الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعد السياسي المعاصر بين مصر و أرمينيا

هويدا احمد الملاخ

2020 / 1 / 18
السياسة والعلاقات الدولية


وجهت القيادة المصرية الدعوة لرئيس أرمينيا " أرمين سركيسيان " لحضور افتتاح قاعدة برنيس على البحر الأحمر جنوب شرق مصر، من ضمن عدد من الدعوات لأصحاب السمو والجلالة والفخامة من ضيوف مصر وعدد من وزراء الدفاع للدول الشقيق ، وقد رصدت وكالات الأنباء العالمية تلبية أرمين سركيسيان لدعوة مصر وجلوسه في الصفوف الأولى على منصة الافتتاح .
وتسال البعض لماذا حضر الرئيس الرئيس الأرميني أرمين سركيسيان، الافتتاح رغم كون أرمينيا ليست دولة عربية أو ذات حدود مشتركة مع مصر ، فالناظر إلى خريطة العالم يجد أرمينيا تقع بين البحر الأسود وبحر قزوين، كما أنها بلد غير ساحلي في جنوب القوقاز، تبعد جغرافيا عن منطقة البحر الأحمر؟!
تعد مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال أرمينيا وأول دولة عربية فتحت سفارة لها بأرمينيا بعد استقلالها عن الاتحاد السوفيتى، ثم التوقيع على اتفاقية إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1992، وافتتحت السفارة الأرمينية بالقاهرة عام فى مارس 1992؛ ثم افتتحت السفارة المصرية في يريفان فى مايو 1993 .
و تسعى حكومة أرمينيا فى الوقت الحالي من خلال الطرق الدبلوماسية الحصول على الاعتراف الدولي الرسمي بأن الشعب الأرمني تعرض لإبادة جماعية من قبل الدولة العثمانية فى القرن التاسع عشر بين عامي1894-1896م ، وفى القرن العشرين 1915 و1917 م ، حيث هلك فيها أكثر من ثلثى السكان الذين يعيشون على الأراضى التركية بعد أن هجرتهم السلطات العثمانية قسرا نحو صحارى العراق وسورية تحت وابل من التعذيب والتجويع والانتهاك والقتل الجماعى للأطفال الذين رموا بهم فى النهر ، على اثر ذلك اصدر فقد اصدر الأزهر الشريف فى ذلك الوقت فتوى تحرم قتل الأرمن، ووجه رسالة للمسلمين في تركيا بأن يتقوا الله في كافة الرعايا من كافة الأديان، وقام محامٍ مصري بتصوير نحو 25 ألف نسخة من تلك الفتوى وإرسالها على نفقته إلى تركيا لوقف مذابح الأرمن ، الذى بلغ عددهم مليونا ونصف المليون بحسب الأرقام التي أعلنها الأرمن، بينما قالت الحكومة العثمانية إن العدد لا يتجاوز 700 ألف أرمني .
وتحتفل أرمينيا بيوم 24 أبريل سنوياً لإحياء تلك الذكرى، رغم كل المحاولات التركية للتنصل من جريمة
الإبادة الجماعية للأرمن والمذابح الإنسانية ضدهم تعد تاريخ أسود يلاحق تركيا العثمانية ، خاصة بعد اعتراف البرلمانات الأجنبية بالمذابح الأرمن ، منها فرنسا وروسيا وألمانيا، وكندا وغيرها ، ويصل عدد الدول المعترفة بالمذابح إلى 31 دولة ،وقد هاجمت انقرة عددا من الدول التى اعترفت بالمذابح منها برلين في عام 2016 بعد تصديق البرلمان الألماني على قرار يصف مذابح الأرمن بأنها "إبادة جماعية"، وقد وصفت أنقرة القرار بالمشين، ومثال على "الجهل وعدم احترام القانون".
وبعد مضي أكثر من قرن على مذابح الأتراك بحق الأرمن ، ومضى أكثر من ثلاثة قرون من الاستعمار العثماني للاراضى العربية اللبيبة ، يسعى الرئيس التركي رجب اردوغان للعودة مجددا لاحتلال الاراضى الليبية تحت زعم الإرث القديم ، ودعم اتفاق (الصخيرات ) الذي تمخض عنه تكوين المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» الذي تم توقيعه في مدينة الصخيرات في المغرب بتاريخ 17 ديسمبر 2015 ، وشمل أطراف الصراع في ليبيا ، لكنه فقد شرعيته لأنه جمع تحت عباءته قوى وتيارات إرهابية موازية للجيش الليببى الوطني ، وأصبح فاقد الشرعية الوطنية ، وتحت زعم دعم اتفاق (الصخيرات) فاقد الشرعية فى ليبيا، سارعت الحكومة التركية مبكراً بإرسال إمدادات عسكرية إلى حكومة (الوفاق) ، في مواجهة الجيش الوطني وهي خطوة تتجاهل الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة، وهذا فضلاً عن تقارير تترى عن الدفع بمقاتلين إرهابيين إلى ليبيا عبر خطوط طيران يمتلكها أصولي ليبي موال لأنقرة والدوحة .
للاستفادة من توتر الأجواء داخل الاراضى الليبية ، للخروج بحزمة مكاسب اقتصادية وإستراتيجية تمكنها من رسم خريطة البلد الغنى بالثروات المعدنية والبترولية ، على نحو يخدم مصالحها على حساب مصالح الشعب الليبيى ، تحت شعار زائف ( جغرافيتها وإرثها القديم ) .
إن التدخل التركي في ليبيا يهدد الأمن القومي المصري في ناحية الغرب حيث الحدود المشتركة مع لبيبا ، كما يهدد مصالح مصر الاستراتيجية و الاقتصادية فى منطقة شرق المتوسط ، ومن هنا تأتى الإجابة عن أسباب أهمية توطيد العلاقات بين مصر و أرمينيا لأنها تمثل بعدا سياسيا ودبلوماسيا مهما لمصر، فهي الجارة الأقرب لتركيا على الحدود المباشرة بين البلدين من ناحية الجنوب، خاصة وان ملف المذبحة الأرمينية حساسا لأنقرة سواء على المستوى الشعبي أو الحكومي والتقارب المصري الأرميني فى الظروف الراهنة يمثل بعدا سياسيا لمصر يوضع فى حسبان سياسية مصر الخارجية للضغط على حكومة انقرة التى تدعم الإرهاب في المنطقة العربية بشكل عام وعلى حدود مصر الغربية بشكل خاص ، حيث يضع التدخل التركي في الشأن الداخلي الليبي منطقة شمال أفريقيا وشرق المتوسط على حافة الحرب ، خاصة بعد سياسة الحكومة التركية الداعمة لزعزعة الأمن والاستقرار داخل الاراضى اللبيبة والعمل على تقسيمها ونهب خيراتها ، وسعيها الدائم لغزوها بدعم مباشر سياسي وعسكري لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج فاقدة الشرعية و التي تدعمها مليشيات إرهابية تحارب الجيش الوطني الليبي في طرابلس ، ومن ناحية أخرى أطماعها للسيطرة على غاز البحر المتوسط بعد توقيع اتفاق يخالف كل الأعراف والقوانين الدولية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس