الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البقاء للأفضل البقاء للوطن

صبحى إبراهيم مقار
(Sobhi Ibrahim Makkar)

2020 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


عجباً ونحن في عصر المعلومات وحرية الرأي والتعبير، أن نجد غالبية دعاة الحرية لا يريدون سوى نشر وجهة نظرهم التي تركز فقط على أي عثرة أو خطأ ولو بسيط جداً لسيادة الرئيس والحكومة وكافة مؤسسات الدولة، وفي نفس الوقت لا يشيرون بأي صورة من الصور إلى أي إنجاز للدولة بجميع مؤسساتها ويرفضون نشر أي رأى مخالف لرأيهم. كما يريدون تحويل الناس لمجرد بغبغانات يكررون ما يقولونه لهم بدون فهم لتكرار نفس أحداث 25/1/2011 وما تلاها من إنهيار لأغلب قطاعات الاقتصاد المصري. وقد وصل بهم الأمر إلى التشكيك في وطنية أي إنسان مخالف لتوجهاتهم يذكر إنجازات السيد الرئيس أو أي مسئول حكومي ويساند الدولة في القضاء على الإرهاب والفساد وكل المشكلات المزمنة التي يعاني منها الاقتصاد المصري. كما يصفونه بأنه عبيد البيادة أو أمنجى أو مطبلاتي، وكأن ذلك عيباً أو ذنباً لا يغتفر. والعجب العجاب أنهم في نفس الوقت يكذبون كافة الأدلة الواضحة وضوح الشمس التي تدين أعضاء وأتباع التنظيم الدولي للخونة الإرهابيين، كما يصدقون كل ما تدعيه كافة القنوات والمواقع المعادية لمصر وجيشنا الوطني بدون أي دليل ملموس ويشوهون كافة الحقائق التي تتكشف يوماً بعد يوم عن خيانة وتآمر كل من كان يسعى لإسقاط الدولة المصرية.
لقد تناسوا أننا في عصر تعدد مصادر المعرفة التي يمكن للناس اللجوء إليها لمعرفة الحقيقة من جميع جوانبها (مع في الإنجاز، وضد في التقصير). فكيف ينادون بحرية الرأي والتعبير وهما مش طايقين يسمعوا أي صوت غير صوت معارضتهم الوهمية وغير العاقلة على طول الخط؟. وقد أصبح كل دكتاتور من دعاة الحرية الزائفة غير المسئولة يريد أن تخلو له الأرض ووسائل الإعلام لكي يشكك في كل شئ وأي شئ لا يتماشى مع توجهاته، ولا يريد أن يسمع أي رد على ما يدعى. ولذلك لا يجب أن نترك الساحة لأي جماعة أو تيار معين حتى لا تتكرر تجربة الجماعة المحظورة إسماً الغير محظورة فعلاً، بل وكانت الوحيدة التي كان يسمح لأعضائها بالسيطرة على كافة الأنشطة الطلابية والنقابية مما أدى إلى سيطرتها على عقول غالبية فئات الشعب المصري مع مرور الوقت.
وأنا هنا أشعر بالندم الشديد على عدم استمراري في مقاومة هذا التوجه أيام الدراسة الجامعية. فقد كان يسمح لطلاب المحظورة بإلقاء الخطب الدينية وعرض أفكارهم بكل حرية بين المحاضرات المختلفة، والغريب إن كل دكتور لما بيدخل المحاضرة كان بيترك الطالب الإخواني يخرج في هدوء شديد دون أن يوجه له أى كلمة. وطبعاً ده كان محظور على أى عضو في أي حزب آخر من الأحزاب الرسمية.
وكنت قد عبرت عن رأيي صراحة وبشدة لأحد المعيدين (في وقتها) إسماً (أ.ل) الإخواني فعلاً، والخاصة بلغته التحريضية الداعية إلى كراهية كل ما هو مختلف عنه في العقيدة والتوجه السياسي. فقد كان لا يركز في تخصصه بقدر تركيزه في نشر أفكاره الغير مسئولة بين الطلاب. فكانت صدمة له وصمت عشان هو كان حافظ كلمتين ومتعود يقولهم كل سنة ومحدش بيرد عليه، وإن المشكلة كان ممكن تكبر عشان طرفيها مسلم ومسيحي. وكان من نتيجة ذلك، إنه من الأسبوع التالي كان بيخلص شرح بدري ويخصص جزء من الوقت عشان يتكلم براحته في السياسة والفن وكل حاجة ضد الحكومة، وكان بيقول اللي عايز يخرج يخرج ويفضل باصص ليا جامد، وفيه ناس كانت بتخرج وناس كانت بتقعد وأنا معاهم، بس كنت بقعد عشان أوصل له إحساس إن أنا ممكن أرد عليه في أي وقت يتجاوز فيه ويخلى باله في الكلام ويقلل من لغته التحريضية، وفي نفس الوقت قررت إني ما أتكلمش خالص احتراماً لزملائي الأفاضل، وعشان كنت بقول في نفسي مش معقولة كل اللي قاعدين دول هيتأثروا بيه ويسمعوا كلامه.
وقد قمت بعد ذلك بترشيح نفسي كأمين للجنة الثقافية في انتخابات اتحاد الطلاب، ولكن بشروط وضعتها لنفسي لأعرف نسبة السادة الزملاء الذين سيقومون بانتخابي من تلقاء أنفسهم بدون تربيطات أو تكوين مندوبين لتجميع الأصوات الانتخابية، بل قمت بالانصراف مبكراً يوم الانتخابات ولم أحضر عملية الفرز. والمفاجأة أنني حصلت على 35 صوتاً (في الزمن الحالي كان ممكن النتيجة تكون صفر).
ليه أنا بحكي هذه القصة؟ والإجابة عشان أبرز فكرة معينة وهى إننا لو سمحنا لأي حزب أو تيار معين مهما كان ضعيفاً بالسيطرة على أية وسيلة تواصل اجتماعي أو السيطرة على مؤسسات أو نقابات أو اتحادات عمال، وحرمنا في نفس الوقت باقي الأحزاب والتيارات الأخرى من التعبير عن أفكارها والتواصل مع المواطنين، ستنتشر مع مرور الوقت أفكار هذا الحزب أو التيار المسيطر بين الفئات المختلفة وسيصعب إقناعهم في المستقبل بأية أفكار مخالفة لفكرهم حتى لو كانت أفضل لهم وللمجتمع ككل. وهذا ما نعيشه ونعانيه اليوم مع كل الإخوان الصاحيين والنايمين والمتعاطفين معهم.
لذلك دعونا نسمح للجميع بإبداء كافة الآراء البناءة بكل حرية ونتكلم عن كل الأشياء الصح والغلط، الإنجازات والمشاكل وكيفية حلها رغبة من كل شخص في السعي إلى إرضاء الله وتفضيل المصلحة العامة للوطن على كافة المصالح الشخصية والحزبية بشرط عدم تلقى أية أموال من الخارج أو من الداخل وعدم المتاجرة بمشاكل وآلام المواطنين واستغلالها للظهور في القنوات الفضائية لتحقيق شهرة زائفة ومنافع شخصية وحزبية.
وفي النهاية لازم كلنا نتأكد ونؤمن بحقيقة واحدة فقط هي: "الانتماء للوطن أهم وأبقي من الانتماء لأي تيار سياسي أو تنظيم دولي تابع لجماعة إرهابية لا تعرف معني الوطن ولا تعترف بالمواطنة". وإن شاء الله بالإرادة السياسية الوطنية القوية المحاربة للفساد على كافة المستويات، ومساندتنا لكافة مؤسسات الدولة بإخلاصنا واجتهادنا وأمانتنا في أداء كافة أعمالنا وواجباتنا نحو الوطن، هنعوض كل اللي فات وهنحقق كل الإنجازات وهنقضي على كل الأزمات وهننتصر على كل التيارات الغير وطنية التي تعمل طوال الوقت ضد مصالح الوطن. وربنا يعين ويثبت كل مصري وطني بيحافظ علي أمن الدولة وجيشها ومؤسساتها وبينمي إيجابياتها وبيفرح بإنجازاتها وبيقدم حلول واقعية لأوجه قصورها وسلبياتها لتحيا مصر فعلاً لا قولاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا