الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضجر

حسن كله خيري

2020 / 1 / 18
الادب والفن


بعد فراقنا بيوم واحد، بدأت بفتح عشرات من الحسابات الوهمية على الأفتراض لأتابعك لأعرف أخبارك، لأراقب تحركاتك، لأرسل لك الرسائل كم أنا بحاجة لك كم أنا متعب، كم أتعرض للقسوة بسببك، لأجعلك تتذكر أشياء الجميلة التي كانت تجمعنا مهما كان نوعها، لأذكرك بوعودك وأقسامك بأنك لن تذهب أبداً مهما حدث، والتي أثقلت كاهلي المنكسر وجعلتني أستغرب من الهول وفاجعة ما حدث.

تواصلت مع الكثيرين من أصدقائنا، وكذلك مع أصدقائك ليخبروك أنني لا أريد لأحد أن يشمت بي وبك، ليخبروك بأني على استعداد أن أضحي لأجلك بكل ما تبقى مني، بعد كل الذي خسرته والذي كنت أملكه في حياتي الأقربون، راحة البال وكل الأمان الذي كنت أنعم فيه قبل أن أراكِ، والشيئ الثاني هو أنني أريد شيئاً واحد ليس النصر أو أنني أريد وأفعل كل ما يحلو لي لا، فقط كنت أريد أن أرى الله أمامي لأشكي له ما رأيته من المشاكل والوحوش من حولي، ولأثبت لك وللأخرين أن هذا الكائن الماثل أمامك هو نفسه الذي كان قبلك وبقي وسيبقى، ولا يغيره الزمان ولا المكان.

كنت أفعل وأتنازل لأخبرك أنني وصلت إلى درجة لم أجرؤا على حذف أي شيئ يتعلق بك من ذاكرتي التي لا تملك ثقباً واحداً، كنت أنام ثملاً إلى الصباح لأرى طيفك الحقيقي بهيئة ملاك يجلس على صدري، كانت كل زياراتك في أحلامي تخبرني بأن هذه الظروف القاسية حتماً سوف تمر كما مرت كل تلك المسافات الكبيرة والبعيدة، وكما كنت أحارب كل الذين حاولوا أن يأذوننا ببعضنا قبل سنين.

أنا كنت أريد أن أخبرك أنهم مازالوا يعملون ضدنا منهم من يخبرك عني لتشويه ما تبقى من حسن صورتي بكلامٍ لم أقله، وأفعال لم تصدر مني لكن لأن الواقع الذي أعيشه في وسطي العملي أرادوا أن ينهوا كل شيئ فقط لأن الشخص الذي لا يرخض لهم يريدون إيذائه بكل الطرق، هذه هي نقطة الضعف التي أرادوها مني، أن يأذوني بك، كنت أريدك أن تتمهل لأخبرك أن كثير من الأشخاص فقط مهمتهم الوحيدة هو إيذاء الناس.

أنا كنت أريد أن أخبرك بأنني لن أنسى، وسأعمل جاهداً أن أحميك بدون أي مقابل برغم من أنني في أضعف حالاتي وبؤسي، وكل العيون التي علي، لكن ما زلت على وعدي مهما حصل ولا أخلف بذاك الوعد، كل ما أقوله لك الأيام القادمة كفيلة لتخبرك صدقي.

أنا كنت أريد أن أخبرك بأنني هنا وأنا في شتائي السادس والعشرون، و هذا هو أقسى شتاء مر علي لكني سأبقى، وسأجمع لكِ كل الأشياء التي كنتي تحلمين بأن تحصلين عليها، مرسمك الخاص، كاميرتك، ملابسك، كتبك، زينتك، طريقة ترتيب كوخك، تحفك، تاجك وخاتمك الذي مر على وجوده هنا بدونك شهوراً وأياماً.

كنت أريد أن أخبرك بأن هذا الكائن المتعب ليست به أي روح، فكلما أراد أن ينسى تتجدد فيه الذكرى، أريد أن أخبرك بأن الأغبياء الذين يحاولون الوصول إلي هم أجبن من أن يفعلوا ما يريدونه مني، أريد أن أخبرك أنني أخاف الخلف، أن يكون خلفي هشاً بعد أن بنيت جداراً لي ولك أخشى ما أخشاه أن ينهد وأن تضعفي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية


.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-




.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني