الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
حينما يكون الوطن مختطفاً .
يوسف حمك
2020 / 1 / 24الادب والفن
بانسجام الصرخات مع مطامع الغزاة ، و عندما يكون الزعيم أميناً لإملاءات أسياده في الخارج ، تنهار الكرامة من تلقاء نفسها .
و بانهيارها يخر الوطن ساقطاً .
الأوطان التي تُدار من خارج حدودها ، يكون الولاء لزعيمٍ مسيَّرٍ كدميةٍ تحركها أصابعٌ خفيةٌ .
و المواطنون يسيرون خلفه كقطيعٍ من الخراف بغير وجهةٍ .
ثم تبدأ الكارثة العظمى في الشروع بتعدد الزعماء و كثرة الولاءات . في الوقت الذي يبقى الوطن وحيداً - دون انتماء أحدٍ إليه - ككرةٍ يركلها كل من يطمع ببيعه علناً .
نعم الطامة الكبرى تكمن في أن لا أحد ينتمي إليه .
و إن تجرأ أحدهم برفع رأسه عالياً ليعلن انتسابه للوطن و تبعيته له ، يصنف تلقائياً على رأس لا ئحة المتمردين المارقين و الخارقين لنهج الأسياد و الأقوياء .
تجار الوطن من مختلف الفئات و الأديان و الطوائف ، نصبوا أنفسهم حراساً له و حماته . للمقامرة و المتاجرة به ، لجعله صكاً شبيهاً بصكوك الغفران حينما كانوا يعرضونها للبيع قبل خمسة قرونٍ .
حولوا الوطن إلى مغنمٍ ، بتغليفه دينياً و تعليبه طائفياً . مما غدا فريسةً دسمةً لسيلان لعاب المستعمرين ، و اصطيادها سهلاً لهم ، فتوافدوا من كل الأصقاع لالتهامها .
تناوبوا على تمزيق الوطن و تفتيته ، و أقسموا ألا يسلموه لمن يبكي عليه إلا بعد أن يغدو جثةً بلا حراكٍ .
فما نفعك بجثةٍ هامدةٍ ، يستحيل عليك استرداد الروح له ؟!
و ما فائدة الوطن لشعبٍ أدار ظهره عليه ، ليساعد عدوه في خنقه و زهق روحه ؟!
حكايتنا مع الوطن تختزل في طأطأة الرأس ، أو قطعه !!! فلا خيار ثالث قط .
و ما يحدث في بلداننا الآن يعكس مضمون تلك الحكاية ، و تمثيلٌ حقيقي على أرض الواقع .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. غيرته الفكرية عرضته لعقوبات صارمة
.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية
.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر
.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة
.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي