الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((علقوا لي المشنقة!!*)) ..... (1-2)

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2020 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


((عــلــقــوا لــي الــمــشــنــقــة!!)) ..... لأنني تساءلت:
لماذا هذه الأقطار وحدها؟؟

ومن هذه النقطة أريد أن أقول لجميع هئولاء الأعزاء:
إن القاعدة الفكرية والإيديولوجية التي آمنت بها دائماً ، وطوال حياتي ولا زلت مؤمناً بها أشد الإيمان ....... هــــــــــــي:
أن الشعوب دائماً على حق والجماهير دائماً على حق ، وأن الأنظمة الحاكمة مهما كان لونها وأيديولوجيتها وعقيدتها :
ـ شيوعية قومية ماركسية رأسمالية.......الخ ـ هي ظالمة دائماً وعلى باطل تام!
لأن أنظمة الحكم المختلفة هذه :
وبمجرد وصولها إلى السلطة تنسى أيديولوجيتها ووعودها وبرامجها السياسية المعلنة أو التي وعدت الجماهير بها ، وتتحول بسرعة قياسية إلى نظام حكم يريد أن يبقى على رأس السلطة ومالك لزمامها الوحيد لأطول مدة ممكنة ، ومن هنا ينشأ الاستبداد والدكتاتورية ، ولهذا تقوم مثل هذه الأنظمة بتقوية (أجهزة أمنها) وتجعل منها أقوى وأهم مؤسسات الدولة جميعها ، لتحمي بها انظمتها المستبدة!
ومثل هذه الانظمة السياسية تكون دائماً :
أنظمة قمعية استبدادية شمولية ودكتاتورية ، وقد رأينا الكثير منها في القرن الماضي ولا زال بعضها معمراً إلى القرن الحالي ، وكانت الأغلبية من هذه الأنظمة تدعي بأنها اشتراكية أو ماركسية أو شيوعية أو قومية ـ كنظام صدام حسين مثلاً ـ وما يشابهه من أنظمة مماثلة!

ولهذا فإن هذه الأنظمة ـ وكجزء أصيل من طبيعة تكوينها ـ تواجه بالقمع الشديد والقوة المفرطة كل تحرك جماهيري مهما كان شكله ونوعه ودرجته ، وتلجأ دئماً إلى كيل التهم المتنوعة لمن يعارضها أو يخالفها بالرأي أو يتظاهر ضدها ، وفي العادة أن مثل هذه الأنظمة تضع قاموساً يحدد صفات (المواطن الصالح) ـ كما تتصوره هي ـ وتؤطره بمقاييس محددة ومشددة ، ومن يخرج أو يخالف هذه المقاييس التي وضعها له النظام ، يصبح أما عميلاً أو خائناً أو "مدسوساً" يحكم بالموت ، ومن يسعفهم الحظ من هئولاء يسمونهم بالجهلاء أو المضللين أو الحاقدين ........الخ فتخف عقوبتهم!
وانطلاقاً من التجربة العملية التي عشتها شخصياً :
ومن القاعدة الفكرية والأيدولوجية التي آمنت بهما طوال حياتي ، أيدت ـ دون تحفظ ـ جميع الاحتجاجات والثورات والانتفاضات العالمية والعربية بالخصوص ، التي قامت في الوطن العربي منذ الأزل حتى وصلت إلى العام 2011 وما تلاه باستمراريتها وإلى اليوم بصور واشكال ودرجات متنوعة ومتقطعة ، في الكثير من الأقطار العربية كالأردن ومصر مثلاً ، وصولاً إلى انتفاضات الجزائر والعراق ولبنان الحالية ، وأخيراً انتفاضة الشعوب الإيرانية الراهنة!
ووفق هذه القناعة الفكرية التي آمنت بها ، كتب عشرات المقالات في الصحف العراقية والمواقع الإلكترونية المختلفة عند اندلاع تلك الثورات والانتفاضات الشعبية في حينها ، وكان البعض منها على صفحات "الحوار المتمدن"!
*****
ومعروف أن الوضع العربي الحالي وبفعل صراعات سياسية إقليمية ودولية ومحلية نشأت بعد غزو العراق ، والمحلية منها كانت ومرتبطاً ارتباطاً مباشراً بقوى الإسلام السياسي [بشقيه : الشيعي والسني] وتبعيته الدولية والاقليمية المعروفة!
وبفعل جميع هذه العوامل المتنوعة :
انقسم الواقع العربي إلى قسمين أو معسكرين متضادين ومتقابلين ومتحاربين ومختلفين على كل شيء ، وبشأن جميع القضايا الموضوعية منها والمفتعلة : كالطائفية مثلاً ، التي أثيرت على الساحات العربية وتدخل في عداد هذه الاختلافات جميع الانتفاضات والثورات العربية المتتالية!
وهذان المعسكران معروفان .. وهما :
المعسكر الأول : ويضم ما يعرف بقوى "المقاومة والممانعة" وتندرج تحت لوائه دول ومنظمات وأحزاب وشخصيات ممتدة على طول خارطة الوطن العربي : كسورية وفلسطين والعراق ولبنان ممثلاً: بــ (حزب الله) والفصائل المسلحة الأخرى المماثلة له ، يضاف إليهم مؤيدو هذا المعسكر وحلفائه كإيران بالدرجة الأولى ثم روسيا والصين!

والمعسكر الثاني المضاد له : يضم جميع القوى الإمبريالية في العالم: الأمريكية والصهيونية "إسرائيل" والدول الغربية الأخرى ، واتباع هذه الأطراف من الرجعيات العربية وفي مقدمة هئولاء الاتباع جميعهم: المملكة السعودية والامارات ودويلات الخليج العربي النفطية ، ثم اتباع هئولاء الأتباع من الأنظمة العربية المأجورة لهم كأنظمة السيسي والأردن والمغرب والسودان ..........الخ!
ومعلوم أن هذا المعسكر الثاني كبير وواسع وغني جداً ، ويمتلك جميع الامكانات المادية بالإضافة الامكانات الإعلامية الهائلة التي تؤهله للانتصار .. مادياً : هو يمتلك أموال ومنشآت ومؤسسات وجغرافيا عالمية بدون حدود !
واعلامياً : يمتلك ما نسبته 99% بالمائة من الإعلام العالمي بفعل السيطرة الصهيونية عليه ، في حين أن السعودية تمتلك لوحدها ما نسبته 85% من الإعلام العربي ، ولهذا يستطيع هذا الإعلام الهائل أن يقلب الحقائق ، ويجعل من الأبيض أسوداً والأسود قمراً منيراً ، وكل هذه الامكانيات المادية والاعلامية العالمية والعربية موجهة إلى جهة واحدة ، هي قوى المقاومة العربية وإيران تحديداً ، وهو يطلق صفة (الارهاب) على قوى المقاومة وعلى إيران (صفة العدو) الأول للعرب ، بينما أصبح "إسرائيل" حليفاً وأخاً وابن عم ، وهو ما تنبأ به وحذر منه الراحل الكبير (محمد حسنين هيكل) قبل خمسة عشر عاماً أو يزيد بقوله : إنهم يريدون أن يرفعوا (صفة العدو) عن "إسرائيل" ويلبسونها لإيران!!
وقد استطاع هذا المعسكر وبكل هذه الامكانيات الهائلة من النجاح في ابدال الصفتين عن الأثنين ، ومن قلب الحقائق وغسل أدمغة قطاعات واسعة من الجماهير العربية والإسلامية ، وجعلها تصطف إلى جانبه في قضايا مفتعلة كثيرة كهذه ، وهي أبعد ما تكون عن مصالح الناس الحقيقية!

في حين أن المعسكر الآخر أو الأول : هو فقير ومعدم مادياً واعلامياً ولا يمتلك عشر معشار ما يمتلكه المعسكر الثاني من امكانيات مادية واعلامية هائلة .. وليس له من امكانيات إلا صموده وما يحققه في الميدان ، وتَعَلُقْ بعض الجماهير به لأسباب مختلفة: بعضها مبدئية كتحرير فلسطين ومحاربة الصهيونية ، وبعضها قد تكون طائفية أو إنسانية أو غيرها!
*****
ومعروف أيضاً ، أن نتيجة هذا الانقسام العربي الحاد على جميع المستويات ، قد أدت لتكون واقع عربي مليء بالعاهات ومأزوم في صميم وجوده: مأزوم بطبيعة النظام الرسمي العربي الذي فقد استقلاله وكينونته الذاتية تماماً ، وأصبح تابعا تبعية تامة لهذا الطرق الدولي أو لذلك الطرف الإقليمي ، مما أدى لأن تصبح جميع القضايا العربية بيد الخارج تحل وتناقش من قبل الدول الأجنبية ، دون يكون له أي رأي أو دور يلعبه هذا النظام الرسمي العربي ولا جامعته العتيدة فيها!

ومأزوم جماهيرياً: بالمظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات الشعبية المتواصلة ، وبالبترودولار الذي تدخل في كثير منها وحرفها عن مساراتها الطبيعية وشعاراتها الأصلية : [عيش ، حرية ، عدالة اجتماعية ، كرامة وطنية] وشعاراتها المستجدة [عمل ، سكن ، خدمات ، انتخابات ، محاربة فساد..........الخ] التي أضافتها مظاهرات واحتجاجات العراقيين واللبنانيين والجزائريين الأخيرة!
فكل هذا الظواهر الجديدة والغريبة ، جعلت الوضع العربي العام يطحن وينهرس بين فكي رحى ، وينقسم على نفسه انقساماً حاداً بين ذلكم المعسكرين المتضادين والمتقابلين والمتخندقين أمام بعضهما!

وكما انقسمت الأنظمة العربية وذهب تسعة وتسعون بالمائة منها إلى المعسكر الإمبريالي الأمريكي "الإسرائيلي" ، مما أدى إلى خلق هذا الوضع العربي الغريب ، وانقسمت أيضاً الجماهير العربية وحتى بعض النخب والاحزاب العربية ـ التقدمية والتقليدية منها ـ في بعض الأحيان إلى ما هو أغرب وأسوأ ، فجميعها تقريباً أصبحت تتخذ مواقفها من المعسكرين على أسس طائفية ، وليس على مدى تقدمية القضية المطروحة أو رجعيتها ، ولا على مدى قربها أو بعدها عن مصالح الوطن العليا ومصالح الجماهير نفسها .....الخ
ونتيجة لهذا الوضع الغريب الناشئ :
أصبحت جميع المفاهيم الوطنية والتقدمية في نظر الكثيرين مفاهيم قديمة ، وغير صالحة (للاستخدام) في المجتمع العربي ، فاعتمدت المفاهيم الطائفية والدينية وتعبيراتهما المختلفة عند البعض بديلاً عنها ، بفعل تأثير المعسكر الأمريكي وآلته الاعلامية الجبارة ، وتمكنها من غسل أدمغة الكثيرين ووضعها في خدمة مشروعه المباشرة وغير المباشرة!!
*****
وهذا الانقسام الحاد خلق وضعاً عربياً دقيقاً ومحفوفاً بالمخاطر في كل الاتجاهات: فكرياً وسياسياً وجماهيرياً ، وسحب إلى بساطه حتى الكثير من النخب العربية المثقفة والمتنورة كما يفترض بها ، فأصبحت هي الأخرى لا تختلف كثيراً عن الجماهير العادية في أفكارها وانحيازاتها وأحكامها القطعية المتأثرة بذلك الاعلام الصهيوسعوأمريكي ، فضاعت البوصلة عند البعض وضاعت معها تقريباً جميع الفروقات النوعية بين النخب والجماهير العادية والشبه أمية ، مما جعل الكثير منها تفقد صفاتها النوعية كنخب واعية ومتنورة تتحمل قيادة المجتمع!
ونتيجة لكل هذا أصبح الوضع حتى وسط هذه النخب المميزة :
لا يختلف كثيراً عن الوضع وسط الشارع ، فالإنسان لا يستطيع أن يتخذ موقفاً معيناً أو مخالفاً ، إلا وظهرت ضده ردود افعال متشنجة وتهم جاهزة وتعابير مليئة بالعبارات السوقية في بعض الأحيان!

فأنت لا تستطيع في هذا الوسط المحتقن مثلاً أن تقف موقفاً مخالفاً :
إلا والصقت بك تمة الانتماء لواحد من ذلكم المعسكرين ، فلا مجال عندك لأن تكون محايداً أو أن تمتلك رأياً مستقلاً في أيٍ من القضايا مطروحة تحتاج منك أن تعطي فيها رأياً ، إلا وكان هناك من يقف لك بالمرصاد ويشكك بك وبمواقفك ، وفي بعض الأحيان قد تواجَه بكلام خشن وثقيل .. إذ لم يكن بالأيدي والأقدام!!
*****
وهنا بودي أن أقول لجميع الأخوة والأصدقاء ـ وللذين يحسبون الانفاس على بعضهم ـ ولكل إنسان وبكل وضوح .. إنني:
أولا : أنا مع فلسطين والقضية الفلسطينية ومع كل من يؤيدها ويناصرها: دول أحزاب منظمات أشخاص.... الخ!
ثانياً : أنا مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية ومع كل مقاومة ، ومع كل من يناصرها أو يدعمها ـ دول أحزاب منظمات أشخاص.... الخ ـ لأنني مع (مبدأ المقاومة) نفسه ، وبغض النظر عن فكرها وأشخاصها وتوجهاتها وأيديولوجياتها ـ حتى لو ناقضت أيديولوجيتي وكل ما أؤمن به ـ ، باعتبار أن (مــبــدأ الــمـقـاومـة) يعني عندي :
محاربة المحتل أو الغاصب أو المستوطن لأرض غيره ، وتعني أيضا محاربة الظلم بكل أشكاله وأنواعه :
سواء كان ظلماً طبقياً أو عرقياً أو إنسانياً ، أو بسبب اللون أو الجنس أو الدين أو المذهب أو الطائفة ، أو التفريق بين الجنسين الذكر الأنثى...............الخ
ثالثاً : وإنا مع كل من يعادي ويحارب الاستعمار والصهيونية والإمبريالية العالمية ، سواء كان شخصاً أو حزباً أو منظمة أو جمعية أو حزباً أو نظاماً سياسياً : كأنظمة كوبا وفنزويلا وكوريا الشمالية ........الخ ، وحتى إيـــــــــــــران!
أقول للجميع .... بأننــــــــــــــي:
بهذه المبادئ الواضحة اتعامل ، وبها أبدأ وبها أنتهي .. فهي حدود فكري وفضاء عقيدتي!!

[يــتــبــع]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت