الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع كتاب رحلة قمر

عزالدين أبو ميزر

2020 / 1 / 21
الادب والفن


قراءة في كتاب:"رحلة القمر" للكاتبة الصاعدة، قمر منى الصادر عام 2019 عن دار إلياحور للنشر والتوزيع في أبو ديس- القدس، ليصبح لدينا على الغلاف قمران. لست أدري والله من أين أبدأ؟ وإلى أين أنتهي؟ رغم أن الصورة في ذهني واضحة المعالم، بعد قراءتي لمقالات وخواطر ابنتنا قمر. أابدأ من العنوان، أم من الكاتبة، أم من الحالات النفسيّة التي كتبت فيها هذه المقالات والخواطر، فتأرجحت ما بين الإعتداد بالنفس، إلى الهزيمة والانكسار، ومن التفاؤل إلى اليأس والسوداويّة أحيانا، أم لركوبها فرسا جموحا،" ومن عادة الخيل أنّها تعرف فارسها"،وخاصّة أن الفرس التي تركبها كاتبتنا، بغير سرج ولا لجام، فنراها تتشبّث بمَعرَفَتِها وتمسك بها؛ لتثبت أنها فارسة متمرّسة، لنراها في أحيان أخرى، وكأن الفرس أحسّت، فهاجت، فرمت براكبتها الى الأرض غير آبهة بها. القارىء لهذا الكتاب، يدرك أن ما حواه من مقالات، ومن خواطر، كُتبت بفترات متفاوتة، وحالات نفسيّة مختلفة، وكانت الحافز الوحيد لكتابتها، تفريغا لهذه المشاعر التي تجمعت حينها، نتيجة مواقف معيّنة، عانت منها كاتبتنا، فأفرغتها على الورق كما هي، دون مراجعة ولا تدقيق" ونلاحظ أيضا أنها كُتبت بغير عنوان، -رغم وجود عنوان يتوّج كل مقالة وكل خاطرة- وأعني بالعنوان: الهدف الأساسي من الكتابة، والرسالة المنوي إيصاله، لا أشكّ مطلقا أن لدى الكاتبة موهبة الكتابة، والتي لا تكفي صاحبها ليكون كاتبا، بغير القراءة وصقل هذه الموهبة، وذلك بالإستفادة من تجارب من سبقه والبناء عليه، وأنّ لها مقدرة على صياغة الكلمة، والتي تسمو بها أحيانا إلى درجات من الجمال اللغوي يُحسب لها، وتهوي بها أحيانا أخرى، إلى درجة الكلام العادي، والعادي جدا، ربّما استعجال الأمر قبل أوانه، وعدم المراجعة الدقيقة، كانا السبب المباشر خلف ذلك، وكيف لنا من ناحية أخرى، أنّ ابنة العشرين بكل ما لها وما عليها، تصبح بين عشية وضحاها، وكأن لديها خبرة من أكل الدهر عليه وشرب، وطحنته الحياة، وعجنته، وخبزته، وصار يثري الناس بما لديه من حكمة وخبرة وتجارب؟ فيقع التناقض، والوقوع بالمحظور، والشكّ في المضمون. إن فورة الشباب، والإعتداد بالنفس، محمودة، ومفيدة، إن لم تصل إلى درجة الغرور، " إنّ الغرور لمن يغترّ قاتلُهُ.أرجو للكاتبة الرفعة والتألّق، والاستفادة من تجارب الآخرين، والتريّث قبل الإصدار، ولو أنها فعلت ذلك، وعرضت كتابها على متخصص باللغة، لما وقعت في كلّ هذه الأخطاء اللغوية، وليس التّسكين دائما يؤدى إلى السلامة على رأي من قال: " قد سكّنتُ فسلمت"، وأخيرا وليس آخرا، أودّ الإشارة إلى طريقة الكتابة، والتي أوّل من اعتمدها مترجمو الأشعار الأجنبيّة إلى العربية، وأصبحت تقليدا أعمى لكل كُتّاب ما يسمّى بقصيدة النثر، والتي لا تمت إلى الشعر بصلة، وكُتّاب الخواطر، التي تؤدي بهم أحيانا إلى تسكين أواخر الكلمات في السطور لغير حاجة، فيقع الخطأ، ولو كُتبت الخواطر سردا نثريا لكان أجمل وأوقع في النفس. وأخيرا، فإن الكاتبة كانت تميل بقصد، أو بغير قصد، إلى محاولة، كتابة، قصيدة النّثر، في بعض خواطرها، فجاءتنا، بالكلام المسجوع، الذي عفا عليه الزمن، وجعلها تقحم الكلمات الأخيرة، إقحاما على أنها قافية، وما هي بقافية ولا رويّ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع


.. سر اختفاء صلاح السعدني عن الوسط الفني قبل رحيله.. ووصيته الأ




.. ابن عم الفنان الراحل صلاح السعدني يروي كواليس حياة السعدني ف


.. وداعا صلاح السعدنى.. الفنانون فى صدمه وابنه يتلقى العزاء على




.. انهيار ودموع أحمد السعدني ومنى زكى ووفاء عامر فى جنازة الفنا