الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلمت يوما

رفعت ريد
كاتب وباحث وروائي احب السفر والقراءه

(Refaat Reed)

2020 / 1 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حلمت يوما اني صرت رئيسا لمصر وبعدما تقلدت زمام الحكم اتي الي وفد من السلفيين وآخر من الإخوان ولهم مطالب مشتركه‘ ومطالبهم واحده وهي اقامه دوله دينيه تحتكم بالشريعة الإسلامية
ثم اتي الي وفد من الكنيسه والعلمانيين والصحفيين والمثقفين وطلبوا مني باقامه دوله علمانيه وان ارفض الدوله الدينيه التي يريدها الاخوان والسلفيون
فقلت موافق ولكنني اومن بمبدأ شيل ده من ده يرتاح ده عن ده
وكل واحد ينام علي الجنب اللي يريحه
فقرت تقسم مصر الي ثلاثة أقاليم لكل اقليم حكم ذاتي ومستقل و له دستوره وقوانينه
وعلي الشعب ان يختار في اي اقليم يعيش
وعلي الجيش حمايه الأقاليم بدساتيرها وقوانينها دون التدخل في ايدلوجيتها
وفعلًا قسمنا مصر الي ثلاثة اقاليم
واحد للسلفيين والآخر للإخوان والثالث علماني بقيادتي
وانقسم الشعب الي ثلاثة فرق متساويه
وصرت رئيس للإقليم العلماني وتجمع معي كل الاقباط وبعض المسلمين وكل العلمانيين والمثقفين والشيعة والأقليات الدينيه والشواذ والملحدين والادينيين وغيرهم
ووضعنا دستور علماني بحت يفصل الدين عن الدوله ويضع الإنسانية في المقدمة
والغينا تعليم الدين في المدارس
والغينا مظاهر الدين في الدوله
والغينا ان يكون للدوله دين
ثم وجدت الشعب يطالب بان نجعل عاصمه الإقليم مارمرقس
رفضت وقلت اننا لسنا دوله دينيه
فقاموا بمظاهره بتحريض من الأساقفة
فنصحني المستشارين بعدم مقاومه الشعب
وفي النهاية رضخت حقنًا للدماء
ثم قام الشعب بتغيير كل الشوارع لتصير باسماء قديسين
شارع مارمينا
ميدان البابا كيرلس
وقاموا بوضع التماثيل الدينيه في الميادين العامه واضافوا الفن القبطي المسيحي في كل ركن من اركان البلاد
واطلقوا اسماء القديسين علي المصالح العامه والمدارس والمستشفيات
واطلقوا علي المطار اسم مطار البابا شنوده الثالث
أبديت اعتراضي لاننا دوله علمانيه وليست دينيه
فثار الشعب بتحريض من الكنيسه
فرضخت مره اخري حقنًا للدماء
ثم جائت الكارثة رشح الأساقفة أنفسهم في انتخابات مجلس الشعب والمحليات وفازوا فوزا ساحقا وصار مجلس الشعب من اللحي المُعممه وكأنه المجمع المقدس
اكثر من 90 % من الاكليروس
سالت مستشاري فقالوا لقد انتخبهم الشعب وهذه رغبتهم ونحن دوله ديموقراطيه حره
فطلبت منهم في اول جلسه افتتاحيه ان يرعوا العلمانيه ويتبنوها باستخدام قاعدتهم الشعبية في الشعب
لان العلمانيه هي الحل لدوله قويه
لم يبدوا اي اهتمام لكلامي وأكثرهم انصرف اثناء الخطبه
ثم توالت الأحداث المؤلمه
صار الاقباط الأرثوذكس يتجمهرون ويحرقون كنائس البروستانت والكاثوليك
ويتحرشون بهم علانيه
ويضطهدون الأقليات المسلمة
ويغتالون الشواذ والملحدين
وبدا الأساقفة في مهاجمه الطوائف الاخوي
ثم وضعوا اقتراحات بتعديل الدستور لتصير المادة الثانية قائمه علي ان المسيحيه هي دين الدوله وان مبادي الارثوذكسيه هي اصل التشريع
ويريدون مزيد من السلطة للبابا بحيث انه يقوم بمباركه والموافقة علي تعيين رئيس الجمهورية
والحق في عزله
والحق في عزل اي مسؤول
ومن حق الكنيسه مراجعه القوانين وتمريرها او منعها
ووضع اعياد القديسين كاجازه رسميه للبلاد
والسماح بترك العمل للصلاه بالاجبيه
رفضت وقلت اننا دوله علمانيه
فقالوا الأغلبية الساحقة من الاقباط الأرثوذكس ولهم الحق في تقرير مصير دولتهم وتغيير دستورها
"مش أنت قلت كل واحد ينام علي الجنب اللي يريحه"
طيب هما عاوزين دوله دينيه
وبالفعل وضعوا مسودة الدستور الجديد والفاجعة ان الشعب وافق عليها بأكثر من 90 %
وغيروا الدستور وفي سنوات قليله سيطرت الكنيسه علي زمام المال والأعمال والوزارات
وصرنا لا نملك أموال في خزانه الدوله لان الشعب يتبرع بها للكنيسه
وزاد ثراء الاكليروس
مقرات فاخره لإقامتهم
استراحات في كل مكان
قصور البابا
طائرات خاصه
منتجعات سياحية للاساقفه
مشاريع ومستشفيات وقري سياحيه باسم الكنيسه
كنت تسير في الشارع وتسمع صوت القداسات في كل مكان
وصور القديسين في كل ركن
وكانت تغلق الشوارع للصلاه
كنت تري الكهنه يخطبون ي الشوارع
ويسيرون في الشوارع في اعياد القديسين
وصارت مصر دوله دينيه مسيحيه ارثوذكسيه
جائني رئيس المخابرات ليخبرني بان البابا في طريقه لعقد صفقه مع الاقليمين السلفي والإخواني لدعمه في الانقلاب ضدي وتحويل مصر الي دوله دينيه ارثوذكسيه مقابل دعمهم في بلادهم
ثم قال لي ان احد الأساقفة سوف يستقيل من الكنيسه ويرشح نفسه في الانتخابات امامي
وغالبًا سيفوذ لانه سيتخذ اطار ديني
ثم بعدها بقليل قامت مظاهرات عارمه في كل مكان ضدي وضد العلمانيه
يتهمونني باني احتقر الإنجيل والمسيح والمسيحيه
ولا احب الكهنه والبابا بل واضطهدهم
اتهموني بالهرطقه وباني انشر في الارض فساد
وبافساد الارثوذكسيه في مصر من خلال السماح للطوائف الاخري بالتبشير
وقام الأساقفة والكهنه بقياده هذه المظاهرات
ثم اقتربوا من مقر الرئاسة ورشقونا بالحجارة وأرادوا اقتحامه
فجائي الحرس الخاص وطلب مني مغادره البلاد وإلا سنلقي حتفنا جميعا انا واسرتي
وفعلًا ظللنا نجري الي السيارة انا وزوجتي وابنائنا
والحجارة تنهمر علينا من كل جانب
وكرات النار تحرق كل شئ
وها انا اجري
بكل قوتي
وابنائي خلفي يسيرون بكل قوتهم
ولكن في بطئ
ثم سقط فجاه برج عالي به جرس
وظل الجرس يضرب بشده
ثم مدت يدي وأمسكت التليفون وأوقفت جرس المنبه
ولم ارغب بعدها في النوم حتي لا اري نهايتي السيئه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد