الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية النقد الأدبى

كريم عرفان

2020 / 1 / 25
الادب والفن


خطوة جريئة ..نعم ؛ ولكنها ضرورية لإحداث ثورة حقيقية في عالم النقد والإبداع ولإصلاح الحالة الثقافية في وطننا العربى ..فالنقد الأدبى بكلاسيكيته المفرطة وتمسكه بالإكليشيهات والإنشاءات التي لا تستند على أساس فلسفى أو علمى ؛ وتمسكه بقيم تناهض القيم الحداثية قد صار عبئا على المجتمع النقدى والثقافى والإبداعى ..
فالنقد "الأدبى" بهيئته الحالية كون مايشبه "طبقة عازلة" تفصل بين المنتج الادبى الذى يقود إلى التغيير والتأثير ويصنع الحرك المجتمعى الذى نتمناه وبين المجتمع الذى يعيش فيه الاديب ..ذلك الأديب الذى لم يعد يستطيع أن يتعامل مع مجتمعه ومع همومه وقضاياه بفضل قيود "نقدية أدبية"تكبله وتحول بينه وبين التأثير في الشارع أو في مجتمعه .
فلم يعد النقد "الأدبى " بأدواته المستهلكة وإصراره على مدافعة القيم الحداثية واستخدامه "تكنيك" يقوم على قراءة ضيقة تخنق النص الإبداعى وتحصره في مساحة "زخرفية " باهتة لا يستطيع النص الخروج منها ..ولا تضيف إلى عقلية القارىء شيئا له قيمة أو جدوى .
وهنا يجب على المفكرين والمثقفين المهتمين بالنقد أن يقوموا بعمل إصلاحى كبير وجرىء ولكنه في ذات الوقت يقوم على أسس فلسفية سليمة وأن يقدموا أطروحات حداثية تليق بأمتنا .
- بصراحة شديدة نحن في حاجة إلى مشروع "إصلاحى " أو "ثورى " كبير يجتمع حوله المثقفون والمهتمون بالحركة النقدية والثقافية في الوطن العربى ..فهل هذا متحقق ؟
الخبر السار ..نعم فوطننا العربى الكبير يمتلىء بقامات فكرية ونقدية تقدمت بأكثر من مشروع يسهم في إحداث حركة إصلاحية كبيرة في النقد ؛ ومن ضمن هذه الجهود المحترمة ..مشروعان في غاية الأهمية من شأنهما أن يسهما في تطور ونهضة النقد في عالمنا العربى .

المشروع الأول : هو " النظرية العربية الحديثة " وهو طرح حديث النشأة تقدم به المنظر العراقى / عبد الرزاق عودة الغالبى ..وهو يروم إصلاح النقد العربى بشكل فلسفى ممنهج ؛ لذلك فهى " رؤية إصلاحية " من جانب و "ثورية راديكالية " من جانب آخر فتلك الرؤية الغرض منها :
1- وضع أصول فلسفية ومنهجية للنقد العربى .
2- إصلاح الحياة النقدية وإعادة ضبطها وفقا للمبادىء والقواعد التي جاء بها التنظير الحديث
- فهذه الرؤية بمثابة إعادة خلق وتكوين للنقد العربى وهذا ما يعد إلغاء "صريحا" للنقد "الأدبى " الذى كان يقوم به أكثر النقاد العرب قبل وضع ذلك التنظير .
- وتكمن أهمية النظرية العربية الحديثة في انها تمنح النقاد العرب تأسيس فلسفى للنقد العربى وتهبهم مفاتيح تساعدهم وتعينهم على فهم النصوص الإبداعية .
المشروع الثانى : وهو أيضا مشروع حديث قادم من شبه الجزيرة العربية وقد تقدم به الدكتور/عبد الله محمد الغذامى ..وهو ( النقد الثقافي كبديل للنقد الادبى ) ونستطيع أن نقول عنه أنه بمثابة ثورة عنيفة على النقد الادبى فالغذامى يطيح تماما بالنقد الادبى ويرى أنه ذلك النقد الذى يقوم على القراءة الجمالية والفنية الضيقة للنص ويستبعد الأنساق الثقافية المضمرة فيه لذا فهو يعد ممارسة "رجعية" ويقف كحجر عثرة امام التقدم والحراك الثقافي في وطننا العربى وقد استلهم مشروعه الحديث من النقاد الثقافيين الغربيين وأبرزهم فنسان. ب. ليتش . الذي اصدر سنة ١٩٩٢ كتابه (النقد الثقافي: نظرية الأدب لما بعد الحداثة) .
إذن فالعالم العربى ملىء بمشروعات مهمة وجهود لها قدرها ومن شأنها أن ترفع الوعى النقدى والثقافى لأمتنا ؛ لذلك فيجب أن نتحرك بشكل إيجابى ولا يكفى أن نردد أننا بحاجة إلى التجديد دون أن نمارسه فعليا على أرض الواقع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في


.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/




.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي