيك والخوف من الاتهام، وراء المبالغة اللغوية والبلاغية، في استخدام أساليب المبالغة في المديح، ومنها مفردات: [الفداء، اللطم، اللعن، امتهان الذات لإرضاء الممدوح واتقاء شروره].
خديجة، تلك المرأة الغنية والذكية، هي صانعة محمّد وراعيته والجاعلة منه، ليس ذينك التاجر الصادق الأمين والناجح، أكثر من ذلك جعلته (نبيّا) وسخرت له ابن عمها ورقة بن نوفل (ت 610م) وبحيرا الراهب (ت 610م)، لإرشاده في هذا الطريق، وجميعهم من الجماعة المسيحية/(النصرانية/ النسطورية).
لكن محمّدا لم يعترف لها بذلك الفضل، والأقدمية والكرم الذي نقله من راعي قطعان قريش، إلى تاجر ثري في صف تجار معروفين مثل خديجة وعبد الرحمن أبي قحافة وعثمان وكثيرين سواهم. ذلك اللقيط المنبوذ صار في صدارة مجتمع مكة، وصار له من الحاشية والعمال، من يأتمرون له.
هذا الأمر، يختلف مع سيرة موسى بن عمرام الذي عمل راعيا لدى كاهن يثرون، وتزوج من بنته، لكنه بقي وفيا أمينا مخلصا لبيت يثرون/(مديان/ برية سيناء)، حتى بعد نبوّته وخروج بني اسرائيل، وكان يعود إليه ويستشيره في كل أموره، ولم ينفصل عن زوجته حتى موته. ولقد قارن محمّد نفسه بوسى في قصة الرعي والنبوّة في البرية، ولكنه تغافل عن موضوع الأخلاص والأمانة، فالنقلب على أربابه وتخلص من زوجته النصرانية المتفضلة عليه وصانعته من جهة، بل جعل (النكران والغدر) صفة له وزعامته، بدء بأقرب المقربين في عائلته وزيجاته، حتى الأبعدين والغرباء ممن لا يخضع له ويمجد رغباته، بل يجعل مزاجه الصفراوي الدموي باسم (السنّة) سجنا تاريخيا صارما لأتباعه من بعده.
لا توجد في نصوص القرآن إشارة مباشرة أو غير مباشرة للسيّدة الأولى، بل أن طاقم النبوّة الأساسي، الذي ابتدع فكرة النبوّة وتم إعداد وشحن محمّد/(قثم- في الأصل) لها، سوف يندثر ويلتغي ولا يعرف/ يعترف به أتباع محمّد. وكثيرون ينكرون ورقة وصلته بمحمد، ويتهمونه بالوثنية، بينما يجهل كثيرون بأمر نصرانية خديجة ، وأن زواج محمّد منها كان زواجا مسيحيا عقده قس مسيحي. ولذلك بقي محمّد/ (الإسم الذي أطلقته خديجة بعد النبوّة) مخلصا لذلك الزواج حتى موعد وفاتها المزعوم.
توفي كلّ من بحيرا الراهب وورقة القس في عام واحد/(610م)، بينما توفي كلّ من أبو طالب بن عبد المطلب وخديجة بنت أسد في عام واحد/(619م)، أي بتسعة اعوام بعد تصفية الراهب والقس. فالمحتمل أن تصفية خديجة جاءت عقب وفاة أبي طالب، التي أزاحت كلّ أعتبار أدبي للخضوع للزواج المفرد.
في العام التالي لموت أبي طالب وخديجة، كانت الهجرة/(620م) إلى الحبشة ويثرب، وبدأت اضطرابات انقلاب الشخصية المحمّدية أولا: (زيجات متعددة وفي فترات زمنية متقاربة)، ثم اضطراباته النفسية ممثلة في العنف المفرط مع أتباعد ومعارضيه.
وفي حين لم يرد أنه اختلف مرّة مع خديجة طيلة (24) عاما، طغت الخلافات على حياته الزوجية التعددية في يثرب، والتي لم تستغرق ثمان سنوات. بل أن خلافاته الزوجية الأخيرة طغت على النص القرآني، وفي أكثر من سورة.
ولكن، مهلا.. ماذا عن سورة الأحزاب التي رفعت منها (200) آية حسب مسند أحمد [780- 855م]؟.. وأنها كانت لتعدل سورة البقرة أو أكثر/(أبيّ بن كعب). وفي نص آخر له: لقد قرأتها مع رسول الله وكانت مثل البقرة أو أكثر منها.
وفي حديث عن عائشة: ان سورة الأحزاب كانت تقرأ في زمان النبي في مائتي آية، فلم نقدر منها إلا ما هو الآن!./(السيوطي [1445- 1505م])
وفي حديث لحذيفة بن اليمان: قرأت سورة الأحزاب على النبي، فنسيت منها سبعين آية ما وجدتها!/(البخاري [810- 870م] والسيوطي)
وعندما يقال مائتا آية، فلا معنى للمحاججة في آية واحدة/(آية الرجم) وترك مائة وتسع عشرة آية؟..
وحسب الدكتور كامل النجار، كانت سورة الأحزاب توثيقا لبيوت قريش وأخبارهم، مما رآه البعض/(عمر بن الخطاب [584- 644م]) كشفا لفضائح، وبابا للمنابزة والتقاتل لاحقا، فأمر برفعه /(النسخ = الرفع) من القرآن*. ونسب البعض رفعه إلى عثمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بحيرا/ بحيرى: كلمة ارامية سريانية معناها: (مجرَّب/ مختار)، وهي صفة للراهب سرجيوس من تيماء. ويكتب إسمه أحيانا: (بالحبري): أي (عالم دين/(حبر)). وصفه البعض بالنسطوري أو الأبيوني، الناصوري الغنوصي. ونسبه البعض إلى آريوس السكندري. كان مؤمنا موحدا، ينكر التثليث وألوهة المسيح. طردته الكنيسة في برية لشام وبرية سيناء، فاعتكف في دير ببصرى، يكرز ويخدم المسافرين على طريق القوافل بين اليمن والحجاز ودمشق. وثمة أخبار كثيرة عن دوره وعلاقته بمحمد الصبي والنبي. وقد عمدت الأدبيات الإسلامية لتهميشه وتشويه صورته، أو إهماله كالطبري والترمذي. واقع الحال، أنه كان على صلات وثيقة في الحجاز، ومن أتاعه ورقة بن نوفل قس مكة الذي كان عالما باللغات القديمة والعربية، ومن أوائل من ترجم التوراة والانجيل للعربية.
* ورقة بن نوفل/(ت 610م): هو ابن عمّ خديجة بنت وهب بن أسد بن عبد العزى بن قصي. قسّ مكة. ورد إسمه في قائمة أحناف جزيرة العرب: إلى جانب القس بن ساعدة الإيادي، زيد بن عمرو بن نفيل من بني عدي. وقد جال ورقة في الأرض طالبا للعلم ومعرفة الحق حتى بلغ الشام، وانتهى إلى الموصل، وقيل (الأنبار) ثم عاد لموطنه في مكة.
* الدكتور كامل النجار: قراءة منهجية للإسلام. وله أيضا: الدولة الإسلامية بين النظرية والتطبيق، تأملات في القرآن.
(6)
مركزية الحاضرة المكية..
لم تكن خصوصية/ مركزية مكة نابعة من فراغ؛ ولم تكن بالتأكيد، مركزا عاديا طارئا، شأن مراكز بلاد الجزيرة الأخرى. ولربما غفل أبناء اليوم فهم الحقيقة المكية في أصولها، مما أضعف عموما، فحوى ومغزى مركزيتها السياسية والسوسيوثقافية في حياة العرب.
دعنا نراجع منهجية سيرة ابن اسحاق النوفلي[704- 768م] التي قرصن عليها ابن هشام (ت 834م/ مصر) وتلاعب في مضامينها حذفا وإضافة، لأمور سياسية اخترقت سذاجة القارئ المسلم عبر التاريخ. وليس هذا مجال تقييم الأمر، بقدر ما يهمني تنبيه القارئ لدجل ابن هشام الهارب من البصرة إلى مصر، بعد فعلته الشنيعة، في القرصنة على التاريخ والحقيقة. ومن الجناية الأدبية بمكان، أن يعاد طبع السيرة النبوية منسوبة لابن هشام.
قد يبدو أن ابن اسحاق/ [من أوائل المصنفين في التاريخ، ورائد الكتابة في السيرة] اعتمد منهجا كرونولوجيا في بناء كتابه الأصلي. الواقع، أنه أرّخ للمكان قبل الزمان، واهتم بالبيئة قبل الانسان. والمعروف أن كتابه المفترى عليه بإسم: (سيرة نبوية)؛ إنما هو في أصله، (تاريخ البشرية) ووصف بدء الأزمان، المتضمن خليقة الكون والأرض، ثم البشر وتوزيع الأقوام، وصولا لبناء مكة، وقصص بني إسماعيل والعدنانيين، وصولا لعائلة بني هاشم ونبوّة محمّد، ومآل الاسلام من بعده.
وقد أعقبت هذا العمل الأصلي، ذي البناء والمنهج والمقارَن التوراتي المعروف/(راجع: سفر التكوين)، أعمال عدّة لابن كثير الدمشقي [1301- 1373م]/(البداية والنهاية)، وابن خلدون التونسي [1332- 1406م]/(كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر)، ومفتتح المدونة التاريخية لدى كتاب عرب آخرين.
ولمن أراد فهم تاريخ المنطقة وأصول العرب وحقيقة حياتهم ومعارفهم السابقة للاسلام، التمعن في مصنف ابن اسحاق، مما لا غنى عنه، لفهم أدب القرآن وتعاليم الإسلام، وحجم (النسخ) المحدق بمعارف العرب وتقاليدهم العريقة، وبالتالي، حجم التشويه والافتراء، في آيات النسخ اليثربية، بحق أصول العرب ومبادئهم الأخلاقية قبل الاسلام، والتي هي أكثر رقيا وتهذيبا، من تعاليم الوحشية المفتراة على أصل العرب. والتي سبق أن اصطلح عليها الزمن الجديد -عسفا- باسم (الجاهلية)، والذي تبرأ منه كثيرون في القرن العشرين.
ان اصطلاح (النسخ) الذي تبناه النص القرآني الهجري، فضح المسعى الثقافي السياسي الكامن وراءه، والمراد تمريره، عقب بناء أول قوة عسكرية هجومية ، لاستمالة الناس/(مسلمين ومشركين)، وذلك هو بداية التغيير الاجتماعي والعقلي، تحت راية السيف والاستبداد.
بعبارة واحدة واضحة، ان قرآن/ إسلام يثرب، هو ثورة ارتداد عن قرآن/ إسلام مكة، أولا؛ وهو انقلاب دموي وردّة فكرية على الأصل والموروث العربي الثقافي. ان فهم هذا الموقف، سوف يفكك ويوضح ما ورائيات حركة الردّة التي واجهت سلطة عبد الرحمن بن أبي قحافة [573- 634م].
ان حركة محمّد هي أكبر ردّة عن التراث والتقليد العربي السابق للاسلام، كما أن خرج (عليّ) على بيعة أبي وعمر، يجعله أول خارجي في الاسلام، قبل أن يسم هو معارضيه بـ(الخوارج).
وبمعنى آخر، أن..
الردّة على الردّة = أصل ثابت/(عودة للأصل الأقدم)
والذين قاموا بالردّة، قبائل عربية عريقة من وسط نجد، لا يمانيين، ولا تهاميين، لا أنصار، ولا مهاجرين. وفي النتيجة، لقد أعمل ابو بكر وخالد بن الوليد أسيافهم لـ(اجتثاث العرب)، فلا يبقى غير الموالين لمحمّد وصحبه، ليكونوا طليعة الأمة الجديدة.
فلا غرو.. أن يكون مشروع محمّد وصحبه قديما، وما يدعى زورا، بأهل بيته اليوم، هو تدمير الثوابت القيمية الأصيلة، والقواعد المجتمعية في الشرق الأوسط، وتمزيق مكوناتها ومصالحها وإرادتها المشتركة، لاستعبادها، حسب نرجسية النزق المحمّدي تاريخيا، ونرجسية النزق الكهنوتي المريض لأدعياء النسبة المحمّدية اليوم.
نعم. مقارنة بعاشور عبدالله في مملكة الحرافيش، كان تغير محمّد تغيرا عنيفا. فإذ بقي هادئا أمينا مخلصا، خلال وجوده في رعاية الثلاثي:[خديجة- ورقة- ابي طالب]؛ فأنه انفلت من إطاره الأدبي المحافظ، عقب موتهم، وفي وقت واحد، هذا الموت الذي لم يثر شكوك العقل العربي والاسلامي الساذج حتى اليوم؛ والذي أعتقد.. أنه كان لبنة أولى في عقلية الاغتيال والتصفية، التي ستطغى على العقلية الاسلامية والسياسات المقلدة والمورثة حتى اليوم.
لقد كان أولى، أن يموت محمّد، أو ينتحر، كما يقال، قبل الهجرة. بمعنى، أن موت أعضاء مجلس الوصاية على محمّد/(مضافا لهم بحيرا الراهب)، يكتمل بانتحار/ موت محمّد؛ قبل ظهور مشروع الهجرة، وخروج النص القرآني/ الإسلامي عن سياقه المكي: (اليهمسيحي).
وكان هذا كفيلا ، بكتابة تاريخ مختلف، قائم على الأصالة والرحمة والتسامح، التي أرهق كثير من بني اليوم، ومنهم محمود محمد طه السوداني [1909- 1985م] صاحب الفكرة الجمهورية/(1951م)، والرسالة الثانية من الاسلام/(1967م). وفيها يصنف الدعوة المكية بمثابة الانجيل المتسامح اللاحق، الواجب اتباعه؛ ويعتبر الحقبة اليثربية، في مثابة العهد القديم الذي انتهى أمره.
ان فكرة محمد طه في (قلب) كرونولوجيا القرآن، طريفة وضرورية، لكنها لم تقدر على مواجهة أربعة عشر قرنا من الدين المدرسي والشعبي الغوغائي المشوّه. وقد كرّس محمد شحرور السوري [1938- 2019م] جهده، لتقديم قراءة جديدة عصرية لاسلام بلا عنف/(إسلام غير إرهابي)، بلا طائل.
وعودا إلى أرجحية مكة الثقافسياسية، كما وصفها ابن اسحاق، فهي..
أولا: لا (تَحْكُمُ) ولا (تُحْكَمُ)..
ثانيا: لا (تغزو) ولا (تُغزى)..
ثالثا: لا (تنحاز) لأحد في خلاف أو حرب..
رابعا: منطقة سلام، لا يُشَوِّشُ) سلامها أحد..
خامسا: إدارتها الداخلية مرسومة بدقة، بين شمالها الجبلي وجنوبها السهلي..
سادسا: من يخالف دستورها الداخلي، يُطرَد من مكة، ولا يُسْمَح له بدخولها ثانية..
ولكن هيمنة بطون وأعيان مكة التاريخية، لم تسمح لشخص (محمّد) باختراقها، والاستيلاء عليها، حتى بمعونة خديجة الغنية وثروتها الموضوعة في خدمة الزعيم (الشاب).. مما دعاه لاستجداء (مأوى/ ملجأ) لدى (الأعراب) في نهاية موسم الحجّ، حتى حظا ببضعة الأوس والخزرج الذين ارتضوا برعايته وحمايته مع جماعته التي لا تتعدى المائة نفر، وقد اشترط عليهم تنصيص الاتفاق كتابيا فيما دعى بــ(الصحيفة)؛ كما نقلها ابن اسحاق وابن كثيرة في السيرة..
[بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا كتاب من محمد النبي الأمي، بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم، أنهم أمة واحدة من دون الناس، المهاجرون من قريش على ربعتهم ، يتعاقلون بينهم، وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط، وبنو عوف على ربعتهم ، يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. ثم ذكر كل بطن من بطون الانصار وأهل كل دار: بنى ساعدة، وبنى جشم، وبنى النجار، وبنى عمرو بن عوف، وبنى النبيت. إلى أن قال: وإن المؤمنين لا يتركون مفرحا بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء وعقل، ولا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه، وإن المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو ابتغى دسيعة ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين، وإن أيديهم عليه جميعهم، ولو كان ولد أحدهم، ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر، ولا ينصر كافرا على مؤمن، وإن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم، وإن المؤمنين بعضهم موالى بعض دون الناس. وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم، وإن سلم المؤمنين واحدة، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم. وإن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضا. وإن المؤمنين يبئ بعضهم بعضا بما نال دماءهم في سبيل الله، وإن المؤمنين المتقين على أحسن هدى وأقومه، وإنه لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسا ولا يحول دونه على مؤمن، وإنه من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود به إلى أن يرضى ولى المقتول، وإن المؤمنين عليه كافة ولا يحل لهم إلا قيام عليه. وإنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثا ولا يأويه، وإنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل، وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد صلى الله عليه وسلم. وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإن يهود بنى عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم، إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته. وإن ليهود بنى النجار وبنى الحارث وبنى ساعدة وبنى جشم وبنى الاوس وبنى ثعلبة وجفنة وبنى الشطيبة مثل ما ليهود بنى عوف، وإن بطانة يهود كأنفسهم، وإنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد، ولا ينحجز على ثأر جرح، وإنه من فتك فبنفسه فتك وأهل بيته إلا من ظلم، وإن الله على أبر هذا، وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وإن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الاثم، وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه، وإن النصر للمظلوم، وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة، وإن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم، وإنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها. وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله وإلى محمد رسول الله، وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره، وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها، وإن بينهم النصر على من دهم يثرب، وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه، وأنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين، إلا من حارب في الدين، على كل أناس حصتهم من جانبهم الذى قبلهم. وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم، وإنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة، إلا من ظلم أو أثم، وإن الله جار لمن بر واتقى]-(ابن اسحاق، ابن كثير، ابن سلام)
هاته المؤاخاة والتكافلية والتحالف السياسي، تقليد نسبي للوثيقة المكّية بحال. ولم تصمد عمليا للسنة الثانية، مع الانقضاض العسكري على القبائل اليهودية في النصف الشمالي من يثرب، وصولا لتغيير إسمها إلى (المدينة) في العام الخامس من الهجرة، وصولا للانقضاض على زعامة الخزرج والأوس بعد موت محمّد. واستخلاص (يثرب/ المدينة) عاصمة خاصة وأبدية للدعوة والدولة المحمّدية.
المدينة، مسمى.. أكثر رقيا واستعلاء من القرية:(مكة)، وأكبر قوة وشكيمة، بقواتها الحربية على غرار (الجيش الشعبي)، بينما لا يوجد في (مكة) أي تنظيم عسكري، معتمدة على وجاهتها ومكاتتها الثقافية والدينية بين القبائل، فيها موسم الحج ومراسيم العبادة، وفيها مهرجانات الشعر والخطابة السنوية، ومراكز التجارة والابتياع، بين البدو والحضر، والمركز والأطراف.
بالمقابل، بقي النسيج الاجتماعي لمجتمع (يثرب) مفككا، مهلهلا، تسوده النعرات والمنابزات بين الأوس والخزرج، وبين الأنصار والمهاجرين، فضلا عن طمع المحتاجين في أموال وأطيان السكان الأصليين، وطمع الزعيم الطارئ في منافسة الحكام والحكماء المحليين.
وهذا ما قاد مضمون الوثيقة إلى الانهيار والتحلل لصالح اللاجئين الغزاة، والمعدمين الذي صادروا أموال السكان، فبدت بنود الوثيقة مفرَغة من محتواها الانشائي المزوق.. كما هي عهود واتفاقات الاسلامويين بعدها حتى اليوم، حيث تتحول ألسنتهم إلى سيوف كذب ودجل في وسائل الاعلام، كما تجسدت في نظام الابتذال العراقي بعد (2003م).
الغزو المحمّدي ليثرب، وما تبعه من غزو عليّ للعراق/[غزو فاشل للبصرة، وغزو ناجح للكوفة/ الحيرة]، والغزو البيويهي الصفوي الخميني لمدائن العراق، يثير سؤالا، عن مغزى الغزو، لشرعنة المشروع الدينسياسي. هذا الغزو المبتذل، القائم على داخل المحيط العربي، مما يؤكد رفض السكان الأصليين لتلك الفكرة/ البدعة الطارئة، فيجري تمريرها عصفا، بالسيف والمال والخديعة. فمتى يظهر الحياء على جباه بلطجية الدجل، ومتى يستعيد السكان الأصلاء قصب الإرادة، في طرد اللاجئين الغزاة والشذاذ خارج حدودهم وثقافتهم، بدلا الانحناء لخدمتهم ودفع الأعطيات والظهور المكسورة لهم.
مجتمع بلا إرادة هو مجتمع بلا كرامة، ومجتمع من غيرهما.. لا يستحق الحياة ولا الاحترام!.
هل كان مسلمو مكة يمارسون (التقية) في مكة، وفي (يثرب) كشروا عن أنيابهم الدموية..
هل كانت الجماعة النصرانية الراعية لمحمّد، مجرد غطاء ودرع حماية وتغشيش أولي، حتى إذا تمكنوا واستغنوا، قلبوا لهم ظهر المجن، فقاموا بالتخلص منهم، والقفز على الحدود، إلى دائرة أوسع، متخذين (تحالف الأوس والخزرج) وأموال (يهود يثرب) قاعدة عسكرية ومالية واقتصادية، للبدء في تنفيذ مشرع الدولة والسيادة المحمّدية، المنطلقة من (يثرب) إلى (مكة)، ومنهما إلى عموم جغرافيا الجزيرة؟..
التقية والتكتيك.. المباطنة والملاينة والمداهنة والاستعلاء والاستبداد..
البدء بالوثيقة والعهد أساسا صوريا، وانتهاء بالغريزة والمزاج والنرجسية المحمّدية معيارا وقانونا اسلاميا، قائما على التطبيق المخالف ومخالفة الخطاب الاعلامي حتى اليوم.
لماذا يتذرع الاسلاميون بقانون، ما انتهى عنه محمد وما سوّغه محمد، وكل ما اصطلح عليه بـ(السنّة المحمّدية) الموروثة من مجتمع بدوي شحيح، قبل أربعة عشر قرنا، وما زالت ترتهن إليه عقول الناس، وتدفع بالحاضر، في باطنية ماض يائس. ثم لا يزعل أولئك إن رجموا بالتخلف والجمود وعبادة الماضي والوثن والموتى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأخ سامي سيمو
وديع العبيدي ( 2020 / 1 / 17 - 12:08 )
Sami Simo
انا ارجح ان قرآن المدينه صنعه الفُرس من امثال سلمان الفارسي المؤمن بالاهين اله الخير والشر وهذا ما نجده في صفات اله القران وجهين لعمله واحده وحسب التاريخ كان الصراع بين امبراطوريتا الرومان والفُرس وليس العرب وغيرهم من الامم وتأليف لغة القران واعطاء لها لغة عربيه كذبا وزورا،وبجميع الاحوال الاسلام لا يعرف الخالق الحقيقي لان انفصام شخصية اله الاسلام مكشوفه في القران بدون تأويل وتفسير

الأخ سامي سيمو
أشكرك على توقفك والمداخلة المهمة
مع خالص التحية


2 - الاشكاليه
على سالم ( 2020 / 1 / 18 - 02:38 )
اشكاليه القرأن انه مثل السوبرماركيت , تستطيع ان تجد اى شئ فيه حتى ولو كان غير منطقى وايضا التفاسير الاسلاميه المختلفه وتضاربها , هؤلاء المفسرون كاذبين وفاسدين ويتهموا بعضهم البعض بالالحاد والكفر والزندقه , الحقيقه هنا غائبه ولاتستطيع ابدا الامساك بها


3 - رائع وعظيم
وديع العبيدي ( 2020 / 1 / 20 - 11:16 )
الأخ علي سالم
هذا السوبر ماركيت/ الكوكتيل الحافل بالتناقض والغموض واللامنطق، هو سرّ جاذبية الاسلام القائمة على الخوف وعصيان التفسير. هذا وجه من وجوه اعجاز القرآن وصعوبة فهمه من العامة، وسبب تحاشيه والخوف من كشفه من قبل أهل العقل. خالف تعرف. الغموض والجهل والتحريف هو سبب رواج الاسلام. ولكن الواضح والمؤكد تاريخيا وعالميا، ان الاسلام هو دين الجهلة والغوغاء. والدولة الاسلامية تقوم على الجهل والتحشيش والأمية
فما قيمة مجتمع جاهل ودولة تحشيش وبلدان تعتاش على الفساد والجريمة والنصب والنهب
ان المضمون هو جوهر الأخلاق والحضارة، وهذا معدوم في الاسلام، ولكن الأغلبية تميل للرداءة
أشكرك وأشكر مداخلتك
علينا أن نتكلم ولا نسكت
علينا أن نعمل ولا نتكلم فقط

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد