الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زعيم الأمة والثورة الإسلامية

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2020 / 1 / 23
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


Michael Nagib


كلنا يعلم جيداً أن الملايين التى خرجت والتى يمكن أن تكون تعبيراً واقعياً على الغضب الشعبى، ليسوا إلا جماهير خرجت تحت تهديد سلاح الحرس الثورى الإيرانى، لأن سليمانى ما هو إلا مجرد قائد منظمة إرهابية تحمل أسماً فلسطينياً " القدس" لزوم الضحك على ذقون المسلمين العرب، وبعبارة أخرى سليمانى كان يد النظام الإيرانى الإرهابية التى تعمل فى صمت وفى كل مكان بالعالم، ومن أبرز أعماله قمع أنتفاضة كردية فى مقاطعة أذربيجان وحارب ضد صدام وعمل مرشداً دبلوماسياً عسكرياً للأمريكيين ضد طالبان فى أفغانستان، وقاد المعارك أو المذابح فى العراق وسوريا وأقام الميليشيات العسكرية والتنظيمات الإسلامية، وغير ذلك من أعمال خارج الحدود الإيرانية ولا احد يعرف أرقاماً حقيقية لضحايا أعماله والآلاف من الأبرياء الذين سفك دمائهم خدمة للثورة الإيرانية.

لكن الذى يهمنا فى مقالنا هذا هو الزعيم المنافس لأردوخان على زعامة الأمة الإسلامية وهو المرشد قائد الثورة الإيرانية على خامنئى، فالنظام التركى والنظام الإيرانى يعملون جاهدين على من يستطيع إخضاع العرب المسلمين وإقامة نظام الخلافة الذى يحلمون به منذ سقوط الأندلس، لغزو العالم من جديد ليكون الإسلام هو دين العالم كله وتكرار ما وقع فى عهد الصحابة وما بعدهم من الدولة الأموية والعباسية، بأن يقيموا أسواق النخاسة ويتاجروا فى الأسرى والأسيرات السبايا والتمتع بهن. لذلك منذ قيام الخمينى بثورته الإسلامية ويريد الإيرانيون نشرها فى كل بلاد العرب، وإسقاط كل الأنظمة الديكتاتورية التى لا تعمل بشريعة الإسلام ليتبعوا زعيم الثورة والأمة الإسلامية فى طهران!

ومنذ قيام الجمهورية الإسلامية فى أبريل 1979 وحتى اليوم ويحكمها مبدأ ولاية الفقيه، حيث يتولى الفقهاء حكم الدولة والكثير من مؤسساتها الأستراتيجية مثل القوات المسلحة وجهاز المخابرات الإيرانى، ومعنى ذلك أن الجمهورية الإسلامية حكمت الدولة والشعب الإيرانى لأكثر من أربعون سنة دون إنقطاع، أى أننا أمام تجربة دينية ناضجة بما فيه الكفاية للحكم عليها وطرح الأسئلة التى تفرض نفسها على القارئ والباحث: ماذا قدم نظام الحكم الإسلامى من إصلاح ونهضة وتقدم للدولة الإيرانية يختلف عما كان فى عهد الشاه السابق؟

تأسيس الحرس الثورى الباسيج الذى له مكانة عليا فى نظام الفقيه ويضربون بيد من حديد على كل افراد الشعب الإيرانى، وفرضوا وأجبروا الفتيات والنساء على أرتداء الحجاب وتركوا الشعب يعانى من الفقر والبطالة والفساد والتضخم، ولإلهاء الجماهير الغاضبة العاطلة وجد أفراد نظام الملالى ضالته فى التعامل بطريقة صبيانية مع الملف النووى، رغم أن مرشد الثورة الإسلامية أصدر فتوى سنة 2003 تنص على تحريم إنتاج وتخزين السلاح النووى، وفى عام 2015 أكد أنّه لايمكن لأي قوة الوقوف أمام إيران اذا ارادت صناعة قنبلة ذرية ولكن إيران لا تريد صناعتها وذلك لتعارضها مع الشرع والإسلام، ومع كل هذا فإن إيران تشعر بالأنتصار على الأمبريالية والهيمنة الأمريكية عندما تتحداها وتتصلب فى موقفها أثناء مفاوضات أسلحة الدمار الشامل وأنهم صامدون أمام الشيطان الأكبر، أما قضية فلسطين هى ساحة جهاد إسلامى واجب وضرورى ورغم مرور أكثر من أربعون عاماً على وجود الجمهورية الإسلامية لم يتحرك جندى أو أحد الحرس الثورى أو قاسم سليمانى ضد دولة إسرائيل إلا الشعارات العنترية بدمار إسرائيل!!

وأخر مظاهر النهضة لثورة الملالى الإسلامية قيام طلبة الجامعات الإيرانية بالمظاهرات والإحتجاجات الغاضبة، لأكتشافهم أكاذيب النظام الإيرانى فى قضية ضرب الطائرة الأوكرانية ومقتل 176 شخصاً كانوا على متنها، حيث أنكروا فى البداية أنهم أسقطوا الطائرة لكنهم بعد أيام أعترفوا بمسئوليتهم عن إسقاطها عن طريق الخطأ، لهذا شعر الشعب بأن النظام كذب عليهم وخان الثقة التى وضعوها فيه، لذلك أنفجرت المظاهرات باللافتات الساخطة والمعبرة عما يجول فى أنفسهم من غضب مثل: "الموت للديكتاتور- الموت لخامنئى- لا نريد لانريد حكومة إسلامية- كذابون كذابون- الموت لولاية الفقيه- الشعب فقير بينما الملالى يعيشون فى بذخ"!!

هذه هى أحدث مظاهر التقدم الذى قامت به الثورة الإسلامية ونظامها المبنى على ولاية الفقيه على مدى أربعون عاماً، ولإخماد صوت المعارضة والسخط الشعبى ألقى مرشد الثورة خطاباً قبل صلاة الجمعة 17/1/2020، كان واضحاً أنه لم تتغير صفات الإنتهازية فى معتقداته السياسية فبالغ فى الحديث عن جنازة سليمانى، وأعتبرها من صنع يد القدرة الإلهية وفى يوم ضرب القاعدتين الأمريكيتين أعتبره أحد أيام الله، فجاء خطابه تأكيد إلى دوره كزعيم للثورة الإسلامية حيث خصص أثنتى عشرة دقيقة من خطابه ليتكلم فيها باللغة العربية، لإثارة مشاعرهم وعواطفهم ليكتسبهم إلى جانب زعامته، وطالب العالم الإسلامى بإزالة التفرقة وقال أن وحدة علماء الدّين قادرة على أن تكتشف أسلوبَ الحياة الإسلامية الجديدة. وتعاون جامعاتنا من شأنه أن يرتقي بالعلم والتقانة، وبذلك تستطيع أن تضع أساس الحضارة الجديدة ولن يتحقق ذلك فى المنطقة إلا بإخراج الهيمنة الأستكبارية الأمريكية وتحرير فلسطين من سيطرة الصهاينة الأجانب!!

الآن الكرة الذهبية ألقاها زعيم الثورة الإسلامية فى ملاعب العالم الإسلامى وبدلاً من تصدير الثورة إليهم، من الأفضل أتحاد علماء الدّين والتعاون والتنسيق والتلاحم تحت راية الثورة الإسلامية ليكون المرشد الإيرانى زعيماً للأمة الإسلامية، ما رأيكم؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا


.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس




.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم